الكاتب حسن ساباز: مع من تقاتل حـمـاس؟

معركة حـمـاس الحقيقية ليست فقط مع الصهاينة المحتلين، بل هناك صراع أكبر وراء هذه المعركة ‥
يذكر الكاتب "حسن ساباز" في هذا المقال حقيقة ما تواجهه المقاومة في غَزَّة، وأكد أن معركتها في الحقيقة أكبر مما تبدو:
مع طوفان الأقصى بدأت عملية جديدة لم يحسبها مهندسو الإمبريالية العالمية، وهي صحوة الضمير الإنساني. في الواقع، ربما يمكننا القول إنه كان هناك "انفجار ضميري" عالمي، ولكن لا يزال هناك وضع مثير للاهتمام للغاية.
فالذين خرجوا إلى الشوارع، وذكروا الصهيونية إلى جانب النازية، واتهموا نظام الاحتلال بأنه "نظام فصل عنصري"، عارفين ما يعنيه ذلك، كانوا في الغالب من الغربيين.
بالمناسبة، أحتاج إلى لفت الانتباه إلى هذه التفاصيل المهمة.
لنوضح أننا عند الحديث عن الغرب نولي اهتمامًا خاصًا للتمييز بين الجغرافية والعقلية الذهنية.
أي، نحن لا نرى كل من يعيش في الغرب أشخاصاً يتصرفون بقيم الحضارة الغربية وينظرون إلى العالم بهذا المنظور.
فمن الناحية الجغرافية، تكون الانتقادات اللاذعة التي يوجهها أشخاص يعيشون في الغرب أمثال "روجر غارودي"، "نورمان فنكلشتاين"، "نعوم جومسكي" و"توماس باور" إلى العقلية الغربية في سياق القيم الإنسانية وعلى المستوى الفكري، لها قيمة كبيرة.
ومن ناحية أخرى، فإن أشخاصاً مثل "يورغن هابرماس"، بتبريرهم الإبادة الجماعية، كشفوا عن خفة أذهانهم وضعف عقلياتهم ووقوعها في غفلة.
لماذا قد أوضح ذلك؟
لقد لفت انتباهي ما قاله إسحاق هرتسوغ رئيس الكيان الصهيوني:
"هذه الحرب ليست مجرد حرب بين إسرائيل وحـمـاس، هذه الحرب هي حرب تهدف إلى إنقاذ الحضارة الغربية".
فكانت ضربات النظام الإرهابي الصهيوني المستهدفة للمستشفيات والمعابد والمدارس والمنشآت التابعة للمنظمات الدولية، هي إنقاذ للحضارة الغربية.
لذلك، عندما بدأت عصابة الإرهاب الصهيونية مجازرها الوحشية، جاءت أقوى ست دول في الغرب إلى تل أبيب واحدة تلو الأخرى لتقدم رسائل دعمها للقتلة.
وهذا يعني؛
أن المجازر والتهجير والتعذيب والاغتيالات المستمرة منذ 75 عاماً كانت تتماشى مع القيم الغربية.
وأن الحصار اللاإنساني المفروض على غَزَّة منذ 15 عامًا يتماشى مع القيم الغربية.
وأن القيم الغربية، التي تُقدم للعالم الثالث كلوحة لامعة، يمكن أن تظهر في الواقع بأشكال مختلفة جداً، حسب المكان والأشخاص.
وهكذا تم توضيح بعض الأمور بشكل ما..
فنرى الدول الأوروبية مثل ألمانيا، التي تؤكد في سياستها الخارجية على حقوق الإنسان الأساسية وحرية التعبير وتعطي الدول المشاركة في عملية الانضمام للعضوية "واجبات منزلية" في مجالات مثل حقوق الإنسان لأجل مكتسبات الاتحاد الأوروبي، تتحدث بمواجهة الوحشية عن حجة أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، كما رأينا منع بعض الدول، مثل فرنسا والنمسا والمجر، للمسيرات الداعمة لـفلسطين، ومطالبات وزيرة الداخلية البريطانية المقالة "سويلا براڤرمان" بوقف الاحتجاجات المنظمة ضد قصف النظام الإرهابي على غَزَّة - بدعوى نشر الكراهية في شوارع لندن.
لقد أوضحت غَزَّة وجه الحضارة الغربية بقدر الإمكان.
وفي الواقع، لاحظنا أن هذه القيم تتغير باختلاف المكان والأشخاص في الأيام الأولى للحرب الروسية- الأوكرانية التي بدأت منذ فترة، لكن بما أن «قيمنا الحضارية» اعتبرت التشكيك في هوية المظلومين من المحال والعبث، فلم نركز عليها أو نقف عندها كثيراً، وربما أرجعنا ذلك إلى أخطاء فردية.
لنعطي مثالاً على ذلك:
فيوجد مقطع مصور لـ"جارلي دآغاتا"، مراسل قناة CBS الإخبارية التي مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، يتحدث فيه عن معاناة الأوكرانيين بسبب الحرب. فقال فيه: "هنا ليس مكاناً يستمر فيه الصراع منذ عقود، مثل العراق أو أفغانستان. هنا حيث لا تتوقع أن يحدث هذا، -وأختار كلماتي بعناية- مدينة الأكثر تحضرًا والأكثر أوروبية".
ولا داعي للقول من المسؤول عن عقود من الحرب والدمار والاضطرابات الداخلية في العراق وأفغانستان!
نعم، هرتسوغ على حق!
فـحـمـاس لا تحارب العصابة الإرهابية الصهيونية فحسب، بل تحارب أيضًا "الحضارة الغربية" القائمة على المجازر والوحشية والاستغلال.
تتذكرون، عندما كانت أمريكا وأوروبا تستهدف موكب زفاف أو مدرسة ابتدائية أو مستشفى في أفغانستان، ثم تقول: "من الخطأ أن يموت المدنيون؛ لكن الإرهابيين كانوا يحتمون هناك".
أو عندما قصفت الطائرات الأمريكية مسجدًا أثناء أداء الصلاة في سوريا، فقتلت أكثر من 100 مدني، وتذرعت بأنه كان مكان تجمع للإرهابيين.
وختاماً…
ومع طوفان الأقصى سقطت أقنعة الغرب وبهتَ رونقه.
وأصبحت غَزَّة وحدها رمزًا لمقاومة الإمبريالية الغربية، وأضاءت محيطها، وأيقظت الضمائر، مضحية بنفسها.
وأظهر مجاهدو القسام للعالم أجمع أنه من الممكن البقاء إنساناً/إنسانياً حتى في أصعب لحظات الحرب.
تحية وسلام لـغَزَّة الشرف وحـمـاس رمز العزة وأبطال القسام الذين يستحقون أن تُقبل أياديهم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط االأستاذ عبد الله أصلان الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، معتبراً أن العالم أصبح مجرد متفرج على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذه الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما ويؤكد أن غزة رغم الألم، ستظل صامدة، بينما الإنسانية هي الخاسر الأكبر.
يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من لقاء ترامب، مؤكدًا أنه لن يُفضي إلى أي نتائج إيجابية بل سيعزز السياسات الصهيونية ويزيد من التدهور، وكما يُوصي الرئيس أردوغان بتجنب اللقاء، محذرًا من تأثيره السلبي.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.
ينبّه الأستاذ محمد كوكطاش إلى أن مقاومة الاحتلال لا تشترط توازن القوى، بل يكفي الإعداد بما هو متاح وعدالة القضية.