بين سلاحٍ فتاكٍ وعقيدةٍ صامدة: الكيان يتآكل والمقاومة تترسخ

أشاد الأستاذ إسلام الغمري خلال مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء بالصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة رغم الحصار الخانق واستخدام الكيان الصهيوني لكافة الأسلحة الفتاكة.
كتب نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية الأستاذ إسلام الغمري خلال مقاله الدوري الذي يخص به وكالة إيلكا للأنباء في هذا الشهر ما يلي:
"في وقتٍ تتساقط فيه حمم الطائرات الإسرائيلية فوق سماء غزة الجريحة، وفي ظل حصارٍ خانقٍ استمر لعقودٍ، يواصل الشعب الفلسطيني مقاومته الباسلة متشبثًا بأرضه، قويًا بمبادئه، صامدًا بعقيدته، مستفيدًا من دروس التاريخ وتجارب الأمم الحرة التي علمت أن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن.
ها هو الكيان المحتل، بكل ما يملك من ترسانة الأسلحة الفتاكة والطائرات الحديثة وأنظمة التجسس المتطورة، يعجز عن تحقيق أهدافه الاستراتيجية. الأسئلة الحارقة التي طرحتها الصحفية الإسرائيلية “آنا بريسكي” في صحيفة “معاريف” تُظهر بجلاء حجم المأزق الذي يتخبط فيه قادة الاحتلال. لماذا لم يترجم الضغط العسكري إلى إنجاز سياسي؟ ولماذا، رغم الادعاءات المتكررة بإضعاف المقاومة، لا تزال “حماس” ممسكة بزمام الأمور في غزة؟
إن تصريحات نتنياهو الأخيرة بعد عملية “بيت حانون”، والتي أقر فيها بأن “حماس منظمة قاتلة، لكنها ليست غبية”، تحمل في طياتها اعترافًا صريحًا بصلابة هذه المقاومة، وبفشل رهان الكيان على إنهاك إرادتها أو تفكيك صفوفها.
بل إن اعترافه هذا يعكس بصورة غير مباشرة حقيقة أن آلة الحرب الإسرائيلية، رغم جبروتها، تواجه شعبًا مؤمنًا بعدالة قضيته، مدفوعًا بإرادة لا تقهر.
إن المقاومة في غزة لم تعد مجرد رد فعلٍ غاضبٍ على عدوان، بل أصبحت منظومة متكاملة، تملك الخبرة، وتتعلم من كل معركة، وتتطور رغم الحصار، وتزرع في الأجيال القادمة بذور الصمود والمواجهة.
ومن جهة أخرى، فإن الشعب الفلسطيني، رغم قسوة الاحتلال وأهوال القصف والحصار، يتمسك بأرضه، ويسقيها بدمائه الطاهرة، رافضًا كل مشاريع الاستسلام والتصفية.
لقد علمتنا دروس التاريخ أن أصحاب الأرض الذين يملكون الإيمان بقضيتهم لا يُهزمون مهما بلغت وحشية المعتدين.
إن ما نشهده اليوم من تآكل هيبة الكيان المحتل، وتصاعد مظاهر التصدع الداخلي، هو شهادة جديدة على أن البقاء للأصلب إرادةً والأعمق جذورًا. فالجيوش الغازية إلى زوال، والمستوطنات المصطنعة ستذروها رياح الحرية مهما طال الأمد.
ومع كل ذلك الصمود الفلسطيني البطولي، يبرز سؤال مرير لا يمكن تجاهله: أين دور الأمة؟
كيف للأمة الإسلامية والعربية، التي عرفت طريق العزة والكرامة عبر تاريخها المشرق، أن تقف اليوم موقف المتفرج، بينما غزة تحترق، وأقصاها يُدنّس، وأطفالها يُقتلون أمام أنظار العالم؟
إن نُصرة فلسطين ليست مجرد موقف إنساني أو أخلاقي، بل هي فريضة شرعية وقضية كرامة وهوية.
فإذا كانت المقاومة قد أثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة بما تملك من القليل، فإن الأمة تملك الكثير الذي يمكن أن يقلب المعادلة رأسًا على عقب، لو أنها أحسنت التوجيه وأخلصت العمل.
لقد آن للأمة أن تنهض من سباتها، وأن تعي أن معركة فلسطين ليست معركة شعبٍ أعزل وحيد، بل معركة أمة بأكملها، معركة وجود وهوية، معركة بين الحق والباطل.
وختامًا، أقول بثقة:
إن المقاومة لن تُهزم، طالما أن روح الإيمان تملأ صدور رجالها، وطالما أن شعب فلسطين مستعدٌ أن يدفع ثمن حريته غاليًا.
والكيان المحتل، مهما غطرس وتجبر، يحمل في داخله بذور فنائه، لأن الباطل زائل ولو بعد حين.
والمستقبل لنا بإذن الله". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من الوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أن مستشفيات الأطفال، وخاصة أقسام حديثي الولادة، تعمل في ظروف قاسية وبدون تجهيزات طبية كافية..
واصلت قوات الاحتلال الصهيوني قصفها العنيف لقطاع غزة، مستهدفة مناطق سكنية، بما فيها مناطق كانت قد صنفتها "آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 30 فلسطينيًا وإصابة العشرات، في تصعيد مستمر شمل جميع مناطق القطاع من شماله إلى جنوبه.
طالبت عشرات المنظمات والنقابات الدولية شركة الشحن العالمية "ميرسك" بوقف فوري لنقل مكونات طائرات "إف – 35" وأي مواد عسكرية أخرى إلى دولة الاحتلال، معتبرة ذلك دعمًا مباشرا للعدوان على غزة.
شهدت جمهورية بنين في غرب إفريقيا هجومًا عنيفًا استهدف مواقع للجيش في منطقة كاندي شمال البلاد، بالقرب من شلالات كودو المحاذية لحدود بوركينا فاسو، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 جنديًا، في أكبر حصيلة قتلى تتعرض لها القوات المسلحة في تاريخ البلاد جراء هجوم واحد.