الأستاذ عبد الله أصلان: عام الأسرة

يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن إعلان عام الأسرة ليس احتفالًا بل جرس إنذار، يفضح تراجع قيمنا الأسرية ويدعونا لتحرك جاد لحمايتها من التفكك والانحرافات التي تهدد آخر قلاعنا.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
كلما خصصنا يومًا أو شهرًا أو حتى عامًا لقيمة من قيمنا الأصيلة، فاعلم أننا نخسر تلك القيمة ونشهد تراجعًا خطيرًا فيها، فكما ظهرت مناسبات مثل "عيد الأم"، و"عيد الأب"، و"عيد الحب"، ها نحن نعلن "عام الأسرة"، وكأننا نحاول إخماد صوت ضميرنا الذي يوبخنا على تضييع تلك القيم، فنهرع إلى تحديد أيام لها علّنا نكفّر عن تقصيرنا.
حين تحوّلنا من جيل كان يستحي أن يحمل طفله أمام والده (رغم أن ذلك سلوك خاطئ بحد ذاته)، إلى كائنات هجينة لا تتردد في رمي آبائها وأمهاتها في الشارع، نشأ ما يسمى بـ "عيد الأب" و"عيد الأم"، وكأننا نبحث عن مهرب من صوت الضمير بتخصيص "يوم" يعفينا من المسؤولية اليومية تجاههم، فهل هي حيلة للهروب من وخز الوجدان؟
وحين انتقلنا من أسر ممتدة يتفاخر فيها كل أب وأم بإنجاب تسعة أو عشرة أبناء، إلى أسر صغيرة بالكاد تتكون من شخصين يعانيان الوحدة والاكتئاب، وجدنا أنفسنا في مواجهة خطر "تفكك الأسرة"، فبادرنا إلى إعلان "عام الأسرة" تعويضًا رمزيًا عن غيابها الحقيقي.
ثم عندما بدأ المتربصون بالقيم الأسرية – من الجهلة والأعداء – يتجولون بيننا بلا خجل، وبدأت أجراس الخطر تدق معلنة تهديدًا حقيقيًا لبنية الأسرة، شعرنا فجأة أننا بحاجة إلى التذكير بقيمة "الأسرة".
ليُفهم كلامنا على وجهه الصحيح: لسنا ضد تحديد أيام ومناسبات لتسليط الضوء على القيم، ولكن حين نضطر لذلك، فهذا يعني أننا لسنا بخير، وإذا كنا نعلن عامًا بأكمله لحماية الأسرة، فعلينا أن نرافق ذلك بجهود حقيقية وعمل دؤوب في العمق.
وأول ما يجب فعله: اتخاذ خطوات جادة وصارمة ضد كل البنى والمنظمات التي تهدد كيان الأسرة حتى باتت تشكل خطرًا على الأمن القومي، ينبغي ألا نتهاون مع التيارات المنحرفة التي تروج لانحرافات تحت مسميات "الهوية الجنسية" و"الميول الجنسية"، والتي تتحدى الفطرة الإنسانية وتخلط بين الأدوار الطبيعية للجنسين.
يجب التصدي بكل حزم لأولئك الذين باتوا يهاجمون حتى الملصقات التي تدعو لحماية الأسرة، وكأنهم يعانون من سعار عدائي ضد كل ما هو فطري وسليم، وإذا كانت الحاجة لحماية الأسرة قد بلغت ذروتها إلى هذا الحد، حتى أعلنّا عامًا كاملًا لها، فعلينا أن نتحرك بجدية في هذا الاتجاه.
لا يجوز السماح للانحطاط والانحلال الذي يُبث عبر بعض البرامج النهارية أن يواصل ترويج العلاقات الشاذة على أنها "أمر طبيعي"، فهذه الوسائل تسهم في هدم ما تبقى من قيمنا الأسرية.
ومن الضروري دعم البرامج والأنشطة التي تسعى لحماية الأسرة، وتشجيع المبادرات المماثلة وزيادة عددها وانتشارها.
وقد كانت الندوات التي نظمتها رئاسة شؤون المرأة والأسرة في حزب "الهدى" تحت عنوان "الأسرة هي آخر القلاع" – في أنقرة وإسطنبول وأخيرًا في باتمان – مثالًا يُحتذى به في هذا السياق، ينبغي تعزيز هذه المبادرات وزيادة المشاركة الشعبية فيها، وترسيخ الوعي حول أهميتها.
فالأسرة هي آخر قلاعنا، وإن ضاعت لا قدّر الله، سنخسر كل شيء.
فلا تستهينوا بالأمر، ولا تنتظروا حتى تقع الكارثة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يتنبأ الأستاذ محمد أيدن بحتمية اشتباك تركيا مع إسرائيل، مشددًا على أن المواجهة ستأتي دفاعًا عن الأمن القومي وحدود البلاد، داعيًا إلى وحدة وطنية واستعداد كامل لمجابهة العصابة الصهيونية الوحشية.
يتأمل الأستاذ محمد كوكطاش في سلوكنا الإنساني اليومي، متسائلًا: لماذا نفرغ غضبنا على من نملك السيطرة عليهم بدلًا من مواجهته في من يستحقه؟ وكيف يتحوّل ضعفنا أمام الظالم إلى ظلم جديد نمارسه بحق الأبرياء؟
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن العدالة تقتضي مراعاة قدرات الأفراد لا المساواة الشكلية، وأن ذوي الإعاقة جزء أصيل في البناء المجتمعي إذا ما توفرت لهم بيئة دامجة وعادلة، كما يشدد على أن الإرادة التي تتكئ على الإيمان والتمكين يمكنها أن تتجاوز كل الحواجز.