تخضع مدينة طولكرم ومخيمَي اللاجئين فيها لحصار مستمر منذ 82 يومًا. وقد أسفرت الهجمات عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في حين تم تهجير آلاف الأشخاص من منازلهم.

يواصل الاحتلال الصهيوني حصاره العسكري وهجماته المكثفة منذ 82 يومًا على مدينة طولكرم ومخيمي اللاجئين التابعين لها: طولكرم ونور شمس. وقد بلغت اقتحامات مخيم نور شمس يومها الـ69.

ونفذت قوات الاحتلال مداهمات لعشرات المنازل في وسط المدينة والمناطق المحيطة بها، مستخدمة الأسلحة النارية وقنابل الصوت لترهيب السكان. وخلال المداهمات، تم اعتقال عدد كبير من الفلسطينيين بعد إخضاعهم لعمليات تعذيب، وأُجبرت المحال التجارية على الإغلاق القسري.

مداهمات، نهب، وتعذيب

ونفذت قوات الاحتلال هجمات بقنابل الصوت في مناطق مكتظة مثل ميدان الشهيد ثابت ثابت، ميدان جمال عبد الناصر، سوق الخضار، وكراج نابلس في غرب طولكرم. كما اقتحمت المتاجر وأجبرت أصحابها على إغلاق أبوابها. وتم اعتقال الشابين طارق ناصر بابا وخالد جمال المصري بعد التنكيل بهما.

من جهة الجنوب، توغلت آليات مصفحة من مستوطنة عفتاي حيفيش عبر شارع فرعون ومفترق السلام باتجاه حي ارتاح. وفي الوقت ذاته، تمركزت وحدات مشاة في أحياء زنّابة وعتابا، حيث نفذت عمليات تفتيش للمنازل وتخريب الكاميرات الأمنية.

وقد تم اعتقال شذاي حسين علي عودة بعد اقتحام منزله والاعتداء عليه بالضرب، وهو أسير سابق كان قد قضى وقتًا في سجون الاحتلال.

سرقة وتخريب منهجي

وخلال اقتحام حي الإسكان، قامت قوات الاحتلال بنهب ممتلكات من منزل المواطن سمير حرايش، شملت 35 ألف شيكل، و6 آلاف دينار أردني، وأجهزة شحن وهواتف وعطور، كما تم الاعتداء الوحشي على ابنه هاني وابن أخيه رشاد.

وفي مخيم نور شمس، أطلقت القوات النيران بكثافة على منطقة جبل النصر، وتم تدمير كاميرات المراقبة. أدت الاقتحامات اليومية إلى تهجير قسري لسكان شارعي جبل الصالحين وجبل النصر.

المنازل تحوّلت إلى ثكنات عسكرية

في مخيم طولكرم، تواصلت اقتحامات المنازل باستخدام أسلحة ثقيلة، وتم هدم البيوت التي تم إخلاؤها. كما نفذت جرافات الاحتلال عمليات هدم واسعة في حي المدارس، وأسفرت عن تضرر العديد من الأبنية. وتم اعتقال الشاب أحمد عبد الدايم داخل المخيم.

قوات الاحتلال قامت أيضًا بإخلاء منازل في شارع نابلس والأحياء الشمالية، وحوّلتها إلى مواقع عسكرية، وتمركزت فيها الآليات المسلحة.

حصيلة ثقيلة: شهداء، مهجرون، ومخيمات مدمرة

أسفرت الهجمات حتى الآن عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن. وبلغ عدد الجرحى والمعتقلين العشرات.

كما تم تهجير أكثر من 4,000 عائلة من سكان المخيمات قسرًا، واضطر المئات من سكان الأحياء الشمالية إلى مغادرة منازلهم.

وفي ظل الحصار المستمر، دُمر 396 منزلًا بشكل كامل، وتعرض 2,573 منزلًا لأضرار جزئية. كما لحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية، والمتاجر، والمركبات، والشوارع. وتم إغلاق مداخل ومخارج المخيمات بسواتر ترابية. (İLKHA)