دخل قرار حكومي جديد حيز التنفيذ في فرنسا يقضي بحظر التدخين في عدد من الأماكن العامة المفتوحة، في خطوة تهدف إلى حماية الصحة العامة، وخاصة الأطفال، والحد من آثار التدخين السلبي.

أفاد المرسوم الذي نُشر في الجريدة الرسمية الفرنسية أن التدخين أصبح ممنوعاً من اليوم في الحدائق العامة، الشواطئ، محيط المدارس، مواقف الحافلات، المراكز الرياضية، والمكتبات، سواء وُجد أطفال في المكان أم لا.

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية حكومية طويلة الأمد لمحاربة التبغ، بدأت منذ عام 1991 بقانون "إيفين" الذي حظر إعلانات التبغ، وتُوّج عام 2007 بحظر التدخين في الأماكن المغلقة.

وقالت وزيرة الصحة الفرنسية "كاثرين فوتران" في مؤتمر صحفي في 29 مايو إن القرار الجديد يأتي في إطار حماية الفئات الضعيفة من خطر التدخين السلبي، وخاصة الأطفال.

التوعية تتقدّم على المنع

من جهتها، رحّبت "اللجنة الوطنية لمكافحة الإدمان على التبغ (CNCT) بالقرار، واعتبرته خطوة مهمة من ثلاث نواحٍ، وفق ما صرّحت به مسؤولة الإعلام في اللجنة "أميلي إيشينبرينر".

وأضافت: "أولاً، يوفّر هذا الحظر حماية مباشرة للأطفال من آثار التدخين السلبي. ثانياً، يقلّل من التلوث البيئي الناتج عن أعقاب السجائر. وثالثاً، يساهم في تغيير الصورة النمطية للتدخين باعتباره سلوكاً اجتماعياً مقبولاً".

ورغم الإشادة بالقرار، أبدت اللجنة أسفها لعدم شمول ساحات المقاهي والمطاعم في هذا الحظر، نظراً لتواجد العديد من العائلات والأطفال فيها.

نحو جيل خالٍ من التبغ بحلول 2032

أوضحت "إيشينبرينر" أن فرنسا تسعى لتحقيق هدف "جيل من دون تدخين" بحلول عام 2032، وأن هذه الإجراءات هي جزء من هذه الرؤية.

وذكّرت بأن اللجنة، التي تأسست عام 1868، لعبت دوراً مهماً في صياغة السياسات التوعوية مثل إطلاق أول خط هاتفي لمساعدة المدخنين، والمساهمة في سنّ قانون 1991، والضغط لاعتماد العبوات الموحدة للسجائر.

وقالت:

"فرنسا تُعد من الدول التي تحظر تماماً إعلانات التبغ. أما الترويج للسجائر الإلكترونية، فهو مقيّد بشدة. ورغم ذلك، لا تلتزم بعض الشركات بهذه القواعد، وقد رفعنا ضدها دعاوى قانونية".

سنّ التدخين في فرنسا... يبدأ من 14

بحسب اللجنة، يبلغ متوسط العمر الذي يبدأ فيه الشباب الفرنسيون التدخين 14 عاماً. وأشارت "إيشينبرينر" إلى أن نسبة المدخنين بين الشباب انخفضت من 25% عام 2017 إلى 15% عام 2022، بفضل السياسات الوقائية وارتفاع أسعار منتجات التبغ.

وأعربت عن قلقها من تأثير التدخين السلبي على الأطفال، لافتة إلى أنه يؤدي إلى مشاكل تنفسية مثل الربو. كما حذّرت من مخاطر التدخين قرب النساء الحوامل، موضحة أنه يزيد من احتمالية الإجهاض والولادة المبكرة، فضلاً عن رفع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المعرضات له باستمرار.

75 ألف وفاة سنوياً بسبب التدخين

اختتمت "إيشينبرينر" حديثها بالتنبيه إلى أن التدخين يتسبب بوفاة 75 ألف شخص سنوياً في فرنسا، أي ما يعادل 13% من إجمالي الوفيات في البلاد. وقالت إن 80% من حالات النوبات القلبية التي تُسجَّل بين من تقل أعمارهم عن 45 عاماً تحدث لدى المدخنين. (İLKHA)