الكاتبة سماء يارار: أن تكوني امرأةٌ في غَزَّة!

وحشية الصهيونية لم تستثني أحداً، ورغم أنّها طالت النساء في فلسطين وغَزَّة، إلا أنّ مؤسسات النسوية والدفاع عن المرأة لم تظهر أي ردة فعل أو تقوم بدورها المعتاد لأجل المرأة وحقوقها وإيقاف العنف ضدها ‥
تحدثت الكاتبة "سماء يارار" عن النفاق الدولي والعالمي لمؤسسات النسوية وحقوق المرأة التي تتجاهل الفظائع والوحشيات الجارية في غَزَّة قائلة:
"أن تكوني امرأةً في غَزَّة …
أي أن تولد فتاةً بين القنابل …
ثم تصبح أماً، وتعاني من كل وحشية …
وتحمل الآلام على عاتقها …
فتدفن والدها، أخاها، زوجها وولدها …
أن تكوني امرأةً في غَزَّة …
هو أمر لا أجد أي كلمات لوصفه أو لشرح آلامه… ولا حتى بالعنف ضد المرأة !!!
أليس ما يعيشه نساء غَزَّة ويتعرضن له هو عنف؟
نعم، عنف، بل أعنف أشكال العنف …
و25 تشرين الثاني هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة!!!
ومكافحة العنف ضد المرأة بغض النظر عن لغتها أو دينها أو عرقها أو طبقتها أو إثنيتها أو طائفتها !!!
لكن أعتقد أن نساء غَزَّة وفلسطين لسن مشمولات في هذه التعريفات والمصطلحات، فبينما تحدث هذه الفظائع المرعبة المهولة هناك لشهور، إلا أنّ منصات ومنتديات مكافحة العنف ضد المرأة والقضاء عليه لم تبد أي ردة فعل …
غريب، أليس ذلك غريباً جداً؟
وبينما تُنظم حملات وفعاليات وبرامج متنوعة لزيادة الوعي ضد العنف، يتم تجاهل نساء غَزَّة! …
وبينما تحدث الفظائع الوحشية والإبادات الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان كل يوم، تُنظم حملات رفع مستوى الوعي ضد العنف في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الجغرافيا أو الحدود!!!
من يهتم!
هذه أحداث العنف وانتهاكات حقوق المرأة والوحشية التي يتعرض لها الأطفال، في غَزَّة والمستمرة منذ شهرين، قد يكون لها تسمية واحدة … التعطش للدماء.
واحد تلو الآخر، سقطت أقنعة المدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة الذين بقوا صامتين وبلا أي ردة فعل بمواجهة الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الاحتلال الصهيوني في غَزَّة.
ونتيجة اعتداءات عصابات الاحتلال الصهيوني على غَزَّة منذ 7 تشرين الأول، لم تُقتل امرأة، ولا أمرأتان، ولا عشرة، ولا مائة، بل آلاف النساء.
فعصابات الاحتلال قتلت أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة في غَزَّة خلال شهر ونصف تقريباً.
وقنابل الصهاينة التي أحالت غَزَّة إلى أنقاض وركام أصابت أكثر من 35 ألف مواطن أعزل.
وحقيقة أنّ أكثر من 75% من هؤلاء المصابين كانوا من النساء والأطفال أخذت مكانها في صفحات التاريخ المظلمة كوثيقة عظيمة عن مدى وحشية ما يسمى بالغرب المتحضر المنافق في الدفاع عن حقوق النساء والأطفال.
يُنتزع من النساء حقهن في الحياة، وتُذبح عائلاتهن، وتُدمر الحياة والمعيشة على يد الصهاينة، حسناً، لكن لنواصل تنظيم البرامج والفعاليات لمكافحة العنف وللقضاء على العنف ضد المرأة أليس كذلك؟!!!
كل يوم يفقد النساء والأطفال أقاربهم، ويموت الأطفال في أحضان أمهاتهم، معانين من أشد الآلام، نتيجة لهذه الوحشية،… وكل هذه الوحشية القاسية وهذه المجازر الكبرى… يتم تجاهلها …
لماذا يا ترى؟
تُنزع منهم حتى أكثر احتياجاتهم الإنسانية ضرورة، ويعانقون آلاماً هائلة نتيجة هذا العنف،… ليكن،… لكن فقط لنواصل القضاء على العنف!!! فقط دعونا نتجاهل ما حدث هناك…
هناك بعض الآلام التي لا تختفي أبداً، وآلام تسبب جروحاً عميقة، ليس فقط في الأجساد، بل في الأرواح أيضاً، وآلام تترك ندبات يصعب إصلاحها، … لكن هذا العنف وهذه الوحشية، لسبب ما، ليسا على أجندة ولا اهتمام الذين يكافحون العنف ضد المرأة.
نساء وحيدات، عاجزات ولا أحد لهن، لكنهن يحاولن البقاء أقوياء رغم كل شيء. إن توكل هؤلاء النساء على الله تعالى يعلم كل امرأة درساً عظيماً، وهو صفعة كبيرة على وجه ما يدعى بالمدافعين عن حقوق المرأة.
المرأة الفلسطينية لا تحتاج إلى الغرب للدفاع عن حقوقها؛ لأن هؤلاء المتوكلين على الله، هنّ أعظم أبطال الرحمة لزماننا". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط االأستاذ عبد الله أصلان الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، معتبراً أن العالم أصبح مجرد متفرج على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذه الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما ويؤكد أن غزة رغم الألم، ستظل صامدة، بينما الإنسانية هي الخاسر الأكبر.
يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من لقاء ترامب، مؤكدًا أنه لن يُفضي إلى أي نتائج إيجابية بل سيعزز السياسات الصهيونية ويزيد من التدهور، وكما يُوصي الرئيس أردوغان بتجنب اللقاء، محذرًا من تأثيره السلبي.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.
ينبّه الأستاذ محمد كوكطاش إلى أن مقاومة الاحتلال لا تشترط توازن القوى، بل يكفي الإعداد بما هو متاح وعدالة القضية.