قال الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الارتري د. آدم أبو الحارث إن الإدارة الإريترية ، التي لها علاقات وثيقة مع العصابة الإرهابية الصهيونية ، تضطهد المسلمين منذ يوم استقلال البلاد
لم ينتهي كفاح المسلمين الإريتريين الذي بدأ في عصر الحديث منذ عام 1958، كما لم تنتهي معاناتهم إثر سقوط نظام منجستو هايلا مريم في إثيوبيا تحقق للإريتريين النصر و الاستقلال و سيطر الثوار على العاصمة أسمرا في عام 1993، و أجري استفتاء في العام نفسه تحت اشراف الجامعة العربية و منظمة الوحدة الأفريقية، فقال الشعب نعم للاستقلال، و هكذا اعلن استقلال إيرتريا في الأبريل من العام نفسه، اعترفت بها دول كثيرة.
و انتخب السياسي أفورقي رئيسا للبلاد. إلا أن رئيس البلاد الذي كان زعيما للجبهة الشعبية للديمقراطية و العدالة لم يأخذ من اسم حركته أي صفة. فلم يكن ديمقراطيا و لم يعرف الشعب عنه عدالة، فعلى صعيد السياسة لم يسمح للمعارضة أن تمارس أنشططها و اعتقل كل من اشتبه في حمله آراء مخالفة للتواجهاته. و جمد دستور الذي أقر في عام 1997 و تجمدت معه الحيات السياسية. و على صعيد الحريات، قمع الحريات الدينية كما قمعت حرية الرئي و الصحافة، فرقب الهواتف و المراسلات سواء عادية أو الإلكترونية.
و حتى حرية التنقل و السفر قمعها، فمنع السفر إلا لمن تحتم عليهم اشغالاهم السفر. و قرر كفالة مالية كبيرة حتى يضمن عودته. و ان كانت ضريبة دمه بتكريس للوطنية إلا أنه حولها إلى بغض للوطن و حقد عليه. إذ أضاع عمر الشباب في الخدمة في الجيش لمدد كبيرة وليس هذا فقط بل يعاني الشباب من السخرة في الجيش باستغلال الضباط لهم للعمل في مزارعهم الخاصة. كما تستغل الفتيات في العمل كخادمات في بيوتهم و قد تتعرض الكثيرات منهم للاغتصاب.
وهو ما اضطر كثيرة الشعب إلى الهروب. و من النار إلى الرنضاء تتلقف عصابات التهريب ضحاياه ليسوموهم عذابا جديدا في ما يسمى الاتجار بالبشر. فالفارون من السياسي أفورقي عل ثلاث حالات إما ناج أو مستعبد أو مباعات أعضائه إلى تجار البشر. و على الرغم من مصير المعروف مسبقا إلا ان الكثيرين لا يألو جهدا في مغامرة هربا من معانات يعيشها المسلمون في إريتريا نسيها العالم، سيسأل عنها إخوانهم في الدين.
و معكم حوار الخاص لوكالة إيلكا للأنباء مع الدكتور آدم ابو الحارث امين عام حركة الإصلاح الإسلامي الارتري.
س١- بما ان ارتريا المنسية اليوم يسمع باسمها كثيرون لكن لا يعرفون شيئا عنها_ واظن أنكم لمستم شيئا من هذا أثناء جولاتكم وعلاقاتهم مع الآخرين من عدم معرفة بلادكم ارتربا فحبذا لو حدثتنا بداية عن ارتريا موقعا وأهميتها الاستراتيجية؟
ج١ _ بداية اشكر وكالة إيلكا للأنباء على إتاحة هذه السانحة لنطل على القراء والمشاهدين الكرام لتسليط الضوء على محنة الإسلام والمسلمين فى ارتريا المنسية ماضيا وحاضرا لا سيما معاناة شعبها اليوم فى ظل نظام افورقي الدكتاتوري وممارساته القمعية التى جعلت ارتريا بلدا طاردا لشعبه بامتياز بعد خروج المستعمر الأجنبى ولعل السبب فى عدم معرفة الكثيرين لارتريا ومحنة شعبها هو التعتيم الإعلامى المتعمد تجاه هذا الشعب القريب جدا لشعوب الدول العربية والإسلامية موقعا ووجدانا ونسبا حيث تقع ارتريا على مرمى حجر من الجزيرة العربية واليمن فى الضفة الغربية للبحر الأحمر اذ يحدها شمالا السودان وجنوبا اثيوبيا وجيبوتي وشرقا البحر الأحمر على امتداد ساحل طوله 1100 كيلومتر .وتبلغ مساحة ارتريا124 ألف كلم مربع وعدد سكانها حوالى 6 ملايين نسمة .وبهذا تحتل ارتريا موقعا استراتيجيا هاما فى منطقة القرن الأفريقي وحوض البحر الأحمر مما جعلها محط أنظار وأطماع القوى الاستعمارية الكبرى قديما وبؤرة الأطماع والصراعات الدولية والإقليمية حديثا باعتبارها عمقا استراتيجيا وامنيا وثقافيا للعالم العربي والإسلامي عند البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وباب المندب.
