الكاتب عبد الله آصلان: أبطال غَزَّة يوقظون ضمير الإنسانية!

رغم ما تعرضت له غَزَّة من وحشية وإجرام، أبت المقاومة إلا أن تظهر التزامها بسماحة الإسلام وأخلاقيات الحرب مع الأسرى الذي نص الشرع عليها، فحازوا انتباه كل من لديه مثقال ذرة من ضمير وعدالة وتأييده ‥
تحدث الكاتب "عبد الله آصلان" في زاويته عن الصورة المشرفة للمقاومة الذي انتبه لها العالم، فقال:
اعتباراً من الأمس انتهى "وقف إطلاق النار" المسمى بـ"الهدنة الإنسانية" لأجل تبادل الأسرى والرهائن بين المجاهدين بـغَزَّة ونظام الاحتلال الإسرائيلي.
فأطلقت حـمـاس سراح بعض أسراها، واضطر نظام الاحتلال إلى إطلاق سراح 180 شخصا من الذين احتجزهم كرهائن لسنوات، معظمهم من النساء والأطفال. ومنذ يوم الجمعة حتى الأمس، بلغ عدد الأسرى الذين أفرجت عنهم حـمـاس 81 أسيراً، كما بلغ عدد الرهائن الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل 180 رهينةً.
وبينما يطلق المحتل الظالم سراح النساء والأطفال الذين اعتقلهم بلا حق، يواصل بالمقابل القبض على أشخاص عزل كرهائن، مخالفاً لـ "الاتفاق". فمنذ 7 تشرين الأول، احتجزت القوات الإسرائيلية أكثر من 3 آلاف فلسطيني رهائناً في الضفة الغربية. فقد هاجمت قوات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين للاجئين الواقع شمال الضفة الغربية وحاصرته . وقامت باحتجاز حوالي 26 فلسطينياً رهائناً في بني نَعيم بالقرب من الخليل. واستشهد ما يقرب من 10 فلسطينيين خلال الأيام الستة من وقف إطلاق النار المسمى بـ'الهدنة الإنسانية'. امتلأوا بالغضب بسبب هزيمتهم وصدموا حتى لم يقدروا أن يفكروا بما يفعلون.
وصور ومشاهد عملية تبادل الرهائن والأسرى ألحقت بقوات الاحتلال هزيمة أكبر من هزيمتهم الحربية الكبيرة. وقد كان لمعاملة الناس الذين دُمرت منازلهم فوق رؤوسهم وقُتل أطفالهم ونساؤهم وعائلاتهم تجاه أسراهم المحتجزين صدى كبير في العالم. وكل من لديه عدالة ووجدان شهد عين اليقين أخلاقيات الحرب لدى حـمـاس المستمدة من الوحي واعترف بها، كما شاهدوا سوء معاملة الرهائن المحتجزين لدى احتلال متوحش يعتبر نفسه دولة، فاحتجوا وأدانوه. فصور الفتاة التي أفرجت عنها حـمـاس محتضنةً كلبها وطمأنينتهما لم تمر بدون جذب الانتباه والاهتمام. فأي اختطاف قسري كان هذا؟ أخذت الفتاة كلبها معها عندما تم أسرها وعادت مع كلبها مرة أخرى.
وفي نفس الوقت، ظهر على الشاشات آلاف الآباء والأمهات من غَزَّة حاملين ومعانقين أطفالهم وأولادهم المقتولين. فكان ذلك درساً ملحمياً علمه "تلاميذ السماء" لكل شخص على الأرض. هؤلاء الأبطال أصبحوا أيضاً مبلغين ودعاة للإسلام. لقد أظهروا للعالم بأجمعه العدالة والأخلاق التي وعد بهما الإسلام.
فلا بد أن هذا الموقف هو هزيمة حقيقية لإسرائيل. ويبدو أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تستمر في الوقوف خلف التهور والعدوان الإسرائيلي. فلا تنظروا إلى الزيارات التضامنية وغيرها، فإن نتنياهو سيرحل بعدها. وما يسمى بالشريك الحكومي لإسرائيل يقول "دعوا الحرب تستمر". حسناً، فإذا استمر هذا العدوان وهذه الحرب، فهم سيخسرون مرة أخرى والنصر سيكون للإسلام.
كان من المنتظر أن تكسر الأمة حصار غزة وتحرر الأقصى، لكن يبدو أن أبطال غزة وبركات الأقصى سيوقظون الأمة ويمكنونها من اتخاذ خطوات التحرير.
وبالحقيقة، فإن هؤلاء الممثلين للحق، هم أيضاً حركة وتيار لتعبئة وإيقاظ ضمير الإنسانية ووجدانها. تحية وسلام لهم. ولتكن انتصاراتهم المظفرة حاسمة ومباركة. ‥ (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط االأستاذ عبد الله أصلان الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، معتبراً أن العالم أصبح مجرد متفرج على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذه الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما ويؤكد أن غزة رغم الألم، ستظل صامدة، بينما الإنسانية هي الخاسر الأكبر.
يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من لقاء ترامب، مؤكدًا أنه لن يُفضي إلى أي نتائج إيجابية بل سيعزز السياسات الصهيونية ويزيد من التدهور، وكما يُوصي الرئيس أردوغان بتجنب اللقاء، محذرًا من تأثيره السلبي.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.
ينبّه الأستاذ محمد كوكطاش إلى أن مقاومة الاحتلال لا تشترط توازن القوى، بل يكفي الإعداد بما هو متاح وعدالة القضية.