الأستاذ حسن ساباز: معسكرات الاعتقال

يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على تصريحات كريس ويليامسون التي شبه فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بمعسكرات الاعتقال النازية، مستعرضًا تاريخ الصهيونية وتورطها في تسهيل ترحيل اليهود إلى المعسكرات، ويكشف الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة، مؤكدًا أن الحل يكمن في تفكيك الكيان الصهيوني، لا في الهدن المؤقتة.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
في خضمّ العدوان الوحشي المتواصل على غزة، شبّه السياسي البريطاني كريس ويليامسون ما يجري هناك بـ"معسكرات الاعتقال"، بل وذهب إلى حد القول إن إسرائيل باتت "أسوأ من النازيين"، تصريحٌ أثار جدلاً في البرنامج التلفزيوني الذي شارك فيه، حيث قاطعه بعض الحاضرين متسائلين بسخرية: "وهل توجد غرف غاز في غزة؟"
لكن الحقيقة أن معسكرات الاعتقال النازية تُعدّ من أبرز الشواهد على قسوة ذلك العصر، رغم المبالغات التي تطال بعض الأرقام، فقد أنشأ النازيون مئات المعسكرات في ألمانيا والنمسا وبولندا، حيث قُتل فيها مئات الآلاف من اليهود والغجر والشيوعيين، بحسب ما توثقه مصادر عديدة.
غير أن هناك روايات أخرى أقل تداولاً لكنها أكثر صدمة، تكشف عن تورط بعض القيادات الصهيونية في التواطؤ مع النازيين لتسهيل ترحيل اليهود إلى تلك المعسكرات، ويورد رالف شونمان، في كتابه "التاريخ السري للصهيونية"، أن كثيرًا من اليهود الذين أُرسلوا إلى معسكرات الموت كانوا من الرافضين للهجرة إلى فلسطين، وهو ما دفع بعض القيادات الصهيونية إلى التعاون مع النازيين، إما مباشرة أو عبر غض الطرف، بل إن الكثير من طلبات الهجرة إلى فلسطين كانت تُرفض بحجة أن مقدّميها "كبار في السن، ولا ينجبون، ولا يحملون الفكر الصهيوني، ولا يجيدون العبرية"، كما نقل عن بيريل كاتس نيلسون.
والمفارقة أن كثيرًا من أبناء ضحايا معسكرات النازية، ممّن نجوا من تلك المحارق، يعارضون اليوم علنًا جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة، ويعبّرون عن رفضهم للوحشية التي تمارسها "دولة إسرائيل" باسمهم.
لقد بات واضحًا أن المشروع الصهيوني لا يختلف في جوهره عن النازية التي طالما استخدم روايتها التاريخية لتحقيق مكاسب سياسية، وما يجري اليوم في غزة من مذابح وتهجير جماعي وتجويع ومنع دخول الغذاء والدواء واستخدام للأسلحة المحرمة وجرائم بحق المدنيين والكوادر الطبية والإنسانية، هو نموذج حديث لمعسكرات اعتقال بنسختها الصهيونية – لا غرف غاز فيها، لكن فيها حصار وتجويع وقصف وتشريد.
وبعض المسؤولين في الكيان الصهيوني لم يعودوا يخفون هذه النوايا، فقد صرّح ديفيد أزولاي، محافظ منطقة "متولا"، بقوله:
"دعونا نرسل الفلسطينيين إلى لبنان بالسفن، ونحوّل غزة إلى متحف يشبه أوشفيتز، ليكون شاهدًا على قوة الصهيونية، فيكفّ الناس عن التفكير بالعودة إليها".
وقد لخّص رالف شونمان النظرة الصهيونية للفلسطينيين قائلاً:
"سعت الصهيونية إلى محو الفلسطينيين من التاريخ، وليس فقط من الجغرافيا، وحتى حين اعترفت بوجودهم، كانت تصوّرهم كأشباه بشر، بقايا شعب بدائي، لا يستحق الحياة."
ورغم مرور العقود، لم تتغير هذه الذهنية، فقد قال وزير الدفاع الصهيوني السابق يوآف غالانت بكل وضوح:
"لن يكون في غزة كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب كائنات غير بشرية، وسنتعامل معها على هذا الأساس."
هذه التصريحات، وهذه السياسات، تكشف الصورة كاملة دون مواربة: نحن أمام كيان لا يعرف للإنسانية معنى، ولا يمكن الوثوق به، ولا التفاهم معه.
ولذلك فإن الحلّ لا يكمن في الاتفاقيات، ولا في الهدن المؤقتة، بل في تفكيك هذا الكيان العنصري، وإنهاء وجوده كمصدر دائم للخطر والعدوان والكراهية.
صمت العالم هو ما يمنح الصهاينة غطاءً لارتكاب جرائمهم، لكن حين تنكسر دائرة الخوف والتردد، سيتغير كل شيء. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
كتب الأستاذ سعاد ياسين مقالًا ناريًا وصف فيه جبن الصهاينة، وتحدث عن بطولات المجاهدين في غزة، مؤكدًا أن الرد قادم لا محالة.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على شعار الرسول القائد في درب المقاومة الذي اختير لإحياء فعاليات المولد النبوي هذا العام، مُبرزًا مكانة النبي صلى الله عليه وسلم كقدوة في الجهاد والصمود، ويؤكد أن هذه الفعاليات تحوّلت إلى منابر للحق، تستلهم من غزة روح المقاومة، وترسم للمسلمين ملامح الطريق نحو النصر والكرامة.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من الخديعة التي يقودها التحالف الصهيوني-الصليبي عبر حرب غزة، مؤكدًا أن العديد من الدول الإسلامية تُضلل بأهداف الحرب، ويشدد على أن الحرب تستهدف المنطقة بأكملها وليس فلسطين وحماس فقط، داعيًا إلى موقف إسلامي موحد وحاسم.