س٢_ تعتبر ارتريا اول بلد فى العالم دخل اليه الإسلام بعد مكة المكرمة فمتى كان ذلك تحديدا وكيف انتشر الإسلام فيها؟
ارتريا فعلا أول بقعة دخلها الإسلام بعد مكة المكرمة وقبل المدينة المنورة وذلك فى العام الخامس للبعثة النبوية عند هجرة الصحابة إلى الحبشة الذين نزلوا فى ميناء باضع _ مصوع حاليا_ مما يعطى ارتريا أهمية رمزية خاصة باسبقية بزوغ نور الإسلام فيها قبل أن يحظى بالتأييد والقبول فى مكة منبع الرسالة .ثم توسع انتشار الإسلام فيها بعد ذلك ابتداء من عصر الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الدولة الأموية والعباسية إلى أن أصبحت ارتريا جزاء من دولة الخلافة العثمانية قبل سقوطها لفترة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثة قرون من عام 1557م الى1885م حيث تنازلت دولة الخلافة العثمانية للخديوية المصرية وكلها مظلات إسلامية رسخت وجذرت الوجود الإسلامى فى المنطقة بما عرف فى التاريخ بممالك الطراز الاسلامي هذا إلى جانب دور الدعاة المحليين والأسر الدينية التى أخذت على عاتقها خدمة الإسلام عبر الخلاوى القرآنية وحلقات الفقه والزوايا كأسرة الشيخ حامد ود نافعوتاى فى الساحل ، والشيخ محمود فى زولا ، والشيخ مصطفى فى بركا ، وأسرة درقى وأسرة معلم فى شمال ارتريا وغربها ، حيث كان ولازال لهذه الأسر الأثر الكبير فى تقوية دعوة الإسلام إزاء التحديات الصليبية ومنظمات التنصير فى البلاد حتى اليوم
س٣- الاستعمار الايطالي لارتريا يعتبر أطول واصعب فترة استعمار تشهده البلاد . فكيف كان تأثيره على الشعب وثروات البلاد ؟ وكيف تعامل معه الارتريون؟
ج٣- الاستعمار أو الاحتلال كله شر واستغلال لخيرات البلاد وثرواته وإذلال لانسانه ومن ثم فقد كان الاستعمار الايطالي لبلادنا الذى استمر لأكثر من نصف قرن ، من 1885 م إلى 1941م هو الابشع والأسوأ فى سلسلة التعاقب الاستعماري الذى تعرضت له ارتريا من استعباد للشعب الارتري فى جميع الجوانب مع ممارسة التفرقة العنصرية وتعذيب المعارضين لسياساته وتجهيل للشعب وتسخيره فى حروبه التوسعية بأفريقيا وممارسة النشاط التنصيري المكشوف فى اوساط المسلمين إلا أن كل ذلك لم يثن الشعب الارتري عن مقاومة هذا المستعمر وأطماعه حيث برز أبطال المقاومة الشعبية فى عدة مناطق من ارتريا واستشهد معظمهم فى جزيرة دهلك الشديدة الحرارة التى اتخذها الإيطاليون منفى للمعارضين لسياساتهم فى البلاد.
