الأستاذ محمد إشين: من نصر جناق قلعة إلى طوفان الأقصى

يؤكد الأستاذ محمد إشين أن قطع صلة الأمة بتاريخها وعقيدتها يمهد لإبادتها، مشددًا على أن معركة جناق قلعة لم تكن مجرد حرب قومية، بل نضال إسلامي جمع مختلف الشعوب تحت راية واحدة، كما يقارن بين صمود جناق قلعة ومقاومة غزة، مؤكدًا أن التضحيات في كلا المعركتين كانت ضرورية لمنع المحتلين من تحقيق أهدافهم.
كتب الأستاذ محمد إشين مقالاً جاء فيه:
لإبادة أمةٍ والقضاء عليها، يكفي قطع صلتها بتاريخها، ماضيها، عقيدتها وثقافتها... عندها، مهما بلغت من قوة اقتصادية، سياسية وعسكرية، فقد انتهى أمرها.
الإمبرياليون، عندما يستعمرون الشعوب أو يحتلونها، يجعلونها تنسى تاريخها ولغتها وثقافتها. وليس هذا فحسب، بل يصلون إلى حد جعل هذه الشعوب تكره ماضيها وتنفر منه. ونحن، شعوب تركيا، نفهم هذا الأمر جيدًا.
لقد رأينا بأعيننا، وسمعنا بآذاننا، أجيالًا تخجل من لغتها، وتحتقر عقيدتها، وتسبّ أجدادها وتاريخها.
لا ينبغي تقديس التاريخ والماضي، لكن يجب تحليله وفهمه جيدًا، بخطئه وصوابه. فمن لا يعرف الخطأ لن يستطيع إدراك الصواب، ومن لا يتعلم من أخطاء الماضي سيعيدها مجددًا.
إن تخصيص القرآن الكريم جزءًا كبيرًا من سوره لقصص الأمم السابقة لم يكن -حاشا لله- أمرًا عبثيًا أو بلا غاية.
نحن نمر بأيام مصيرية للأمة الإسلامية.
مع انطلاق طوفان الأقصى، وما يجري في لبنان وسوريا واليمن، وتهديدات ترامب اليومية لدول إسلامية، واستهدافه لها بالقصف، بينما المسلمون مشتتون، يبدون وكأنهم ينتظرون مصيرهم كالأضاحي...
في مثل هذا الجو، نحيي الذكرى الـ110 لانتصار جناق قلعة.
إذا لم نفهم الماضي، فلن نستطيع فهم الحاضر. يجب أن نفهم جناق قلعة جيدًا. فإن لم نفهمها، فلن نفهم طوفان الأقصى، ولن ندرك معنى القصف الأمريكي والبريطاني لليمن.
ولن نفهم معنى الأخوّة الإسلامية والوعي بالأمة.
في جناق قلعة، قدّمنا 252 ألف شهيد، أسير، جريح، ومقاتل خرج من ساحة المعركة. لماذا حصل هذا كله؟ ولماذا دفعنا هذا الثمن؟
كان بإمكاننا ترك المحتلين يمرّون كما يشاؤون…
ألم يكن أهل غزة يعيشون في بيوتهم؟ نعم، كانت لديهم مشاكل مثل أي شعب، لكنهم كانوا مستمرين في حياتهم الطبيعية... لكن اليوم، مع سقوط 50 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، ودمار غزة بالكامل… هل كان كل هذا يستحق؟
نعم، المقاومة في جناق قلعة كانت تستحق هذا الثمن.
وكذلك المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في غزة تستحق كل التضحيات. كما كان انتصار جناق قلعة انتصارًا رغم 250 ألف شهيد، فإن المقاومة في غزة هي أيضًا انتصار رغم كل الخسائر. فالعدو، رغم قوته الهائلة، لم يحقق أهدافه، لأن المقاومة وقفت في طريقه.
وكما لم تكن معركة جناق قلعة صراعًا قوميًا أو عرقيًا، بل كانت معركة الأمة الإسلامية، فإن المعركة في غزة اليوم ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة الأمة بأسرها.
في جناق قلعة، لم يكن الجنود يقاتلون من أجل عرق معين أو اسم أو بلد وطني محدد. لقد قاتلوا وضحوا بأنفسهم من أجل الإسلام والأمة. كانوا يعلمون أن هذه الحرب امتدادٌ لصراع الهلال والصليب عبر التاريخ.
تركوا أوطانهم، وقراهم، وأهلهم، وأطفالهم، وخرجوا للجهاد.
الأتراك، الأكراد، العرب، الشركس، اللاز، الأبخاز... رغم أنهم لم يكونوا يعرفون بعضهم، إلا أنهم كانوا يؤمنون بوحدتهم في العقيدة، فقاتلوا معًا، صلّوا معًا، واستشهدوا جنبًا إلى جنب.
30 ألف سوري شاركوا في معركة جناق قلعة، واستشهد منهم 680. ومن فلسطين، استشهد 93 مجاهدًا.
من منطقة السنجق، الواقعة اليوم بين صربيا والجبل الأسود، والتي تسكنها أغلبية مسلمة بوشناقية، شارك 15 ألف مسلم في القتال.
وكما كان الأكراد إلى جانب الأتراك في ملاذكرد ضد البيزنطيين، وقفوا أيضًا معهم في جناق قلعة وفي كل الجبهات، ولم يقولوا: "هذه حرب الأتراك، وليست حربنا". بل هرعوا من ديار بكر، ماردين، أربيل، السليمانية، قاطعين آلاف الكيلومترات للقتال في جناق قلعة.
طالما بقيت هذه الروح، لم تُخترق جناق قلعة... لكن عندما ضعفت، سقطت جناق قلعة، وأصبحت غزة والقدس بلا حامٍ.
في الذكرى الـ110 لانتصار جناق قلعة، نستذكر جميع شهدائنا بكل الرحمة والامتنان. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يناقش الأستاذ سليمان كزلجنار قلق المستقبل الذي يؤرق الشباب، مبرزًا كيف أن السعي وراء النجاح المالي والمادي قد يؤدي إلى إغفال التوكل على الله، ويشير الكاتب إلى أن الإسلام يوازن بين العمل والاجتهاد مع التفويض الكامل للنتائج لله، محذرًا من أن القلق الزائد قد يؤدي إلى ترك العبادة وبالتالي يعمق المشاكل النفسية، ويؤكد أن الحل يكمن في الحفاظ على الإيمان بالآخرة والتوازن بين الجهد والتوكل على الله.
يتساءل الأستاذ محمد كوكطاش عن استعداد الأتراك لمشاركة الأكراد في احتفالاتهم بعد عملية الانفتاح السياسي الحالية، ويشير إلى أهمية التصالح والتقارب رغم الاعتراضات القومية المتطرفة، كما يطرح فكرة تنظيم احتفال مهيب في ديار بكر بمناسبة المولد النبوي بحضور شخصيات بارزة من مختلف الأطراف لتعزيز التآخي والتعايش المشترك بين الشعوب.
كتبت الأستاذة أسما أكبلك مقالًا عن حكم صيام رمضان، حيث تناولت الفوائد الروحية، والفردية، والاجتماعية والجسدية للصيام، وأكدت أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله، وزيادة وعي بالتقوى، وتطهير للنفس، كما أشار المقال إلى تعزيز التضامن الاجتماعي والصحة الجسدية خلال شهر رمضان.