حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، مؤكدة أن أي مساعدات إنسانية لم تدخل منذ أكثر من 50 يوماً، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية.

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، "ستيفان دوجاريك"، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، محذراً من أن "حياة الأطفال على المحك، والقطاع على وشك الانهيار الكامل".

وفي تصريحاته، أوضح "دوجاريك" أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يؤكد أنه منذ أوائل شهر مارس/آذار الماضي، لم تدخل أي شاحنة غذاء أو وقود أو دواء إلى غزة، وهو ما أدى إلى انخفاض خطير في مخزونات الغذاء، وتناقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية الضرورية.

وأشار إلى أن سيارات الإسعاف لم تعد قادرة على تقديم خدماتها بسبب نفاد الوقود، كما أُجبرت العديد من المخابز على الإغلاق، في حين نفدت الخيام اللازمة لإيواء النازحين من مخازن الأمم المتحدة وشركائها.

وأضاف "دوجاريك" أن الأمم المتحدة لا تتمكن من الوصول إلى بعض مستودعاتها داخل غزة بسبب أوامر التهجير القسري التي تعرقل عملها الإنساني.

من جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى استئناف فوري لوقف إطلاق النار، مؤكدةً أن "بقاء الأطفال على قيد الحياة يعتمد على ذلك". ولفتت المنظمة إلى أن المستشفيات التي تعالج الأطفال وحديثي الولادة تعاني من نقص في المعدات الطبية وتعمل في ظروف إنسانية صعبة للغاية، مطالبةً بالسماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وفي السياق ذاته، حذّر "فادي المدهون"، المدير الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود"، من أن النظام الصحي في غزة شبه منهار بالكامل، في جميع المناطق، شمالاً ووسطاً وجنوباً، في ظل انتشار واسع للأمراض.

وأشار "المدهون" إلى أن نحو 50 ألف مريض وجريح يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، محذراً من أن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد نتيجة نقص الإمدادات.

أما الدكتور "منير البرش"، المدير العام بوزارة الصحة في غزة، فكشف عن ارتفاع في عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية وعدم توفر العلاج، مشيراً إلى أن فحوصات طبية أجريت للمتبرعين بالدم كشفت إصابتهم بفقر الدم، ما يعكس سوء الوضع الغذائي والصحي في القطاع.

وفي تحذير جديد، شدد الدكتور "محمد أبو عفش"، مدير الإغاثة الطبية في غزة، على أن "في حال لم يتم إدخال المساعدات الطبية بشكل فوري، فإن القطاع بأكمله مهدد بانهيار كامل للعمل الإنساني"، مضيفاً أن "السماح بدخول الوفود الطبية أصبح ضرورةً قصوى لإنقاذ حياة آلاف الجرحى والمرضى".

وتأتي هذه التحذيرات وسط صمت دولي وتباطؤ في فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، في حين تتفاقم الكارثة الإنسانية التي تهدد أرواح أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال. (İLKHA)