س٤- الفترة ما بين 1941م الى _1952م و التى عرفت بفترة تقرير المصير فى ارتربا كانت فترة صراع بين الأحزاب لاسيما بين حزب الرابطة الإسلامية الارترية وحزب الوحدة مع إثيوبيا فضلا عن التدخلات البريطانية والأمريكية فى الصراع. فكيف كانت تلك الصراعات؟ وكيف لعب الفيتو الأمريكى فى حرمان استقلال ارتريا المبكر فى تلك الفترة؟ ومن هم ابرز شخصيات الرابطة الإسلامية؟
ج٤- تعتبر هذه الفترة فترة امتحان عسير وابتلاء كبير للشعب الارتري فى نضاله السلمي الذى تدخلت فيه الدول ذات المطامع الخاصة ، بريطانيا وأمريكا واثيوبيا إلى جانب الكنائس وحزب الوحدة المنادي بالوحدة مع أثيوبيا ضد طموحات الشعب الارتري والرابطة الإسلامية المطالبين باستقلال ارتريا من الإحتلال سوءا كان ذلك فى المحافل الدولية أو بالدعم المباشر لحزب الوحدة وعصاباته الإرهابية فى الداخل لإجبار الشعب على قبول الفيدرالية مع إثيوبيا عنوة تحقيقا لرغبة حلفاء إثيوبيا لاسيما أمريكا وإسرائيل مقابل حصولهما على قواعد عسكرية ضاربا عرض الحائط بكل طموحات الشعب الارتري فى الحرية والاستقلال التام. فتلك الصراعات كانت تغذيها الدوائر الغربية الصليبية بين أبناء الوطن الواحد من باب فرق تسد . واما أبرز شخصيات الرابطة الإسلامية فهم كل زعماء القبائل ورجال الدين الإسلامي والسياسيين من أمثال السيد أبوبكر الميرغني زعيم الطائفة الختمية فى ارتريا والقاضى موسى ادم عمران ومحمد عمر قاضى والشهيد عبد القادر كبيرى الذى اغتيل من قبل عصابات حزب الوحدة عشية سفره إلى نيويورك لعرض القضية الارترية فى الأمم المتحدة عام 1949م ولكن يبقى الشخصية المحورية والأكثر تأثيرا فى الرابطة هو الشيخ إبراهيم سلطان علي الذى يعد قائدا تاريخيا تبنى النضال السلمي ضد المستعمر البريطاني رافضا تقسيم ارتريا وهو مؤسس حزب الرابطة الإسلامية عام 1946م وسكرتيرها العام وعضوا فاعلا فى الكتلة الاستقلالية الارترية ويعد الزعيم ابراهيم سلطان أول من تحدث فى منبر الأمم المتحدة بنيويورك باللغة العربية مع إجادته الانجليزية والايطالية بطلاقة .
س٥- نالت ارتريا استقلالها عام1993م بعد نضال مرير فجره القائد حامد إدريس عواتى وتعرض خلاله السكان لإبادة جماعية وتشريد عن وطنه هلا شرحتم لنا تلك الابادات الجماعية بإحصائيات . ومن هو حامد عواتى؟ وهل ثمة تشابه بين القضيتين الارترية والفلسطينية فى رأيكم د. ابو الحارث؟
ج٥- نعم لقد تعرض الشعب الارتري خلال فترة النضال المسلح من عام1961-1993م لأبشع المجازر البشرية والابادات الجماعية على يد العدو الاثيوبي وحلفائه من كوبا واليمن الجنوبي بالطائرات الحربية حيث قتل مئات الآلاف من الأبرياء العزل عام 1967م فى عد ابراهيم واغردات وام حجر وعونا وإمبيرمي ... وحرق أكثر من 180 قرية مما أجبر السكان على الهجرة واللجؤ إلى دول الجوار بإعداد كبيرة وسط القصف الجوى والهجوم البري للقضاء على اليابس والأخضر فى البلاد متخذا شعار:اذا اردت القضاء على السمك فعليك تجفيف البحر واذا اردت القضاء على الثورة الارترية فعليك القضاء على الشعب قتلا وتشريدا.
وأما القائد حامد إدريس عواتى فهو مفجر الثورة المسلحة وقائدها فى ارتريا عام 1961م وهو فلاح بسيط كان والده من ابطال المقاومة الشعبية التى تصدت للاستعمار الايطالي وقد جند حامد عواتي فى التجنيد الإجباري الذى فرضه الاستعمار الايطالي على الارتريين عام1935م وابتعث إلى روما لمدة عام فى بعثة عسكرية واستطاع بعد ذلك ان يسخر خبرته العسكرية فى خدمة شعبه فتزعم وقاد النضال المسلح إلى أن استشهد عام1962م.
