تعرضت بلدة كفر مالك قرب رام الله لهجوم عنيف نفذته مجموعات استيطانية مسلحة ومدعومة من جيش الاحتلال، أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، بينهم من حاول إنقاذ أطفال من الحريق، في تصعيد يستهدف تفريغ المنطقة من سكانها.

شهدت بلدة كفر مالك الواقعة شرق مدينة رام الله، مساء الأربعاء، هجومًا إرهابيًا منظمًا شنّته عصابات المستوطنين اليهود، بدعم واضح من قوات الاحتلال الصهيوني.
وأسفر الهجوم عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم الشاب مِرشد حمايلة، إضافة إلى إصابة سبعة آخرين، وإحراق عدد من المنازل والمركبات.

وكان منزل عائلة حمايلة، المكوّنة من 19 فردًا بينهم 13 طفلًا، من أكثر الأهداف تضررًا، حيث اقتحم عشرات المستوطنين المسلحين المنزل وأضرموا النار فيه.
وقد تمكن الأب، عفيف حمايلة، من إنقاذ طفلته الرضيعة البالغة من العمر شهرًا من غرفة مشتعلة في اللحظات الأخيرة.

ووفقًا لشهادات الأهالي، فإن الهجوم لم يكن عشوائيًا، بل مُخططًا ومنسقًا مسبقًا، حيث تسلل أكثر من 50 مستوطنًا ملثّمًا إلى القرية في مجموعات، وهاجموا المنازل المحددة بقوائم بحوزتهم.
وأكد عفيف حمايلة أن قوات الاحتلال وصلت قبل تنفيذ الهجوم بوقت قصير وانتشرت في المنطقة، مما يشير إلى تواطؤ مباشر.

من بين الشهداء، كان مِرشد حمايلة الذي استُهدف برصاص الاحتلال أثناء محاولته إنقاذ أطفال من بيت جاره، ثم أثناء عودته تعرّض لإطلاق نار مباشر عند باب منزله بينما كان يُخلي عائلته.

زوجته قالت: "أطلقوا النار عليه أمام عيني، لا تزال دماؤه على الحجارة أمام الباب."

وقال الناشط المجتمعي طارق عثمان إن هدف المهاجمين لم يكن فقط إحراق الممتلكات بل بثّ الرعب لإجبار السكان على الرحيل. وأضاف: "لو لم نُقاوم، لوقعت مجزرة أكبر."

وتعيش كفر مالك تحت حصار خانق، حيث استولى الاحتلال على معظم أراضيها وأغلق منافذها باستثناء ممر ضيق شمالي البلدة.

وشُيعت جنازات الشهداء مِرشد حمايلة، محمد النجي، ولطفي صبري، وسط حضور شعبي واسع، في ظل غضب عارم من التصعيد المتواصل في الضفة الغربية.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصاعد الاعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال بالتزامن مع العدوان المتواصل على غزة، حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 1000 شهيد، وجرح أكثر من 7 آلاف، بينما تجاوز عدد المعتقلين 17 ألفًا و500 شخص.  (İLKHA)