علماء: العدو يسعى لتفكيك الأسرة بذريعة "الحرية"

أكد العلماء المشاركون في برنامج اللقاء العاشر للعلماء، الذي نظمته هيئة علماء المسلمين "اتحاد العلماء" في ديار بكر، أن أعداء الإسلام يستهدفون الأسرة، مشيرين إلى أن الحجة المشتركة التي يُستخدمها هؤلاء في هذا الهجوم هي "الحرية".
أكد العلماء المشاركون في ملتقى العلماء العاشر، الذي نظمه "اتحاد العلماء" في مدينة ديار بكر، أن القوى الإمبريالية التي تشن حربًا على الإسلام وقيمه في مختلف أنحاء العالم، تضع الأسرة في صميم استهدافها، مشيرين إلى أن ما يحدث من مجازر وظلم في غزة وتركستان الشرقية يأتي في هذا السياق.
ولفت العلماء إلى أن هذه القوى تستخدم ذريعة "الحرية" لتنفيذ مخططات تهدف إلى إضعاف الروابط العقائدية والثقافية للأجيال، وذلك عبر حملات تستهدف بنية الأسرة المسلمة وتماسكها.
وخلال اللقاء، تحدث "أحمد محمد" من هيئة علماء تركستان الشرقية، الذي حضر من تركستان الشرقية، عن الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ما يتعرض له المسلمون في تركستان الشرقية من ظلم واضطهاد على يد النظام الشيوعي الصيني.
أسباب المظالم: ضعفنا، غفلتنا والانقسامات السياسية بين الدول الإسلامية
وقال محمد: "أولًا، أتقدّم بالشكر إلى اتحاد العلماء والمدارس على دعوتهم للمشاركة في ملتقى العلماء العاشر، فها نحن اليوم، نرى علماء ومجاهدي الأمة الإسلامية من شتى بقاع العالم قد اجتمعوا هنا. ومن الواضح أننا كعالم إسلامي نواجه اليوم مشاكل عديدة وكبيرة، من أبرزها احتلال الأعداء للبلدان الإسلامية كما هو الحال في فلسطين وتركستان الشرقية وغيرها، ووضع المسلمين تحت نير الاستعباد. وكل هذه المآسي ترجع إلى ضعفنا وغفلتنا والانقسامات السياسية بين الدول الإسلامية. لكن الإسلام هو دين يجمعنا في نهاية المطاف تحت سقف واحد. وأسأل الله تعالى أن يساهم هذا المؤتمر في تعزيز وحدة المسلمين في الأيام المقبلة".
وأشار محمد إلى أن غزة تعاني منذ عامين من الحرب والعدوان والإرهاب، قائلًا: "لقد عاش الشعب الفلسطيني، وخاصة إخواننا في غزة، معاناة كبيرة، حيث استُشهد الآلاف، وأُصيب مئات الآلاف، وتشرّد الملايين. دُمّرت البيوت والمساكن وكل شيء. تحوّلت غزة إلى أرض خالية لا يكاد يبقى فيها بناء واحد. وهذا بالطبع إثم عظيم وجريمة كبرى. وبسبب هذه الجريمة، هبّ الناس في جميع أنحاء العالم لدعم قضية فلسطين وإخواننا هناك. وأسأل الله تعالى أن ينال هذا الشعب قريبًا حريته ودولته المستقلة".
"الحرية غير المحدودة تؤدي إلى الانهيار الأخلاقي والاجتماعي"
وتحدث محمد عن ظلم الصين في تركستان الشرقية، فقال:
"أما فيما يتعلق بقضية تركستان، فنحن أبناء تركستان أيضًا نعاني من ظلم وعنف الدولة الشيوعية الصينية. ومن أهم أساليب الشيوعيين هو تفكيك الأسرة المسلمة، وبث الفرقة بين الآباء والأبناء، وبالتالي يسعون لمحو الهوية الدينية للأطفال، والسيطرة عليهم فكريًا وعقائديًا وثقافيًا. ولماذا؟ لأن الترابط المتين داخل الأسرة المسلمة هو أساس الحفاظ على الهوية الإسلامية. وإذا ما تمزّقت روابط الأسرة، فإن ذلك يؤدي إلى ضياع الهوية، وضعف الدين، وابتعاد الشباب والفتيات عن الإسلام. وفي النهاية، يصبح المجتمع عرضة للانهيار الأخلاقي وللهيمنة من قبل القوى الخارجية. ولهذا السبب، يسعى الشيوعيون والملحدون وسائر الأعداء إلى تفكيك الأسرة المسلمة بحجة الحرية، وإثارة الفتنة بين الوالدين والأبناء."
وأضاف محمد: "هم يروّجون لفكرة أن كل فرد يجب أن يعيش على هواه تحت اسم الحرية الفردية، ولكن في نهاية المطاف، تؤدي هذه الحرية غير المحدودة إلى الانهيار الأخلاقي والاجتماعي. وعندما تختفي روح التضامن بين أفراد المجتمع، يسهل على الأعداء السيطرة على هذا المجتمع وإفساده وتدميره. ولهذا، فإن هذا المؤتمر يُعد بالغ الأهمية في توعية المسلمين بشأن أهمية الأسرة والحفاظ على الروابط الأسرية في الإسلام. لأن الأسرة المسلمة المترابطة والقوية هي السبب الأساسي في بقاء هذا الدين واستمراره".
