الأستاذ محمد أشين: التاريخ لا يكتبه الخونة بل الأبطال
يؤكد الأستاذ محمد أشين أن التاريخ هو ميدان الصراع بين الخيانة والبطولة، وأن غزة اليوم تقدم أوضح نماذج هذا الصراع. ويشدد على أن مصير الخائن كما حدث مع ياسر أبو شَبّاب هو السقوط في مزبلة التاريخ، بينما يبقى الأبطال خالدين ما دامت القيم تُحمى والتضحيات تُقدَّم.
كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:
التاريخ هو السيرة الذاتية للإنسانية، وشجرة نسبها، إنه أرشيف رحلة البشر عبر الزمن، وسجل صراع القوى المتضادة عبر العصور، ففي كل مرحلة من مراحل التاريخ، كان هناك صراع بين الخير والشر، بين الإيمان والكفر، بين الظالم والمظلوم، بين المستضعف والمستكبر، وبين السيد والعبد، وبين من يقهر ومن يُقهر، وسيبقى هذا الصراع قائمًا إلى يوم القيامة.
ومن بين هذه الصراعات: صراع الخيانة والبطولة.
فالخائن هو من سلّم إرادته للقوى الخارجية، وقدّم مصالحه الدنيئة وشهواته الشخصية على مصلحة مجتمعه وأمته وحتى أقرب الناس إليه، لا قيم تحكمه ولا مبادئ ولا قانون، أنانيّ، مخادع، متلوّن، يعمل بالخفاء والغدر. لا يؤتمن ظاهره غير باطنه، ونادرًا ما يظهر وجهه الحقيقي، حتى الذين اشتروا ولاءه لا يثقون به، وما إن تنتهي حاجتهم منه حتى يتخلصوا منه، والخائن وصمة عار على أسرته وقبيلته وشعبه، وغالبًا ما يتبرؤون منه ولا يرغبون حتى في ذكر اسمه.
في المقابل، يقف الأبطال: أولئك الذين يظلون أوفياء لقيمهم ولجماعتهم ولغاياتهم النبيلة، لا يترددون في التضحية براحتهم وأمنهم وحياتهم من أجل قضيتهم وشعبهم، يمتلكون أخلاقًا عالية ويُشهد لهم بالأمانة والصدق، حتى أعداؤهم يحترمونهم.
البطل مصدر فخر لأمته وقضيته، وتظل أسماؤهم خالدة في الذاكرة مهما مرّت القرون.
والحمد لله، فالتاريخ الإسلامي مليء بالأبطال ومآثرهم، فنبينا محمد ﷺ كان إلى جانب نبوّته بطلًا شامخًا، تفيض حياته بالمروءة والشجاعة والخلق الرفيع، وكذلك أصحابه والتابعون الذين ساروا على نهجه، وبفضل بطولاتهم وتضحياتهم، استطاع الإسلام تجاوز المحن حتى وصل إلينا اليوم.
ومع كل درجة من درجات الخيانة، يبرز في المقابل بطل يواجهها، فلكل نمرود إبراهيم، ولكل فرعون موسى.
واليوم يتجلى الصراع بين الظالم والمظلوم في غزة، حيث تتلاطم مشاهد البطولة والخيانة معًا.
ففي الوقت الذي نشهد فيه تضحيات القادة الشهداء والمجاهدين، نرى أيضًا من باعوا إرادتهم للصهيونية مقابل فتاتٍ حقير، يمارسون خيانتهم سرًا وعلنًا، وبينما يكتب أبطال مثل يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية، والآلاف من الجنود المجهولين صفحات جديدة في كتاب البطولة، نشاهد في الجهة الأخرى نماذج للخيانة مثل ياسر أبو شَبَّاب ومن يدور في فلكه، ممن باعوا أنفسهم للصهاينة بكل رخص وخسة، وهذا من سنن الله في خلقه.
وبعد معركة طوفان الأقصى، سقط هذا الخائن في الفخ الذي نُصب له وقُتل، فلم تستطع القوى التي خدمها كالكلب أن تحميه، لا أسرته حزنت عليه، ولا شعبه، ولا حتى الاحتلال الذي استخدمه، واكتمل مصيره بأن انتهى في مزبلة التاريخ.
ونرجو أن يكون هذا المصير عبرة لكل من يبيع دينه وأهله وأرضه للمحتل، ويجعل نفسه أداة في يد أعداء أمته… لمن أراد أن يعتبر. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على أن **الولايات المتحدة لا تنزعج من الفوضى بقدر ما يقلقها صعود قوى مستقلة وغير قابلة للضبط في المنطقة**، مؤكدًا أن **استراتيجية واشنطن تقوم على إدارة الفوضى عبر الوكلاء بدلًا من التدخل المباشر.
أكد نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إسلام الغمري أنّ سوريا شهدت خلال العام المنصرم تحولاً مفصلياً أعاد لها سيادتها بعد سقوط المنظومة الموظفة خارجياً، ودخلت البلاد مرحلة جديدة تتقدّمها تحديات البناء وترسيخ أسس الدولة الدستورية في عامها الثاني.
يؤكّد الأستاذ محمد كوكطاش أنّ تجاهل إنجاز البروفسورة سِدا كسكين أفجي في تركيا يعكس مجتمعًا يُمجّد الشهرة السهلة ويهمّش التفوق العلمي، محذرًا من خطر فقدان جيل قادر على الابتكار والمعرفة الحقيقية.