أردوغان والتحدي الأكبر: هل يفعلها مجددًا في الجولة المصيرية من تاريخ تركيا؟

لفت الأستاذ إسلام الغمري خلال مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء الانتباه إلى خطورة المرحلة القادمة في مستقبل تركيا، واصفاً إياها بـ"الجولة المصيرية من تاريخ تركيا".
كتب نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية الأستاذ إسلام الغمري خلال مقاله الدوري الذي يخص به وكالة إيلكا للأنباء في هذا الشهر ما يلي:
"في كُلِّ مرَّةٍ يظُنُّ البعضُ أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصل إلى الحافة، يفاجئهم بقفزةٍ جديدةٍ تُعيده إلى قلب المشهد أقوى من ذي قبل.
وفي كُلِّ جولةٍ سياسيةٍ يُراهن فيها خصومه على نهايته، يعودُ ليرسم المعادلة من جديد.
هكذا هو أردوغان، الرجل الذي قاد تركيا من الهامش إلى مركز الفعل الإقليمي والدولي، متجاوزًا عشرات الأزمات الداخلية والخارجية، السياسية والاقتصادية والعسكرية. واليوم، وبينما تُظهر استطلاعات الرأي تراجعًا نسبيًّا لحزب العدالة والتنمية أمام حزب الشعب الجمهوري، يُطرح السؤال مجددًا:
هل يفعلها أردوغان مرةً أخرى؟ هل سينجح في قلب المعادلة كما فعل مرارًا في محطاتٍ مفصليةٍ من التاريخ التركي الحديث؟
ثلاث استطلاعات… وهزّة سياسيّة
في أبريل 2025، صدرت نتائج ثلاث مؤسسات بحثية كبرى في تركيا: جينار، وبيتيمار، وآريدا سيرفي.
جاءت الأرقام متقاربة، بل وكشفت في بعضها عن تفوقٍ لحزب الشعب الجمهوري على حساب الحزب الحاكم.
لكنّ من يعرف مسيرة أردوغان يدرك أن مثل هذه اللحظات ليست إلا جزءًا من لعبته السياسية المعتادة؛ يقرأها، يمتص صدمتها، ثم يبني عليها هجومه المضاد.
إمام أوغلو في قلب المعركة… وتحوّل القضية إلى رأي عام منقسم
القضية المرفوعة ضد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهمة الفساد، أصبحت مركزًا للصراع السياسي.
بعض استطلاعات الرأي أشارت إلى أن شريحة واسعة ترى القضية ذات خلفية سياسية، بينما رأت شريحة أخرى وجود فساد حقيقي.
لكن سواءً أكانت القضية صحيحة أم مسيسة، فإن قدرة أردوغان على إدارة التوقيت السياسي والحملة الإعلامية يظل عنصرًا فارقًا.
المعارضة تستقوي بالخارج… وأردوغان يرفع راية السيادة
تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، وطلبه دعمًا من رئيس الوزراء البريطاني، كانت بمثابة نقطة ضعف قاتلة في أعين شريحة كبيرة من الناخبين الأتراك.
وبينما تحاول المعارضة تقديم نفسها بوصفها المدافع عن الحريات، يجد أردوغان الفرصة لاستعادة خطابه التاريخي حول ’القرار الوطني’ و’الاستقلال السياسي’.
أردوغان… الرجل الذي لا يخسر المعارك الكبرى
لقد خاض أردوغان استفتاء الدستور، ونجح.
واجه انقلابًا عسكريًّا، وخرج أقوى.
دخل معارك خارجية وداخلية، وتجاوزها.
فهل من المنطقي أن تكون استطلاعاتٌ ظرفيةٌ، أو حملة إعلامية منظمة، قادرةً على إزاحته؟
الرجل الذي حكم تركيا لأكثر من عقدين، لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بما يملكه من أدوات التأثير السياسي والقدرة على قلب الكفة في اللحظة الحرجة.
المعركة القادمة… هل تكون الأخيرة أم بداية لمرحلة جديدة؟
المرحلة القادمة تبدو مفتوحة على كافة الاحتمالات:
• إمّا أن تُصعِّد المعارضة وتحشد الشارع، مستفيدةً من إرهاق الشارع وموجات التضخم
• أو أن يتحرك أردوغان بحملته القاعدية، ويفاجئ الجميع مجددًا بعبقريته التنظيمية
• وربما تتدخل ملفات إقليمية تُعيد خلط الأوراق وتُغيّر المزاج الشعبي فجأة
لكنّ الأمر المؤكد: لا أحد يستطيع حسم الجولة من الآن.
الختام: أردوغان والتاريخ… من ينتصر لمن؟
قد يكون أردوغان اليوم في لحظةٍ صعبةٍ، لكن الأتراك رأوه قبلًا في لحظات أصعب.
وفي كل مرة، كان يعود. أقوى. وأوضح. وأكثر تصميمًا.
فهل يُعيد الكرة مرة أخرى في هذه الجولة الحاسمة؟
هل يفعلها كما فعلها سابقًا؟
هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.
إسلام الغمري
كاتب ومحلل سياسي
نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ودع ريال مدريد الإسباني دوري الأبطال بعد خسارته أمام أرسنال الإنكليزي 2-1 في الإياب، بينما تأهل إنتر ميلان الإيطالي إلى نصف النهائي بتعادل 2-2 مع بايرن ميونيخ الألماني.
يستعد ريال مدريد لمواجهة أرسنال وسط فوضى داخلية، وشجارات بين اللاعبين وغيابات مؤثرة تهدد آمال الريمونتادا الأوروبية.
سجّل فتح مدينة بورصة عام 1326 على يد أورخان غازي أول انتصار كبير للدولة العثمانية، وأصبحت بورصة إثر ذلك أول عاصمة للدولة. تم الفتح بعد حصار طويل دون معارك مباشرة، مما مهد لتأسيس البنية المعمارية والإدارية الأولى للدولة العثمانية.