الأستاذ محمد علي كونول: أساطير المقاومة في غزة

يؤكد الأستاذ محمد علي كونول أن غزة الصغيرة تواجه أعتى ترسانات العالم بمعجزة إلهية لا يُدركها العدو، فالمقاومون يثبتون بإيمانهم وشجاعتهم رغم الحصار والقصف، ما جعل الاحتلال وحلفاءه عاجزين عن تحقيق النصر.
كتب الأستاذ محمد علي كونول مقالاً جاء فيه:
غزة... هذا الشريط الضيق من الأرض الذي لا يتجاوز طوله 41 كم، ويتراوح عرضه ما بين 6 إلى 12 كم، بمساحة لا تزيد عن 363 كم²، تغطي المباني والمنازل منها ما يقارب 75%. ورغم صغر مساحتها، إلا أنها باتت مسرحًا لمعجزة من نوع آخر.
فعلى هذه الرقعة الصغيرة، يشنّ الكيان الصهيوني منذ ما يقارب العامين حربًا شاملة: قصفًا من الجو، اجتياحًا من البر، وحصارًا من البحر، تضاف إليها المجازر المنظمة التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم الذي اختار الصمت، بل التواطؤ.
تحتشد فوق سماء غزة طائرات الاستطلاع على مدار الساعة، تُضاف إليها الأقمار الصناعية وأجهزة التجسس عالية الدقة التي يُفترض أنها ترى كل شيء، ولم تقتصر المشاركة على الكيان وحده، بل تدعمه قوى دولية كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وحتى دول الجوار كالأردن ومصر والسعودية، التي لم تبخل عليه بالدعم اللوجستي والمخابراتي، بل إننا نقرأ مرارًا في وسائل الإعلام أن ما وصل لهذا الكيان من أسلحة يُعادل قوة 5 أو 6 قنابل نووية، أما شحنات الأسلحة القادمة من أمريكا وأوروبا، فهي من الكثرة بحيث لو عرضناها على الأرض لغطّت غزة كلها.
قُصفت غزة بأحدث ما أنتجته مصانع الموت: طائرات F-35، مروحيات الأباتشي، صواريخ بحرية، قنابل شديدة التدمير، حتى لم يبق حجر على حجر، ولا حيٌّ يدبّ على الأرض إلا وناله الأذى، قصف لم يُبقِ مجالًا للتنفس، لا للإنسان ولا لغيره من الكائنات.
ومع ذلك فإن غزة لم تصبح ساحة آمنة لهذا المحتل، لا تزال أرضًا عصيّة على الاقتحام الكامل، رغم محاولاتهم الجديدة لتطويعها عبر وكلاء محليين من خلال مصر أو الإمارات أو السعودية، كل ذلك جزء من خطة جديدة، لكنها لا تختلف عن سابقاتها في الفشل، فرغم الطائرات والسفن الحربية، ورغم الجيوش الإعلامية والسياسية، فإنهم لم يحققوا هدفهم الأكبر: إخضاع غزة.
وها هم اليوم يتساءلون بقلق: من يدعم هؤلاء؟ من يقف خلف هذا الصمود؟ كيف يظهر مقاتلو المقاومة فجأة، فيقتلون الجنود ويدمرون الدبابات ثم يختفون كالأشباح؟ لماذا لا تراهم طائرات التجسس؟ كيف يصمدون تحت هذا القصف؟ كيف تنجح الكمائن بهذه الدقة؟ ومن أين لهم هذا الإتقان؟!
لقد استخدموا كل أنواع الأسلحة، جرّبوا كل أساليب القتل، ارتكبوا كل أنواع الجرائم، ومع ذلك لم ينجحوا، فمن أين يأتي هذا الثبات؟ ومن يمنح هؤلاء الشجاعة؟ لماذا تفشل كل تلك الأنظمة الذكية التي "ترى كل شيء وتسمع كل شيء"؟!
الجواب الوحيد: إنها المعجزة التي لا يؤمنون بها، هي جند الله الخفيّ، نعم يمكننا أن نقول ذلك لكن حتى نحن نراهم – كما يرونهم – يخرجون من تحت الأرض، ويتقدّمون بشجاعة لا يمتلكها جندي صهيوني أو أمريكي، يقتربون من الدبابات، يزرعون المتفجرات، ثم ينسحبون دون أن يُرصدوا.
فأين ذهبت تقنياتهم "التي لا تُقهر"؟! لقد نسوا أن من يرى ويسمع ويعلم كل شيء ليس هم... بل هو الله وحده.
نعم، إنهم أصحاب إيمان وتسليم، إيمان يمنحهم جرأة لا مثيل لها وشجاعة لا تُفسّر بلغة الأرض، بل بلغة السماء.
وهنا تحديدًا تكمن عقدة العدو، أمريكا ومن خلفها الغرب: لا يستطيعون فهم هذا النوع من القتال، لأنهم لا يرون القلوب، ولا يفهمون دوافع الإيمان، هم سجناء أعينهم، أما هؤلاء فأرواحهم تسير بنور من الله، وقلوبهم ترتوي من دعوات الليل ودموع الأمهات.
هؤلاء ليسوا وحدهم؛ الله معهم هو من يحميهم، ويوجّههم، ويجعل ضرباتهم الصغيرة تُحدث أصداء كبيرة، بل إنه يضع في قلوب الأعداء رعب هؤلاء المقاتلين، ويجعلهم يهابون ظلّهم.
لقد أدرك داعمو الكيان – من أمريكا وأوروبا – الحقيقة المؤلمة: أن إسرائيل تخوض حربًا لن تربحها أبدًا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
دراسة حديثة تعزز تحذيرات ماسك: تراجع الخصوبة في أمريكا ينذر بانهيار سكاني يهدد مستقبل الحضارة.
يطرح الأستاذ محمد كوكطاش أهمية صلة الأحفاد بالأجداد، ويرى في انفصالهم خسارة إنسانية عميقة، رابطًا ذلك بما يعانيه أطفال غزة من فقدٍ أشدّ، حيث يُحرمون من دفء العائلة وأبسط معاني الطمأنينة.
يفضح الأستاذ محمد سولمز صمت العالم أمام المجازر في غزة، حيث يُقصف التعليم وتُدفن الطفولة تحت الأنقاض، ويؤكد أن أطفال غزة لا يتعلمون القراءة فقط، بل يتعلمون الصمود والحياة ببركة: "حسبنا الله ونعم الوكيل".