أظهر استطلاع جديد أُجري في الولايات المتحدة أن نسبة التأييد الشعبي لدولة الاحتلال تراجعت من 53% إلى 41% منذ بداية الحرب على غزة، مع ارتفاع نسبة المعارضين إلى 30%.

نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرًا أشارت فيه إلى نتائج استطلاع للرأي العام أُجري مؤخرًا في الولايات المتحدة، أثار قلقًا بالغًا داخل الأوساط السياسية الصهيونية، خاصة داخل الكنيست.
الاستطلاع، الذي نفذه معهد هاريس-هارفارد وهو أحد أبرز مراكز استطلاع الرأي الأميركية، أظهر تراجعًا ملحوظًا في النظرة الإيجابية التي يحملها الأميركيون تجاه دولة الاحتلال، إذ انخفضت نسبة المؤيدين من 53% إلى 41% منذ بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في الوقت ذاته، ازدادت نسبة من ينظرون إلى دولة الاحتلال بشكل سلبي من 21% إلى 30%.
الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للصهيونيين أن قرابة نصف الشباب المشاركين في الاستطلاع عبّروا عن تأييدهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في مؤشر على تغيّر كبير في المزاج الشعبي داخل الولايات المتحدة، خصوصًا لدى الفئات العمرية الشابة.

اللافت أن هذا الاستطلاع أُجري بطلب من اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية والدبلوماسية العامة في الكنيست، وتم تقديم نتائجه خلال إحدى جلساتها، حيث جرى نقاش حول تداعياته السياسية والإعلامية.
ويُفهم من ذلك أن السلطات الصهيونية تتابع بقلق بالغ أي تغيّر في الموقف الشعبي الأميركي، خاصة في ظل ما تعتبره دولة الاحتلال اعتمادًا استراتيجيًا على الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الأميركي.

ويأتي هذا الاستطلاع بعد أسابيع من نشر مركز بيو للأبحاث – أحد أكبر مراكز الدراسات في الولايات المتحدة – لاستطلاع عالمي أظهر أن دولة الاحتلال تحظى بنظرة سلبية في 20 من أصل 24 دولة شملها المسح، وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يلقى انتقادات شديدة في الرأي العام الدولي، لا سيما بعد صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الجيش الصهيوني حربًا مدمرة على قطاع غزة أدّت إلى استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 132 ألفًا، بالإضافة إلى تهجير الغالبية العظمى من السكان، وتدمير البنية التحتية للقطاع في ما تصفه تقارير دولية بأنه أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

التحوّل في الرأي العام الأميركي والدولي، كما تظهره هذه الاستطلاعات، يعكس تراجعًا متسارعًا في صورة دولة الاحتلال عالميًا، ويضعها في مواجهة تحديات دبلوماسية متزايدة، لا سيما مع تنامي الأصوات المنادية بوقف الدعم غير المشروط لها، وضرورة محاسبتها على الجرائم المرتكبة في غزة. (İLKHA)