وأما العلاقة والتشابه بين القضيتين الفلسطينية والارترية واضحة وقوية من حيث أن فلسطين أرض الإسراء والمعراج فيها المسجد الأوقصى أولى القبلتين ، وإرتريا أرض أولى الهجرتين فيها مسجد الصحابة أول مسجد في الإسلام أقامه الصحابة في السنة الخامسة من البعثة ولازال محرابه إلى القبلة الأولى ، كما أن كل من إرتريا وفلسطين ضحيتان للمؤامرة البريطانية حيث مهدت لليهود احتلال فلسطين وهيئت الإمبرطور هيلي سلاسي (أسد يهوذا ) لاحتلال إرتريا ، حيث ترك المستعمر البريطاني فى كل بلد دخله مشاكل لا حصر لها خاصة اعطاء ما لا يملك إلى من لا يستحق فى كل من ارتريا وفلسطين وقد أقام الكيان الصهيوني ، قواعد عسكرية بحرية في إرتريا تعد الأكبر بعد فلسطين المحتلة . وكذلك تشابه المعاناة من قتل وتشريد وحرب إبادة تعرض لها الشعبين ،والعلاقة النضالية التى تغنى بها كبار شعراء فلسطين ك محمود درويش ومعين بسيسو وغيرهم فى تصوير البطولات الارترية فى شعرهم وكذلك فعل شعراء ارتريا مثل كجراى وأحمد سعد فى تمجيد البطولات الفلسطينية والوقوف معها قلبا وقالبا.
س٦- حقق الشعب الارتري استقلاله بعد كفاح مسلح دام 30عاما بيد أنه حصد نظام حكم دكتاتورى قتل أحلام وآمال هذا الشعب وتوجهات من خاضوا ذلك الكفاح المرير وحكم البلاد بالحديد والنار .فكيف حدث ذلك؟ وهل كان خروج المستعمر الأثيوبي من ارتريا عن هزيمة عسكرية ام عبر سيناريوهات خفية مبيتة؟
ج٦- قدم الشعب الارتري بثورته المسلحة كل غال ونفيس من أجل تحقيق حلمه فى الحرية والاستقلال الحقيقي واستطاع طرد آخر جندى إثيوبيا من البلاد عام1991م بيد أنه كانت هنالك مؤامرات تحاك وراء الكواليس منذ سنتين ضد هذه الآمال والطموحات لصالح الأهداف الغربية والإسرائيلية وربيبهم فى ارتريا اسياس افورقي الذى مد له الغرب جسور الدعم اللوجستي والتلميع الإعلامي تمهيدا لتسليمه السلطة فى ارتريا بعد خروج إثيوبيا وذلك عبر المفاوضات والمحادثات المكوكية التى تمت بين إثيوبيا وتنظيم الجبهة الشعبية برعاية أمريكية واشراف مباشر من جيمى كارتر وهيرمان كوهين مساعد الشؤون الخارجية الأمريكية اليهودى الأصل بعيدا عن مشاركة بقية التنظيمات إلارترية ولا مراقبة الدول العربية وهى مفاوضات أتلانتا فى 19 سبتمبر1989م ومفاوضات نيروبي فى 2 نوفمبر 1989 م وواشنطن فى عام1990م ولندن فى 27مايو 1991م ليتم بموجبها تسليم السلطة لأفورقي فى ارتريا وتأجيل إعلان الاستقلال وربطه بالاستفتاء المزعوم ذرا للرماد فى العيون ليطبق برنامجه الطائفي وفق التوجيهات الأمريكية التى تلقاها عام 1970م من المخابرات الأمريكية في قاعدة كانيو استيشن باسمرا وجددتها له السفارة الأمريكية فى كينيا عام 1978م مع تقديم الدعم المادى عن طريق الكنائس العالمية 20 مليون دولار سنويا لجعل تنظيمه الجبهة الشعبية أقوى تنظيم فى الساحة الارترية. وقد سبقت هذه الترتيبات حرب شاملة مدعومة خارجيا وداخليا ضد التنظيمات الوطنية ذات الكثافة الإسلامية(جبهة التحرير الإرترية) واخراجها من الساحة حتى ينفرد باستقلال إرتريا وحكمها .
