قصفت طائرة مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع، ليل الجمعة، مركز إيواء مؤقت يستضيف الفارين من معسكر "زمزم" وبلدة "أبوزريقة" جنوبي مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل 19 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات.

قال المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر: "إن 19 شخصاً قُتلوا وجُرح 16 آخرون جراء قصف بطائرة مسيرة استراتيجية أطلقتها الدعم السريع على مدرسة قرية قوز بينه، التي تستضيف عدداً من النازحين الفارين من أبوزريقة وزمزم".

وقال المتحدث باسم معسكر زمزم محمد خميس دودة: "إن المقاتلة التي قصفت مدرسة قرية قوز بينه كبيرة الحجم وشوهدت تجوب سماء الفاشر بكثافة خلال الأيام الثلاثة الماضية".

وأوضح أن المقاتلة أطلقت أربعة صواريخ شديدة الانفجار، سقطت في الغرف التي تستضيف الفارين، علاوة على موقع يقدم خدمات الإنترنت الفضائي "ستارلينك" داخل المدرسة.

وكثفت قوات الدعم السريع مؤخراً من استخدام الطائرات المسيرة من طراز لونق وينج 2 صينية الصنع، حيث استهدفت هذه المسيرات مواقع مدنية وعسكرية، كان آخرها مقر شرطة الاحتياطي المركزي غربي مدينة الفاشر.

ويقول الجيش السوداني: "إن هذه الطائرات وفرتها دولة الإمارات العربية لقوات الدعم السريع، حيث تنطلق بعض منها من مطارات داخل دولة تشاد".

وأجبر القصف المدفعي، الذي بدأت الدعم السريع تنفيذه تجاه معسكر زمزم، الواقع على بعد 12 كيلومتراً جنوبي الفاشر، أعداداً كبيرة من النازحين على الفرار نحو مناطق أكثر أماناً.

كما أن الهجمات البرية التي نفذتها ذات القوات على بلدة "أبوزريقة" أجبرت ما يزيد على 20 ألف شخص على النزوح نحو القرى المحيطة بمخيم زمزم.

وفي سياق آخر، كشف المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور عن استهداف مدفعية قوات الدعم السريع، للمرة الثانية في أقل من يومين مخيم أبوشوك شمالي الفاشر، مما أوقع قتلى وجرحى.

وأفاد بأن القصف طال المركز الصحي في المعسكر ومواقع أخرى.

واتهم المسؤول قوات الدعم السريع بممارسة عمليات إرهابية تجاه النازحين، الذين أجبرتهم الميليشيات على الفرار من مناطقهم الأصلية منذ عام 2003، ورأى أن قوات الدعم السريع تواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية أمام مرأى ومسمع العالم، وفقاً لقوله.

إلى ذلك، قال تعميم أصدرته غرفة طوارئ معسكر أبوشوك: "إن قوات الدعم السريع ظلت تقصف المخيم منذ الساعة السادسة من صباح اليوم وحتى العاشرة صباحاً بأعداد كبيرة من قذائف 120، التي قال إنها استهدفت المرافق السكنية والأسواق والمراكز الصحية، محدثة دماراً هائلاً طال هذه المواقع".

وظل مخيم أبوشوك الواقع شمالي الفاشر، يتعرض باستمرار لقصف مدفعي عنيف من الدعم السريع، مما أجبر أغلب سكانه على الفرار صوب بلدة طويلة ومناطق أخرى. (İLKHA)