الأستاذ حسن ساباز: من يُحدد الخطر؟

يسلط الكاتب حسن ساباز الضوء على تحولات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط مع عودة ترامب، مشيرًا إلى تصاعد التهديدات ضد إيران ضمن سياق إقليمي متشابك، يتداخل فيه الدور التركي والخليجي، ويرى ساباز أن ازدواجية المعايير النووية والخذلان الإسلامي المشابه لما يحدث في غزة، يعكسان ضعفًا في الموقف الإسلامي العام.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
كان من المتوقع أن تشهد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تغيّراً مع إدارة ترامب، لكن أن يُطرح خيار الحرب بشكل صريح، فذلك ما فتح الباب لنقاشات من نوع آخر.
من يتابع المشهد يذكر جيدًا أن مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، والذي يُوصَف في الأوساط السياسية الأميركية بأنه "تجسيد للشيطان"، كان متحمسًا للغاية لفكرة شن حرب ضد إيران، ولم يكن يتردد في التصريح بذلك، لقد كانت نبرته الحادة مزعجة حتى لترامب نفسه، الذي أقاله قائلاً: "أحيانًا ترتكب أخطاء في إدارة البلاد، مثل تعيين أحمق كـ بولتون".
لكن الوضع اختلف في ولاية ترامب الثانية، في ظل أجواء حرب أوكرانيا ومجزرة غزة، خاض ترامب الانتخابات وحقق انتصارًا كبيرًا، ما أدى إلى تغيّر واضح في التوازنات والاستراتيجيات داخل السياسة الأميركية.
ترامب لم يخفِ نواياه، فقد تحدث عن إفراغ غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وأعلن دعمه المطلق للكيان الإرهابي القائم على المجازر، كما لم يتردد في إذلال زيلينسكي خلال زيارة إلى البيت الأبيض، قائلاً له بصراحة إن جزءًا كبيرًا من ثروات أوكرانيا يجب أن يذهب إلى الولايات المتحدة.
أما دول الخليج، التي لم تكن علاقتها جيدة مع بايدن، فقد استقبلت ترامب بحماسة كبيرة، رغم أنه صرح علنًا بأنه ينوي الاستيلاء على أموالهم، ومع ذلك لم تُبدِ هذه الممالك والإمارات أي اعتراض، بل واصلت إرسال رسائل تعاون وتأييد له، خلال فترة بايدن، كانت هذه الدول قد وقعت صفقات سلاح مع روسيا والصين، وسعت لتحسين علاقاتها مع تركيا، بل حتى مع إيران، أما الآن، ومع عودة ترامب، فقد بدأت في تغيير موقفها تدريجيًا، ومن أبرز الإشارات الخطيرة على ذلك، محاولات إعادة إشعال الحرب الأهلية في اليمن، بما يتوافق مع رغبات أميركا و"إسرائيل".
ولا يمكن فهم تزايد الحديث الأميركي عن الحرب ضد إيران إلا في إطار هذا المشهد الإقليمي المتداخل.
تُصوّر أميركا و"إسرائيل" البرنامج النووي الإيراني على أنه "خطر"، ما جعل طهران تواجه عقوبات متواصلة منذ سنوات، سبّبت لها معاناة كبيرة.
كما أن إيران لم تتقبل حتى الآن الدور التركي البارز في مسألة التغيير السياسي في سوريا، وتركيا تدرك جيدًا حجم النفوذ الإيراني، خاصة في مناطق تواجد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) في قنديل وإقليم كردستان العراق، وهذا يشكّل مصدر قلق حقيقي لأنقرة، كما أن ملف "ممر زنغزور"، الذي تضعه تركيا ضمن أولوياتها في المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا بعد وقف إطلاق النار، يُعد من القضايا التي تثير استياء طهران بشدة.
اللافت أن تركيا كانت في عهد أحمدي نجاد، حين اشتدت العقوبات على إيران، قد تدخلت مع البرازيل وقدمتا مسودة اتفاق خفف من الضغط على طهران في الملف النووي، حينها قال أردوغان: "لا نريد سلاحًا نوويًا لا في إيران ولا في أي مكان آخر"، والجميع فهم أن "أي مكان آخر" تعني "إسرائيل".
أما اليوم، فدول الخليج تتخذ مواقف دفاعية تجاه إيران، وتركيا تواجه مشاكل معها بسبب الملف السوري والكردي، ما شجع أميركا على رفع سقف تهديداتها.
بحسب الولايات المتحدة، فإن "نووي إيران" يشكّل خطرًا، بينما لا مشكلة لديها في امتلاك "إسرائيل"، الكيان الاحتلالي الإجرامي، لهذا السلاح!
بريطانيا وفرنسا تملكان سلاحًا نوويًا، وكذلك باكستان والهند، فضلًا عن الصين وروسيا، وحتى كوريا الشمالية.
لكن الدولة الوحيدة في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي فعلًا هي أمريكا، ورغم ذلك فهي التي تحدد "معايير الخطر" في العالم!
أما الدول الإسلامية، فهي كما في قضية غزة منشغلة بالحسابات السياسية الضيقة والمصالح اليومية، وتعاني من حالة تراجع وخوف، تجعلها عاجزة عن وضع معيار عادل لما هو "خطر" وما هو "مقبول". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على انحراف المجتمعات التي ابتعدت عن تعاليم الإسلام، مشيرًا إلى حالة الضياع والذل التي تعاني منها بعض الشعوب، مثل الأتراك والعرب والأكراد، خاصة في سياق قضية غزة، وحالة الخيانة التي تصيب الأمة الإسلامية عندما تبتعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
حذّر الأستاذ عبد الله أصلان من تحوّل الانحلال الأخلاقي إلى أزمة أمن قومي تهدد كيان المجتمع، مؤكدًا أن التغافل عن هذه الظاهرة وتركها دون معالجة جذرية سيؤدي إلى انهيار قيمي خطير، ودعا إلى مراجعة شاملة تعيد الاعتبار للأخلاق في مواجهة مخططات تستهدف هوية الأمة وقيمها.
يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على تصريحات كريس ويليامسون التي شبه فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بمعسكرات الاعتقال النازية، مستعرضًا تاريخ الصهيونية وتورطها في تسهيل ترحيل اليهود إلى المعسكرات، ويكشف الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة، مؤكدًا أن الحل يكمن في تفكيك الكيان الصهيوني، لا في الهدن المؤقتة.