س٧- فى فترة الثمانينات شهدت الساحة الا رترية حربا اهلية أثناء مقاومة العدو الأثيوبي فما الدافع لتلك التصفيات بين الثوار؟
ومن الذى دعم تنظيم الجبهة الشعبية حتى تقوى ومسك بزمام الأمر فى الساحة؟
ج٧- فى الواقع الحرب الأهلية فى الساحة الارترية بدأت منذ بداية السبعينات بتبادل الاتهامات والحرب الإعلامية بين مختلف التوجهات الفكرية والتنظيمية داخل الثورة مع تذكية نار الفتنة من قبل حزب العمل الشيوعي الارتري ومجموعة اسياس افورقى الطائفية الذين رفعوا شعارات مثل الثورة المضادة لمن يخالفهم فكرا او شعار الساحة لاتتسع لأكثر من تنظيم واحد فراح ضحية تلك الحرب اللعينة مئات من خيرة الشباب الارتري فى صفوف الثورة ولم تتوقف هذه الحرب الاهلية حتى تم إضعاف قوة الثورة لصالح تنظيم افورقي الذي ورث الساحة وانفرد بها بعد طرد من تبقى من التنظيمات الأخرى إلى هامش الحدود لتتدفق عليها الدعم الغربي من كل صوب عبر الكنائس العالمية والمنظمات الصهيونية فى الغرب على النحو الذى سبق بيانه وذلك تمهيدا للاستقلال واستلام الحكم في إرتريا.
س٨- موجة الهروب من ارتريا أصبحت ظاهرة تؤرق مضجع المنظمات الحقوقية واخرها هروب فريق المنتخب الارتري لكرة القدم وطلبهم اللجؤ السياسي . فما هى حقيقة هذه المعاناة؟ وهل هى واقعة على المسلمين فقط ام غيرهم كذلك يضيق عليهم ويمنعوا من السفر ؟
ج٨- معاناة الشعب الارتري فى ظل حكومة افورقي معاناة مأساوية كارثية لا يعرفها كثير من المراقبين حيث يتعرض شعبنا فى رحلة الهروب إلى الموت عطشان فى صحارى أفريقيا وغرقا فى البحار والمحيطات ونهبا لتجار البشر والتهريب كل ذلك من أجل الخروج من جحيم افورقي إلى المجهول بأى ثمن ، هروبا من الكبت والتضييق والسجون والمعتقلات والاغتيالات من دون فرق بين المسلم وغيره وان كان الضغط الأكبر واقع على المسلم ين نوهروب الشباب من التجنيد الإجباري والخدمة الوطنية غير محدودة الزمان وبذلك أصبح نصف الشعب الإرتري خارج بلاده لاجئا ومشردا في الشتات ، ومن ثم أصبحت ارتريا اليوم فى نظر شعبنا سجنا كبيرا يعد الداخل فيه مفقودا والخارج منه مولودا جديدا.
س٩- ما ذا عن أوضاع المسجونين فى ارتريا؟ ومنذ متى هم فى السجون؟
ج٩- مثل ما يعانى أوضاع الشعب الارتري عموما من التعتيم الإعلامي فإن أوضاع السجون فى ارتربا منذ عام 1991م يكتنفه الكثير من الغموض حيث يعيشون اوضاعا انسانية صعبة كتبت عنها منظمات حقوقية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة سويرا لحقوق الإنسان الارتري وغيرها ولكن يظل وضع السجناء فى ارتريا أسوأ بكثير مما ذكرته هذه المنظمات حيث يعيش السجين هنالك لعشرات السنين دون محاكمة أو تقديم للعدالة ولا يسمح لأهله بالزيارة أو إلا علام بمكان تواجده إذ يحتجزونهم فى معسكرات نائية للجيش أو فى زنازين تحت الأرض أو فى حاويات شحن معدنية مع ارتفاع درجات الحرارة وانعدام الرعاية الصحية وسوء التغذية للسجين مما يجعل الوفاة فى السجن أمرا شائعا ومعتادا فى كل لحظة وعدد السجون فى ارتريا أكثر من عدد المدارس والمستشفيات لا يعرف تعدادها أحد لسرية معظمها كما أن عدد المعتقلين والمختفين أكثر من 20 ألف لا يعرف مكانهم ولا مصيرهم منذ أكثر من ربع قرن ، منهم الدعاة والعلماء والمعلمين وأصحاب الرأي يرتكب ضدهم من انتهاكات وتجاوزات خطيرة دون محاكمات قضائية ولا يفرج إلا عن جنائز من لقوا حتفهم من التعذيب .
