الأستاذ حسن ساباز: هل باتت الفوضى تزعجهم؟
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على أن **الولايات المتحدة لا تنزعج من الفوضى بقدر ما يقلقها صعود قوى مستقلة وغير قابلة للضبط في المنطقة**، مؤكدًا أن **استراتيجية واشنطن تقوم على إدارة الفوضى عبر الوكلاء بدلًا من التدخل المباشر.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
تغيير الأنظمة لم ينجح في أي وقت من الأوقات، إذا نظرتم إلى ما بعد عام 1946، فستجدون أنه في كل حالة تدخلت فيها الولايات المتحدة، وقع نحو 93 انقلابًا أو تغييرًا للنظام جميعها فشلت.
هذه الكلمات قالها السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، في أحد الاجتماعات.
ولا تنخدعوا بصفة "المبعوث الخاص إلى سوريا"، فباراك اليوم هو أهم شخصية أمريكية في الشرق الأوسط بأكمله، وتأثيره لا يقتصر على الملف السوري فقط، بل يمتد إلى ملفات المنطقة كافة، كما أنه يمتلك صلاحية انتقاد السياسات الأمريكية الإقليمية.
فعلى سبيل المثال، قال إن واشنطن "بلقنت" العراق وسوريا، وإن غزو العراق هو "مثال ممتاز على شيء لا يجب القيام به مرة أخرى إطلاقًا"، وأشار إلى مقتل مئات الآلاف من الناس، لكنه قبل ذلك تحدّث عن القضية التي تسكن داخل الإدارة الأمريكية أكثر من غيرها،"لقد أنفقنا 3 تريليونات دولار".
وبالنظر إلى النتيجة، قال باراك: "عدنا صفر اليدين".
صحيح أن جزءًا كبيرًا من هذا الانزعاج مرتبط بالخسائر المالية، لكن في اللحظة الأولى قد يُخيَّل إليك أنه يتحدث بقلق إنساني عن الفوضى والدمار والخسائر البشرية، غير أنك بلغة العصرعندما تنظر إلى "الصورة الكبيرة"، تكتشف شيئًا مختلفًا تمامًا.
فهو لم يتحدث إطلاقًا عن إسرائيل وجرائمها، لا عن الإبادة في غزة، ولا عن الوحشية المرتكبة بحق المدنيين، ولا عن القيم الإنسانية والأخلاقية التي تم سحقها.
لم يذكر شيئًا عن جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، ولا عن قرارات الضم، ولا عن الاستفزازات الدنيئة تجاه المقدسات.
لم يتحدث عن الجزء المحتل من لبنان، ولا عن آلاف خروقات الاحتلال لاتفاقيات وقف إطلاق النار.
ولم يشر إلى الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من سوريا، ولا إلى دعمها العلني لجماعات متمردة مسلحة داخل الأراضي السورية، ولا إلى عمليات التسلل والاختطاف، ولا حتى إلى قصفها القصر الرئاسي السوري.
لكنَّه أبدى انزعاجه من ملء إيران للفراغ في العراق، وتذمّر من عدم تحقق البيئة التي ترغب بها واشنطن في سوريا.
نعم عندما نعود إلى الصورة الكبيرة، يمكن القول بكل وضوح إن أمريكا ليست منزعجة من الفوضى.
فالدولة التي تضع حركة مدنية سياسية مثل الإخوان المسلمين على "قائمة الإرهاب"، لا يمكن اعتبار أن همّها الحقيقي هو تحقيق الاستقرار
والواضح أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية قائمة على إدارة الفوضى بدلًا من الانخراط في حروب مباشرة
فبدل الاحتلال، تسعى واشنطن إلى استخدام قوى بالوكالة أو أنظمة محلية متعاونة لإبقاء المنطقة في حالة اضطراب مستمر.
في غزة، تعمل على استنزاف المقاومة عبر استخدام مصر والأردن والإمارات بهدف تخفيف الغضب العربي والإسلامي تجاه إسرائيل.
وفي اليمن، وبعد خيبة الأمل من السعودية، دفعت الإمارات إلى الواجهة لإبقاء الفوضى قائمة.
وفي السودان، دعمت قوات الدعم السريع عبر الإمارات لتأجيج الحرب وارتكاب مجازر وحشية، بحيث تُغطي الاهتمام الإعلامي عن جرائم الاحتلال في غزة.
أما في أفغانستان، فمحاولات إفشال حكومة الإمارة الإسلامية بعد نجاحها في محاربة الفساد والمخدرات شكّلت مصدر قلق كبير لواشنطن، وبعد رفض الإمارة طلب ترامب إعادة قاعدة باغرام، جاءت الهجمات الباكستانية ضد الحكومة الجديدة كتعبير مباشر عن السياسة الأمريكية الجديدة: خلق الفوضى عبر الوكلاء بدل التدخل المباشر.
الواضح تمامًا الآن أن أمريكا لا تنزعج من الفوضى.
ما يزعجها فعلًا هو أن تستغل حركات غير قابلة للضبط مثل طالبان حالة الفوضى لصالحها، أو أن تصل قوى غير متحالفة وغير متوقعة إلى السلطة.
وبإذن الله، فإن المرحلة المقبلة ستحمل للولايات المتحدة وحلفائها "كوابيس جديدة ومخيفة". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد أشين أن التاريخ هو ميدان الصراع بين الخيانة والبطولة، وأن غزة اليوم تقدم أوضح نماذج هذا الصراع. ويشدد على أن مصير الخائن كما حدث مع ياسر أبو شَبّاب هو السقوط في مزبلة التاريخ، بينما يبقى الأبطال خالدين ما دامت القيم تُحمى والتضحيات تُقدَّم.
أكد نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إسلام الغمري أنّ سوريا شهدت خلال العام المنصرم تحولاً مفصلياً أعاد لها سيادتها بعد سقوط المنظومة الموظفة خارجياً، ودخلت البلاد مرحلة جديدة تتقدّمها تحديات البناء وترسيخ أسس الدولة الدستورية في عامها الثاني.
يؤكّد الأستاذ محمد كوكطاش أنّ تجاهل إنجاز البروفسورة سِدا كسكين أفجي في تركيا يعكس مجتمعًا يُمجّد الشهرة السهلة ويهمّش التفوق العلمي، محذرًا من خطر فقدان جيل قادر على الابتكار والمعرفة الحقيقية.