وشدّد الدكتور "أسامة عبد الحميد بالكي" من كردستان العراق على ضرورة الوقوف في وجه الأفكار والتيارات التي تهدف إلى إفساد المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى أن الإسلام يُحمّل العلماء مسؤوليات تجاه قضايا مثل إفساد الأسرة، والتميع، والانحلال الأخلاقي، خصوصًا فيما يتعلق بغزة، داعيًا العلماء إلى تحذير الناس من هذه الأمور.
"يصفون قضيتنا بالإرهاب، ويصفون المسلمين بالإرهابيين"
بدأ بالكي حديثه بتقديم الشكر لاتحاد العلماء على تنظيم البرنامج، وقال: "كما تعلمون، أصبحت قضية غزة قضية تهم العالم أجمع. فهناك الآلاف من غير المسلمين أيضًا يخرجون إلى الشوارع للدفاع عن غزة، وليس المسلمون فقط. لكن نحن المسلمين لدينا مسؤوليات إضافية يحمّلنا إياها الإسلام. لذلك، يجب على العلماء والمشايخ أن يُنبّهوا الناس في هذا الشأن، وأن يعملوا على توعيتهم بشكل أفضل. في السابق، لم يكتفِ أمثال الشيخ سعيد، وبديع الزمان، والعديد من العلماء الآخرين بالتنبيه فقط، بل كانوا يتقدمون الصفوف في الانتفاضات ويقفون بوجه أعداء الإسلام. هذا الأمر يُضاعف من مسؤولياتنا نحن العلماء. علينا أن نُنبّه شبابنا كي يفهموا القضايا بالشكل الصحيح وأن نرشدهم".
وسلّط بالكي الضوء على المخاطر التي تواجه المسلمين حول العالم، قائلًا: "لقد واجهنا نحن المسلمون عشرات الأزمات التي تسبّب بها الأعداء. يصفون قضيتنا بالإرهاب، ويصفون المسلمين بالإرهابيين. ولكن الحقيقة هي أنهم هم الإرهابيون، ونحن المسلمون فقط ندافع عن أنفسنا، عن ديننا، وعن عقيدتنا. أما وضع تركستان الشرقية، فلا أحد يتحدث عنه في الوقت الحاضر. لأن الدولة التي ترتكب هذا الظلم هناك تدّعي أنها متقدمة في مجالات التكنولوجيا والعلم، وتزعم بأنها تدافع عن المسلمين. لكن، للأسف، المسلمون لا يعلمون عن معاناة بعضهم البعض. أول ما يجب فعله هو أن يكون المسلمون على دراية ببعضهم البعض. لقد وصف رسول الله ﷺ المسلمين بأنهم كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا. ونحن أيضًا يجب أن نكون مترابطين على هذا النحو، نحمي بعضنا، نُحبّ بعضنا، ونتفانى من أجل بعضنا. إذا لم أستطع أن أُقدّم لغزة دعمًا بيدي، فعليّ أن أُقدّمه بمالي، وإن لم أستطع، فعلى الأقل بدعائي. وإذا كان إيماني ضعيفًا ولا أستطيع حتى أن أدعو، فعلى الأقل لا يجب أن أُثبّط الناس تجاه هذه القضية. بصراحة، يجب أن نسعى بكل وسيلة ممكنة للدفاع عن الأمة الإسلامية".
"أعداء هذا الدين سيُذلّون"
وقال بالكي: "يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع الإرهاب والتيارات المنحرفة، والأفكار الفاسدة، والانحلال الأخلاقي، التي يحاول الأعداء نشرها بين شبابنا. يجب أن نكون سدًا منيعًا في وجه الأفكار الفاسدة التي يُحاولون نشرها بوسائل مثل المقاهي، والشيشة، والحانات، والتدخين، وغيرها. وعلينا، بإذن الله، أن نمنع شبابنا من الانحراف، ومن أن يتحولوا إلى سبب في إفساد الأسرة والمجتمع. إن شاء الله، سيُساهم جميع علمائنا في جهود توعية وإيقاظ المجتمع. علينا أن نتعاون وندعم بعضنا البعض في مواجهة الأفكار التي تسعى إلى إفساد المجتمع الإسلامي. ولأجل انتصار المسلمين وتحقيق الوحدة والتماسك، علينا أن نُكثر من الدعاء. وإن شاء الله، سيُذلّ أعداء هذا الدين". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
وجه الأستاذ محمد كوكطاش رسالة إلى رئيس الشؤون الدينية الجديد دعا فيها إلى ترك المظاهر الرسمية والاهتمام بالفقراء وأهل الفضل آملاً أن تكون ولايته بداية خير وإصلاح.
يؤكد الأستاذ محمد آيدن أن التبرج والتعري ليسا حرية فردية، بل اعتداء صارخ على قيم المجتمع، وأي مشروع لـ"عام الأسرة" لن ينجح ما لم يبدأ بمواجهة هذه الظاهرة بوصفها الخطر الأول على الأخلاق العامة.
أعرب سكان مدينة شانلي أورفا عن قلقهم من تفشي تعاطي المخدرات بين الأطفال والشباب، مؤكدين أن السبب الرئيسي هو البيئة الفاسدة وتقصير الأهل في المتابعة، وطالب المواطنون الدولة بإجراءات رادعة، حملات توعية، وعلاج فعال للمدمنين بدلًا من سجنهم فقط، مع تشديد العقوبات على المروجين.