الأستاذ عبد الله أصلان: العالم اليوم أمام امتحان مصيري

يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من صمت العالم أمام غطرسة الصهاينة التي تهدد الأمن العالمي والاقتصاد الدولي، مؤكدًا أن بعض الأنظمة العربية تموّل هذا العدوان بدلًا من مقاومته، ويدعو الشعوب إلى اليقظة ومحاسبة من يبيعون كرامتها بثمن بخس.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
يمرّ العالم اليوم بأحد أخطر المنعطفات في تاريخه الحديث، ليس لأن الحروب استعرت، أو أن الصواريخ تنهمر على رؤوس الأبرياء، بل لأن الباطل بات يجوب الأرض بلا رادع، في ظل صمت دولي مخزٍ لا يليق بحضارة تدّعي الدفاع عن القيم والإنسانية.
زمرة صهيونية قليلة، تسوق البشرية إلى أزمات مركّبة: من الفوضى السياسية إلى الانهيارات الاقتصادية، ومن الدماء المسفوكة إلى الحقوق المهدورة، والعالم بدلًا من الوقوف في وجه هذا التغوّل، يلوذ بتصريحات خجولة، لا تتجاوز عتبة الإدانات الموسمية.
لكن الحقيقة المروّعة هي أن هذه الغطرسة الصهيونية لم تعد خطرًا على الشرق الأوسط وحده، بل غدت تهديدًا مباشرًا لاستقرار العالم بأسره، فكلما اشتعلت حرب في منطقتنا، تهاوت اقتصادات، وارتفعت أسعار، وضاقت معايش الشعوب شرقًا وغربًا، الأزمة النفطية خير شاهد على ذلك.
تخيلوا أن تُشعل إيران – مضطرة أو راغبة – فتيل أوراقها الاستراتيجية في الخليج العربي، وتلوّح بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعبر منه خُمس نفط العالم، يكفي أن تقفز الأسعار إلى 100 أو 120 دولارًا للبرميل – وهي احتمالية ليست ببعيدة – حتى تتكشف هشاشة التحالفات الغربية، وتنهار خطاباتها الزائفة عن الأمن والاستقرار.
فأي استهداف للبنية التحتية النفطية في إيران – كما يفعله الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر – لا يعني ضرب طهران وحدها، بل هو عدوان على السوق العالمية، وعلى مائدة كل فرد في هذا الكوكب، إنهم يقامرون بمستقبل البشرية من أجل أطماعهم التوسعية، فيما يدفع الأبرياء الثمن.
ولعل الأخطر من ذلك أن بعض الحكومات العربية، بدل أن تكون في صف المظلوم، باتت تموّل الظالم، من خزانة الخليج تُضخ المليارات لتغذية آلة الحرب التي تفتك بالعرب والمسلمين، ألم يكن ذلك جليًا في زيارات ترامب المكوكية، التي خرج منها محملًا بالصفقات والإتاوات، ليعود ويضرب بها من دفعوا الثمن؟!
إننا أمام مهزلة تاريخية، تُطلَق الصواريخ على عواصم العرب، بينما يدفع ثمنها أبناء العرب أنفسهم، فأي خزي بعد هذا؟!
لقد آن أوان الصحوة، آن أوان أن تُغلق صنابير المال المتدفقة نحو خزائن الصهاينة، على الشعوب أن تقول كلمتها، وأن تحاسب من يبيعون كرامتها بثمن بخس في أسواق السياسة الدولية.
ما يجري اليوم ليس مجرد صراع جغرافي أو ديني، بل هو صراع بين الكرامة والذل، بين العدالة والاستكبار، والسكوت في هذه اللحظة هو شراكة في الجريمة.
العالم أمام امتحان مفصلي.. إما أن ينهض ليكسر قيود الخوف والتبعية، أو يسقط في هاوية صنعها بنفسه، وحرّكته إليها قلة مجرمة، ورضي بها جمعٌ خائف. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ عبد الله كافان الضوء على القوة الصاروخية الإيرانية وورقة مضيق هرمز التي تشكلان رادعًا قويًا أمام محاولات إضعاف إيران، مما يجعل الصراع مع إسرائيل اختبارًا حاسمًا لموازين القوى في الشرق الأوسط، كما ويشير إلى أن هذا التصعيد يهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة وقد يعيد تشكيل خريطتها بالكامل.
أكد مدير الشؤون الخارجية للجماعة الإسلامية في كشمير "خالد محمود خان"، أن العدوان الصهيوني على إيران أظهر مختلف مكوّنات الأمة الإسلامية من جماعات ومذاهب ومدارس فكرية، وحدةً واسعة النطاق، حيث تجاوزت الخلافات المذهبية والفكرية، وأرسلت رسالة واضحة بالوقوف إلى جانب المظلوم.
يُدين الأستاذ محمد أيدين الصمت القانون الدولي وتواطؤه تجاه الجرائم المرتكبة في غزة، ويؤكد أن الاعتماد الأعمى على الدبلوماسية بات وهماً خطيراً في مواجهة عدو لا يعترف بأي قانون أو قيمة، ويحث تركيا على مراجعة مواقفها واستراتيجياتها بعيداً عن أوهام العدالة الدولية.