يتناول المقال التحول في السباق الرئاسي الأمريكي لصالح كامالا هاريس، ويشير إلى دعم جماعات اللوبي المعارض لنتنياهو لها، مما يعقّد موقف ترامب، كما يبرز كيف استخدمت الولايات المتحدة قوات حزب العمال الكردستاني (PKK) كقوة برية لتحقيق مصالحها في سوريا، مما أدى إلى تضحية الأكراد بآلاف الشهداء دون مكاسب كردية حقيقية.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقال جاء فيه:
تُظهر نتائج الاستطلاعات الأخيرة تحولاً جديداً في السباق الرئاسي الأمريكي لصالح كامالا هاريس، حيث كانت حظوظ ترامب قد ارتفعت بعد سلسلة من الهفوات والتصريحات المتناقضة للرئيس جو بايدن، والتي كشفت عن عدم قدرته على إدارة الأمور، وقد دفعت هذه التطورات البعض إلى القول إن ترامب قد يفوز بالانتخابات.
دخول هاريس إلى السباق كان خطوة مهمة لصالح المصالح الأمريكية، حيث دلت المؤشرات أن بعض اللوبيات التي تعارض بنيامين نتنياهو وسياساته التي يرون أنها تقود الكيان الصهيوني إلى التدمير، بدأت تأخذ موقفاً داعماً لهاريس، ما زاد من صعوبة موقف ترامب.
وعلى الرغم من أن وصول هاريس إلى السلطة قد لا يؤدي إلى تغيير جذري في سياسات الولايات المتحدة تجاه الكيان الصهيوني، إلا أن نتنياهو لن يشعر بالارتياح من هذه النتيجة، وفي هذا السياق من المتوقع أن تضعف جماعة PKK-PYD (حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب) إذا خسر ترامب الانتخابات، وذلك لأنه كان قد قدم في بداية رئاسته دعماً كبيراً للجماعة، لكنه فيما بعد تراجع عن هذا الدعم تحت ذريعة المصالح الأمريكية.
ترامب وهو رئيس يتبنى بشكل واضح الرأسمالية، قدم الأسلحة والدعم اللوجستي لحزب العمال الكردستاني الماركسي، وعبّر عن امتنانه لهم بقوله: "لقد ماتوا من أجلنا"، هذه العبارة لم تكن عفوية، إذ كانت الجماعة تقوم بدور "القوات البرية" للولايات المتحدة في شمال سوريا.
جماعات PKK المسلحة قاتلت لحماية المصالح الأمريكية، وليس لتحقيق مكاسب للأكراد في سوريا، فقد خاضت معارك ضد داعش والجيش السوري باستخدام الأسلحة والدعم الجوي الأمريكي لتحقيق أهداف استراتيجية أمريكية.
في تصريح للمتحدث باسم وحدات حماية الشعب (PYD) صالح مسلم في أكتوبر 2019 لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)قال: "يقول ترامب: "قدمنا المال والأسلحة"، ولكن كم جندي أمريكي قُتل هنا؟ لا أحد، نحن قدمنا 11 ألف شهيد"، يوضح مسلم هنا أن الأكراد خاضوا المعركة وماتوا نيابة عن الولايات المتحدة، في وقت كانت واشنطن تقدم الدعم بالسلاح والمال، لكن لم تقبل أي قوة أخرى، حتى في العراق أو أفغانستان، أن تؤدي دوراً شبيهاً لدور PKK كـ "قوة برية" لأمريكا، ولهذا كان عدد الضحايا الأمريكيين في سوريا قليلاً مقارنةً بتلك الدول.
استفادت PKK من الدعم الأمريكي لتتمكن من تحقيق نجاحات ضد قوات لا تملك أسلحة متطورة أو دعماً جوياً، ومع مرور الوقت زادت ثقة PKK في الولايات المتحدة وبدأت تتحدى حليفها السابق، نظام البعث السوري، ولكن بالنسبة لأمريكا التي تدعم الكيان الصهيوني بشكل غير محدود، لم يكن هناك "خط أحمر" إلا حماية مصالحها فقط.
بعد مفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة، تم التوصل إلى اتفاق أدى إلى تراجع ترامب عن دعم PKK في منطقة معينة شمال سوريا، على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تعلن ظاهرياً معارضتها للعملية العسكرية التركية، إلا أن القوات الأمريكية انسحبت من الحدود وأبلغت PKK بعدم تقديم دعم جوي لهم، ما مهد الطريق لتركيا لبدء عمليتها العسكرية.
بدأت هذه العملية مباشرة بعد تصريحات صالح مسلم التي عبّر فيها عن خيبة أمله من تراجع الدعم الأمريكي، مشيراً إلى أن قواته قدّمت 11 ألف شهيد من أجل الأمريكيين.
أكتوبر يعيد لنا هذه الذكريات ويؤكد أنه في السياسة الإقليمية، المصالح هي المحرك الأساسي، وليس الأيديولوجيات، ومع ذلك لا يزال من الصعب تفسير كيف يمكن لمنظمة ماركسية أن تضحي بحياة أطفال الأكراد من أجل خدمة مصالح الولايات المتحدة، التي تعد تجسيدًا للرأسمالية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ عبد الله آصلان الضوء على الهجوم الصهيوني على خان يونس، الذي أدى لاستشهاد 28 فلسطينيًا منهم أطفال كما يشير إلى العدد الكبير من الضحايا في غزة، يدعو إلى ضرورة يقظة الدول الإسلامية للتصدي لهذا الظلم ويشدد على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الفلسطينيين وإنهاء المجازر، محذرًا من العواقب الوخيمة إذا استمرت هذه الأعمال الوحشية، فالعالم لن يستقر حتى ينتهي هذا الظلم.
يسلط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على انغماس تركيا في قضاياها الداخلية، مما أدى إلى تجاهل المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، و يشدد على ضرورة عدم الصمت ويدعو الجميع، وخاصة الدول المجاورة، إلى التحرك لوقف هذه المجازر ويؤكد أن أصوات المظلومين لن تظل بلا استجابة، وأن السعي لوقف الظلم واجب على كل فرد.
يقارن الأستاذ حسن ساباز بين موقف الوليد بن المغيرة الذي فضل الدنيا ومكانته الاجتماعية على الحق، وبين القائد يحيى السنوار الذي قاوم الاحتلال حتى استشهاده، مجسّداً الصمود والعزة، ويشير إلى أن البعض في زمننا اختاروا طريق الكذب والتواطؤ، مثلما فعل الوليد بن المغيرة قديماً، متجاهلين الظلم والاحتلال المستمر.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان استمرار الجهاد البطولي لمجاهدي فلسطين وغزة في سبيل إنقاذ كرامة الأمة، حيث يقاتل الجميع من الأطفال إلى القادة، وبعد تولي يحيى السنوار قيادة حركة حماس بعد استشهاد إسماعيل هنية، له دور بارز في التخطيط وتنفيذ طوفان الأقصى ومع استشهاده، يُعد عاراً على العالم الإسلامي ترك هذه الحركة وحيدة، حيث يتوجب التحرك ضد الصهيونية وفضح داعميها، مع التأكيد على أن المقاومة ستستمر رغم التحديات.