أثار منشور نُشر على الحساب الرسمي لـحزب الشعب النمساوي (ÖVP) على مواقع التواصل الاجتماعي، واستهدف المسلمين، جدلًا سياسيًا واسعًا في البلاد، حيث قوبل بانتقادات حادة من شركاء الحزب في الائتلاف الحاكم ومن أحزاب المعارضة.

وجاء في المنشور المثير للجدل: "هل كنت تعلم أن ثلثي الناس يجدون صعوبة في العيش مع المسلمين؟"، وهو ما اعتُبر استهدافًا مباشرًا للمجتمعات المسلمة وللنمساويين من أصول مهاجرة، إضافة إلى كونه خطابًا يعمّق الانقسام المجتمعي ويقدّم جماعة دينية كاملة بصورة سلبية وتعميمية.

وفي أولى ردود الفعل، انتقد وزير المالية النمساوي وعضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) "ماركوس مارتر باور" المنشور، مؤكدًا أن المجتمع المسلم يشكّل جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في النمسا.

وأشار إلى أن النمساويين من أصول بوسنية، على وجه الخصوص، قدّموا إسهامات كبيرة لعقود طويلة في مجالات الصحة والتجارة والصناعة. وقدّم "مارتر باور" اعتذاره عمّا ورد في المنشور، قائلًا: "أعتذر. نحن لسنا هكذا".

من جانبه، وصف الأمين العام لحزب النمسا الجديدة (NEOS) "يانيش شيتي" في منشور له على منصة إكس، موقف حزب الشعب بأنه خاطئ من الأساس وغير موفق سياسيًا، محذرًا من أن تصوير المسلمين كمشكلة محتملة أو مصدر شك سيؤدي إلى زيادة الاستقطاب داخل المجتمع.

بدورها، اعتبرت زعيمة حزب الخضر "ليونوره غيفيسلر" أن هذا المنشور لا يليق بحزب يقود الحكومة، وقالت إن استهداف أشخاص يعيشون ويعملون في النمسا منذ سنوات طويلة ويسهمون في المجتمع أمر غير مقبول، مضيفة: "من المخجل أن يُجبر أناس يعيشون في هذا البلد منذ عقود ويشكّلون جزءًا من مجتمعنا على قراءة مثل هذه الرسائل".

وفي الأوساط السياسية، جرى ربط منشور حزب الشعب باقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتصاعد النقاشات حول الهجرة والاندماج، مع تحذيرات من أن الخطاب المعادي للمسلمين قد يهدد السلم المجتمعي ويعمّق الانقسامات.

في المقابل، لم يصدر عن حزب الشعب النمساوي حتى الآن أي توضيح أو بيان شامل للرد على موجة الانتقادات. (İLKHA)