س١٠- ما أهداف حركة الإصلاح الإسلامي الارتري ونشاطاته؟
ج١٠- حركة الإصلاح الإسلامي الارتري تنظيم إسلامي إصلاحي تغييري يعمل من أجل رفع الاضطهاد والظلم الواقع على الشعب الارتري وخاصة المسلمين الذين استهدفهم نظام فورقي فى أرواحهم وهويتهم وقيمهم الاخلاقية،حيث تسعى الحركة لنشر الحق والفضيلة وإرساء العدل للجميع مهتدية فى مسيرتها التغييرية الاصلاحية بالمنهج الإسلامي القويم هذا وقد نشأت الحركة فى الثمانينات من القرن الماضى فى ظل الإحتلال الأثيوبي لارتريا ولا زالت تقوم بدورها الرسالي الكبير فى الإصلاح والمقاومة رغم قلة النصير وتكالب الأعداء وكثرة التحديات داخليا وخارجيا وهى تقوم مع ذلك بجهد جبار تجاه الشعب الارتري فى جميع المجالات الدعوية والسياسية والتنظيمية والاعلامية والتواصل مع الدول والمنظمات والشعوب لربط ارتريا بمحيطها الإسلامي والعربي والافريقي والسعى للتعاون والتكامل فى كافة المجالات وتحقيق الأمن والاستقرار فى البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي بما يخدم مصالح شعبنا وشعوب المنطقة بالتنسيق مع بقية التنظيمات والأحزاب الإرترية المعارضة ، ويجمعها مع بقية التنظيمات والأحزاب الإرترية العمل المشترك تحت مظلة (المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي ) .
س١١- كيف يقييم الدكتور ابو الحارث علاقات ارتريا بجيرانها ؟
ج١١- ظلت ارتريا بحكم موقعها على البحر الأحمر و قوعها ضمن منظومة دول القرن الأفريقي تحظي عبر التأريخية وإلى فترة الثورة المسلحة بعلاقات تأريخية وثفافية متينة مع جوارها لاسيما الدول العربية والإسلامية التي وقفت مع الحق الارتري ودعمت ثورتها إلا أن حكومة افورقي منذ أول يوم لها بدأت تتوجس من تلك العلاقات الازلية وتعمدت الابتعاد عنها والبحث عن البدائل فى إسرائيل وإيران والدول الغربية مدعية ان الدعم العربي هو سبب تفتيت الوحدة الوطنية فى ارتربا حيث أصبحت لا تتعامل مع المحيط العربي والإسلامي إلا بما يحقق مصالحها الآنية مع ان السبب الأساسي لهذا الابتعاد والتنكر هو ركونها واستجابتها السريعة لأجندة وضغوطات الغرب عليها.
س١٢- ما علاقة النظام الارتري بالكيان الصهيوني؟ وهل هنالك قواعد عسكرية إسرائيلية فى ارتريا؟
ج١٢- ظل الكيان الصهيوني تاريخيا ضد القضية الارترية بحكم ارتباطه مع إثيوبيا بعلاقات قوية منذ الخمسينات كما كانت الثورة الارترية ضد الكيان الصهيوني بوقوفها مع نضال الشعب الفلسطيني ولكن ما ان جاء افورقى على سدة الحكم فى البلاد بدأ بالتطبيع مع الكيان الصهيوني فى اول زيارة له إلى إسرائيل فى يناير 1993م تحت غطاء الاستشفاء على متن طائرة أمريكية ليلتقي بوزير الخارجية الإسرائيلي ويعلن بيرز عقب الزيارة ان اسرائيل اكتسبت صديقا فى منطقة البحر الأحمر. وفى فبراير1993م قام افورقي بزيارة أخرى إلى إسرائيل ووقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين العديد من الاتفاقيات بين البلدين قدمت بموجبها إسرائيل مساعدات لارتريا فى مجال الزراعة والتدريب للقوات العسكرية والأمنية مقابل اعطاء تسهيلات أمنية وعسكرية لإسرائيل فى جزيرتي دهلك وفاطمة كقواعد عسكرية إسرائيلية و التى ظل النظام ينكرها وينفيها مع اعترافها بالعلاقة القوية وافتتاح السفارة الإسرائيلية رسميا فى البلاد منذ عام1993م .
