الأستاذ يحيى أوراش: الشباب ولادة جديدة وهوية متجددة

سلط الأستاذ يحيى أوراش على أهمية الشباب الذين يشكلون نواة المستقبل ونهضة الأمة، وبيّن أن قيمتهم تُصاغ بالإيمان والهوية والوعي، لا بتقليد الغرب والانفصال عن الجذور.
كتب الأستاذ يحيى أوراش مقالاً جاء فيه:
الشباب غرس المستقبل وعنوان النهوض، إن مرحلة البلوغ والرشد ليست مجرد انتقال بيولوجي، بل هي ولادة جديدة لهوية الإنسان وشخصيته، وهي بمثابة افتتاحية الحياة الحقيقية، فالشباب هو أثمن ثمار شجرة الحياة، وأكثر مراحل العمر حيوية ونضوجًا.
الشباب هو الحيوية المتدفقة، والطاقة المتفجرة، والعزيمة المتوثبة، والعوامل الجسدية والبيولوجية تؤثر بعمق على المسار النفسي والاجتماعي للشاب، فتظهر فيه صفات كالحيوية، والرشاقة، والنشاط، والبطولة، والكرم، والحماسة، والعاطفة المتقدة، والتسرع، والتجربة المحدودة، إنها مرحلة تتجلى فيها الرغبة في الاستقلال، والشعور بالمسؤولية، والوعي بدوره في المجتمع وكأنها شاشة بيضاء يُعرض عليها مستقبله.
وكما قال المفكر نور الدين زكي طوبجو: "الشباب هو بذرة المستقبل"، ومن تأمل جوهر هذه البذرة سيسهل عليه استشراف الغد، فكل جيل من الشباب عاش في محيطه، يعبّر عن طاقته بطريقته الخاصة: فشباب مصر القديمة كانوا في صراع دائم مع الطبيعة، وشباب السومريين في خدمة المعابد، وشباب اليونان في ساحات الأولمبياد، وشباب روما في ساحات المناظرة والنقاش والسياسة.
أما الشباب الذين ربّاهم النبي محمد ﷺ فكانوا نواة شباب الإسلام الأول؛ شباب حملوا راية الخير وخدمة الإنسانية، في الوقت الذي كان فيه شباب المغول والتتار يتباهون ببناء أبراج من جماجم الأبرياء!
وفي أوروبا، مع بزوغ فجر النهضة، بدأ شبابها يتألقون في الفن والسياسة والقانون والجمال، وأصبحوا أنموذجًا يُحتذى، لكن مع مرور الزمن شاخت تلك الطاقة، فجاء شباب الدولة العثمانية ليغرسوا في الشباب روحًا جديدة، يمزجون فيها بين الإيمان والعقل، والروح والجسد، ويبدعون نموذجًا متفردًا.
إن قيمة الشباب لا تكون إلا بأداء واجباتهم تجاه الله، وتحمل مسؤولياتهم تجاه أسرهم ومجتمعهم، فالشباب هم صُنّاع السلم الأهلي، ومصدر الأمن المجتمعي، وضمان استمرار الدول ونهضتها.
وقيمة الشباب تزداد بقدر ما يتجذر فيهم الإيمان، فكلما تمسكوا بعقيدتهم ووعوها، زادوا رفعة ومقامًا، أما حين انحرفوا نحو تقليد الغرب، وانفصلوا عن جذورهم، تحولوا إلى أدوات رقمية بلا روح، يفتقرون إلى النبع الإيماني الذي يمنحهم النضج، وسعوا وراء السعادة في التكنولوجيا والمال، حتى سكروا وغابوا عن وعيهم في مسالخ المادة.
وقد رسم القرآن الكريم لوحات فريدة لشباب اختاروا طريق الإيمان والثبات:
هابيل، الشاب الطيب ذو الإيمان العميق
وقابيل، الحاقد الذي أعمته الغيرة
إبراهيم الشاب الذي تحدى قومه بعقيدته
يوسف الذي قاوم إغراء النفس
يحيى، المثال الحي لقدوة الطفولة
عيسى الذي صبر على الابتلاء في شبابه
مريم، رمز الطهر والصبر
لقمان، وهو يربي ابنه على الآداب
وأصحاب الكهف، الذين ثبتوا أمام طغيان الإمبراطورية الرومانية.
أما النبي ﷺ، فقد جعل الشباب عماد دعوته الأولى، واختارهم لمواجهة صناديد الشرك، ووجه إليهم أعظم النصائح، ومنها: "اغتنم خمسًا قبل خمس..." وكان من بينها "وشبابك قبل هرمك"، بل وأشار إلى مكانة الشباب عند الله يوم القيامة بقوله: "وشاب نشأ في طاعة الله " كواحد من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه.
لكن شباب اليوم قد حُرموا من تاريخهم، وعقيدتهم، وتقاليدهم، وثقافتهم، وتم إقصاؤهم عن تحمل مسؤولية المستقبل، بنيت أبدانهم، لكن عُطلت رسالتهم تجاه المجتمع والآخرة.
لقد دافع أجدادنا عن هذه الأرض ببطولة، وسقوها بدمائهم، ولم يسمحوا لقوى الاستعمار أن تدنسها، وحين اجتمعت إرادتهم على وحدة العقيدة والمصير، طردوا الغزاة بشعار: "إما النصر أو الشهادة"، خاضوا حرب الاستقلال بروح المقاومة، ولم يساوموا على الوطن أو الإخوة.
لكن، ويا للعجب، ما إن طُهّرت الأرض من المحتل، حتى بدأت عملية غزو ثقافي خطيرة، فُرضت على شبابنا ثقافات دخيلة، واحتُفل بأعياد لم يعرفها أجدادهم، في محاولة لقطعهم عن جذورهم.
إن الذي يجعل من الأرض وطنًا، هو شجاعة الشباب المؤمن وثباتهم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
استنكر الأستاذ حسن ساباز نهب ترامب لتريليونات الدولارات من العرب وتواطؤ الأنظمة مع الإبادة في غزة، في محاولة لخداع شعوبهم بأنهم أبعدوا دولة الاحتلال عن واشنطن بهذه الأموال.
يُبيّن الأستاذ محمد إشين أن النظام الظالم اليوم، المتمثل في النظام الأمريكي وداعميه الماليين والعلميين والتكنولوجيين، هو تجسيد لنظام فرعون القديم، محذرًا من استمرار دعم الأنظمة الظالمة التي تقمع الشعوب وتدعم المجازر، ومؤكدًا أن سقوط هذه الأنظمة قادم لا محالة كما حدث في التاريخ.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على سقوط الأقنعة، ويُدين الاصطفاف العلني إلى جانب مجرم الحرب ترامب، محذرًا من تواطؤ لم يعد يقتصر على الصمت، بل تعدّاه إلى تمويل الإبادة ومساندة القتلة.