يعتبر زعيم حزب الله "حسن نصر الله"، والذي لعب دورا رئيسيا في تحقيق نجاحات مهمة ضد نظام الاحتلال منذ 12 فبراير 1992، عندما أصبح أمينا عاما، من بين أهم الشخصيات المستهدفة من قبل الكيان الصهيوني والدول الغربية.

أعلن حزب الله اللبناني اليوم السبت أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، قد قضى  بعد استهدافه الكيان الصهيوني له في قصفٍ متتالي على العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الجمعة.

وولد "نصر الله" في 31 أغسطس 1960في بلدة برج حمود شمال شرق بيروت بعد أن كان والده قد انتقل إليها من مدينة صور جنوب البلاد إلى للعمل.

 ويعد نصر الله  الطفل التاسع لعائلته، وتلقى تعليمه المدرسي في إحدى المدارس الخاصة في بيروت، وبدأ الاهتمام بالدراسات العلمية في سن مبكرة.

وكان عمر نصر الله  15 عامًا فقط عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975.

عاد مع عائلته إلى قرية البازورية في مدينة صور، حيث انضم إلى حركة أمل، وبدأت هنا وضع حجر الأساس للنضال ضد الصهيونية.

درس في المدارس الدينية في النجف بالعراق بين عامي 1976 و1978 حيث التقى "عباس الموسوي" وعادا إلى لبنان عام 1978.

أسس الموسوي مدرسة في مدينة بعلبك، حيث واصل "نصر الله" دراسته ثم بدأ بالوعظ.

وفي عام 1979، تم تعيين نصر الله رئيساً للمكتب السياسي لحركة أمل في سهل البقاع (لبنان)، كما قاد وحدات عسكرية تدافع عن مصالح الطائفة.

بدأت فترة جديدة لـ"نصر الله" عندما اجتاح الكيان الصهيوني لبنان عام 1982.

وقد تنقل  "نصر الله"، الذي انضم إلى حزب الله، بين المناصب المهمة داخل الحزب في السنوات التالية.

في عام 1987، ذهب إلى مدينة قم (إيران) لمواصلة تعليمه الديني، وكان ممثلاً لحزب الله في إيران في الفترة 1989-1991.

عاد إلى لبنان عام 1991، عندما كانت الحزب تحت قيادة "عباس موسوي".

- تم تعيينه زعيما للحركة عام 1992

أصبح أميناً عاماً لحزب الله في 12 شباط/فبراير 1992، بعد استشهاد "عباس موسوي" على يد الكيان الصهيوني عام 1992.

وتمكن من تعزيز علاقات الحركة مع الحكومتين السورية والإيرانية وكسب الدعم الشعبي من خلال تنفيذ برنامج اجتماعي واسع شمل بناء المدارس والمستشفيات في العديد من مناطق لبنان.

وأصبح حزب الله تحت قيادته أحد أكثر المنظمات السياسية نفوذاً في لبنان، منذ عام 1992، أصبح ممثلوها أعضاء في مجلس النواب اللبناني (برلمان أحادي الغرفة)، ومنذ عام 2005 بدأوا في شغل مناصب وزارية، كما تم تسهيل نمو سلطة نصر الله الشخصية من خلال قيادته لحزب الله خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006.

واعتبر العديد من الخبراء ومؤيدي الحزب هذه الحرب بمثابة انتصار لحزب الله على الجيش الصهيوني المحتل للبنان.

اتخذ "حسن نصر الله" موقفا صارما ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث تم تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2013 ومن قبل أعضاء مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية في عام 2016، وقامت المخابرات الصهيونية بمحاولات متكررة لتصفيته، ولذلك ولأسباب أمنية ظلت تحركاته سرية ونادرا ما ظهر علناً، وكان "نصر الله" قد استُهدف من قبل جيش الاحتلال في 14 تموز (يوليو) 2006، خلال "الحرب الصهيونية اللبنانية"، إلا أنه نجا من هذا الهجوم.

تقديم الدعم غير المشروط لطوفان الأقصى

إن عملية طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أعادت حزب الله اللبناني ونصر الله إلى الواجهة من جديد.

وبدأ "نصر الله"، الذي وقف إلى جانب الفلسطينيين في النضال من أجل حرية القدس، في تصعيد أعماله ضد الكيان الصهيوني اعتباراً من 8 تشرين الأول/أكتوبر،  وقد أزعج هذا الوضع الكيان الصهيوني وراعيته الولايات المتحدة.

أعلن "حسن نصر الله" عن فتح جبهة ضد الكيان الصهيوني في جنوب لبنان لدعم الجهاد الفلسطيني، وأعلن أن هذه الجبهة ستبقى قائمة حتى انتهاء هجمات الإبادة الجماعية في غزة.

لقد أرسلت الولايات المتحدة من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى رسائل متكررة إلى "حسن نصر الله"، تطالبه بعدم التورط في الحرب.

لكن "نصر الله" وجه رسالة مفادها أن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ستستمر من أجل قضية القدس المقدسة مهما كلف الأمر، وفي الواقع، استشهد من حزب الله المئات من أعضائه على "طريق القدس".

كان حسن نصر الله متزوجا، كان لديه ثلاثة أبناء وبنت واحدة. واستشهد نجله الأكبر "محمد هادي" خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عام 1997.

كما استشهدت ابنته زينب نتيجة قصف طيران الاحتلال على بيروت في 27 سبتمبر 2024. (İLKHA)