س١٣- ماهو دور جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تجاه قضيتكم فى ارتريا ؟
ج١٣- قامت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بدور فعال فى تأييد ونصرة القضية الارترية ودعمها فى مرحلة النضال المسلح حيث اتخذ مجلس جامعة الدول العربية الذى عقد بتونس فى سبتمبر1980م قرارا بتأييد كفاح الشعب إلا تري وتوحيد آلياته العسكرية والسياسية واما بعد الاستقلال فقد شاركت جامعة الدول العربية فى مراقبة الاستفتاء لاستقلال ارتريا وقدمت بعض التبرعات المادية كمساعدة لارتريا .كما قدمت منظمة المؤتمر الإسلامي بعض المنح الدراسية للطلاب الارتريبن ولكن قل وتلاشى هذا الدور للمنظمات فى الوقت الراهن الذى يكون فيه شعبنا لاسيما اللاجئين بحاجة ماسة للوقوف معهم أكثر من أي وقت مضى لاسيما المنح الدراسية التى حرم منها طلاب ارتريا الذين يبتعثهم النظام إلى إسرائيل وجنوب افريقيا .
س١٤- هل دول المنطقة تؤمن بأن النظام الارتري يشكل تهديدا لها ولمصالحها فى المنطقة؟
ج١٤- مسألة الإقتناع بخطورة هذا النظام وتوجهاته على دول المنطقة يرجع فى المقام الأول إلى هذه الدول وسياسة التعامل مع نظام افورقي المحارب للاسلام والمسلمين فى المنطقة حيث قام ولايزال باخطر دور تغييري فى مسخ الهوية الإسلامية وتأصيل الفساد عبر قوانينه ونظمه ويسعى لبناء قواعد عسكرية أجنبية فى ارتريا بما يهدد الأمن القومي فى هذه المنطقة ويحتضن حركات المعارضة لدول الجوار بل يسعى لبسط سيطرته لإقامة دولته الطائفية فى منطقة القرن الإفريقي. ونحن فى حركة الإصلاح الإسلامي الارتري قمنا منذ وقت مبكر ببيان خطورة هذا النظام على أمن المنطقة عبر مذكرات رفعت إلى معظم سفارات دول الجوار نحذرهم فيها من خطورة علاقات هذا النظام المشبوهة مع إسرائيل وإيران وغيرها فضلا عن افتعاله للحروب مع جيرانه فى كل من السودان واليمن وإثيوبيا وجيبوتي.
وهل الشعب الارتري قادر على اقتلاع وإسقاط هذا النظام؟
وما أوضاع اللاجئين الارتريين؟
الشعب الارتري الذى اقتلع ترسانة إثيوبيا العسكرية لقادر على اقتلاع وإسقاط هذا النظام متى ما وجد ما يعينه على ذلك من دعم استراتيجي مثل الذى كان فى زمن الثورة المسلحة وأقلها الوقوف مع معاناة اللاجئين الذين يعانون من النقص الحاد فى إمدادات الغذاء والخدمات والتعليم ويواجهون خطر الموت فى الصحارى والبحار وجرائم عصابات الاتجار بالبشر والتهريب، وهناك قرابة المليون لاجيء إرتري في شرق السودان يعانون من الثلاثي القاتل ‘ الفقر والمرض والجهل.
في بيان صادر بتاريخ ٢٨ نوفمبر الماضي من وزارة الاعلام الارترية وجهت فيه إتهام إلى دولة قطر بالسعي إلى مخطط تخريبي في شرق السودان ، وتدريب معارضين اسلاميين في الاراضي السودانية للقيام بأعمال إرهابية في إرتريا ، كما سبق أن اتهمت في بيان سابق تركيا وقطر بنفس الإتهامات ، ماذا وراء هذه الاتهامات ؟
لقد دأب نظام أفورقي في إرتريا يوجه الإتهامات هنا وهناك بالتآمر على نظامه ، وسبق أن إتهم أمريكا وأثيوبيا بالتآمر عليه ، ودولة قطر التي يتهما اليوم كانت حليفته ومن أكثر الداعمين له منذ الاستقلال ثم انقلب عليها بعد أن تم حصارها من قبل محور السعودية والامارات، وقد سبق أن أصدرت وزارة الاعلام الارترية بيانا في شهر إبريل الماضي تتهم فيه تركيا وقطر والسودان بدعم فصائل المعارضة الارترية للقيام بأعمال إرهابية ، والعمل على إعاقة السلام بين ارتريا واثيوبيا ، وهو الاتهام الذي نفته واستنكرته كل من الدوحة وأنقرا والخرطوم في حينه ، كما أن الاتهام الصادر في نوفمبر الماضي يأتي في نفس الصياغ متهما قطر بالضلوع في أحداث شرق السودان ، وأنها تعمل على توحيد وتدريب ودعم المعارضة الإرترية لزعزعة أمن إرتريا انطلاقا من الأراضي السودانية ، وهو الأمر الذي نفته واستنكرته قطر في بيانها .
النظام الإرتري ينطلق من نظرية المؤامرة ليواري جرائمه وفشله وأزماته وراء تلك الاتهامات التي لا أساس لها في أرض الواقع ، وهو بذلك يريد نفي التهمة عن نفسه بشيطنة خصومه في الوقت الذي يعبث فيه بأمن المنطقة عامة وشرق السودان خاصة خدمة لأجندة خارجية (كاد المريب أن يقول خذوني) ، كما يستهدف باتهاماته هذه المعارضة الارترية للضغط والاستعداء عليها من قبل الحكومة الجديدة في السودان ، علما بأن المعارضة الارترية لا وجود لها في السودان بعد أن تم إبعادها وتصفيتها بالتحالف مع نظام السوداني السابق .
س١٦- أخيرا ماهى رسالتكم الى العالم الإسلامي شعوبا وحكومات؟ وماذا تطلبون؟
ج١٦- رسالتنا للعالم الإسلامي ولكل المحبين للسلام والحرية:
أولا : ضرورة الالتفات إلى محنة الشعب فى ارتريا بعد الاستقلال وما يتعرضون إليه من إنتهاكات خطيرة من النظام الإرتري سجنا وقتلا وتشريدا والضغط على النظام وإحراجه أمام المنابر الدولية والمنظمات الحقوقية .
ثانيا : الوقوف مع الشعب الإرتري وقواه السياسية من أجل التغيير الديمقراطي وتحقيق الحرية والأمن والسلام الذي حرم منه منذ أكثر من قرن من الزمان .
ثالثا: ضرورة فتح مجال المنح الدراسية للطلاب الارتريين الذين حرموا من التعليم وقبولهم فى الجامعات المختلفة .
رابعا: المساعدة في التعريف بقضية الشعب الإرتري ومعاناتهم والعمل على مناصرتها وكسر التعتيم الإعلامي المضروب عليها .
وختاما لايسعني إلا أن أشكر الاخوة القائمين على وكالة إيكا الاخبارية لإتاحتهم لنا هذه الفرصة من أجل تسليط الضوء على قضيتنا المنسية .
من هو الدكتور آدم أبو الحارث؟
الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الإرتري، ولد في عام 1963. يصف أبو الحارث ، الذي أكمل تعليمه في الخارج ، الاحتلال الذي عانى منه بلده على كل منصة يجدها ممكنة. أضحى بنفسه في سبيل إلتفات الانتباه المسلمين إلى القضية المنسية ارتريا و شعبه التي تضطهد المسلمين منذ يوم استقلال البلاد.
الماجستيرجامعة النيلين - الخرطوم علوم سياسية
الدكتوراة من جامعة ميرلاند الامريكية علوم إدارية .
البكلاريوس من جامعة الكويت - كلية الشريعة. دراسات اسلامية (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد "حنفي سنان"، رئيس رابطة طلاب الجسر المعلق الدوليين، أن نبينا محمد ﷺ هو خير مثال للإنسانية جمعاء، وقال: "إن نبينا حكم حتى على ألد أعدائه بالعدل".
قال الباحث والكاتب المصري د. "طارق زومر" في مقالٍ له عن انتقام إيران من كيان الاحتلال: "لو أطلق جميع القادة العرب، عشرة فقط من تلك الصواريخ العادية التي أطلقها العراق ولبنان وغزة وإيران، لعاد الصهاينة إلى البلدان التي أتوا منها من قبل، نهاية هذا العام!".
أكد الملا "محمد مسعود آسر" أن المقاطعة هي إحدى العقوبات الاقتصادية، التي يمكن اتخاذها ضد كيان الاحتلال، وقال: "إن المسلم قد يكون آثما إذا اشترى منتجات الكفر عن علم".
عن موقع حزب الهدى في أجواء الانتخابات الحالية ‥