الأستاذ محمد كوكطاش: في صباح ما حين تفتح عينيك..

يتحدث الأستاذ محمد كوكطاش عن معنى التغيير الحقيقي الذي يبدأ من داخل النفس، مستشهدًا بقصة إسلام حُصين وتأثر ابنه عمران، مؤكدًا أن التحول في المشاعر والسلوك هو جوهر الإيمان.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
عن التغيير أتكلم...
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في مكة، يتحادثون ويتدارسون، فإذا بأحد سادة قريش من المشركين، يُدعى حُصَين، يُقبل نحوهم، كان واضحًا أنه قادم للسبّ والافتراء، فقد اعتاد ذلك، وكان ابنه عمران بن حُصين – وكان قد أسلم – جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرقب والده بوجه امتلأ كراهيةً واشمئزازًا.
اقترب حُصين وبدأ يتحدث بوقاحة وجفاء، يطعن في رسول الله ﷺ بكلام جاهل وقاسٍ، بينما كان الجميع يترقّب رد النبي، لكنه ﷺ، كعادته، لم يرد الإساءة بالإساءة، بل خاطبه بلين ورفق، سأله أسئلة هادئة، دعاه إلى التفكير، حدثه عن الله، عن الإيمان، عن الرحمة... فما هي إلا لحظات، وإذا بحُصين ينطق الشهادتين، ويعلن إسلامه.
وهنا وقع مشهد لا يُنسى: عمران، الذي كان منذ قليل يرمق والده بغضب، وثب من مجلسه، وتحوّل وجهه، ثم اندفع نحو أبيه، يحتضنه، ويقبّل يديه وقدميه، باكيًا من الفرح.
نعم، عن التغيير أتكلم...
إذا لم تُحدث فيك الأحداث من حولك تغييرًا في القلب والروح والعقل، فإنك تعيشها عبثًا، التغيير الحقيقي ليس في الخارج بل في الداخل، إنه ما تصنعه في نفسك، بإرادتك، وبكامل وعيك.
أن تستيقظ في يوم وتجد أنك أصبحت أكثر لطفًا، أقل حقدًا، أنك قررت أن تسامح، أن تتخلى عن عادةٍ سيئة، عن غيبةٍ كنت تظنها "حديثًا عاديًا"، عن مالٍ كنت تبخل به على إخوتك، هذا هو التغيير.
أن تتحول من شخصٍ يطارد الدنيا ليأخذ، إلى شخصٍ يبذلها طوعًا... أن تكتشف أن السعادة في العطاء، لا في التكديس... أن تحب من كنت تكره، وأن تقترب ممن كنت تبتعد عنهم، هذا هو التغيير.
العرب في الجاهلية كانوا يتقاتلون من أجل الغنائم، وكان القوي يظلم الضعيف، لكن حين دخل الإيمان قلوبهم، اقتسموا ديارهم، طعامهم، أموالهم، بل كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
فكر في نفسك، في نمط حياتك، في علاقاتك، في مشاعرك... واسأل: هل تغيرت؟ هل اقتربت أكثر من الله؟ هل أصبحت أكثر عدلًا، رحمةً، وعطاءً؟
إن لم يكن كذلك، فابدأ الآن.
نعم، هذه الأيام – أكثر من أي وقت مضى – نحن بحاجة إلى هذا النوع من التغيير... التغيير الذي يُنقذ القلب من القسوة، والنفس من الغفلة.
وفي الختام، نُحيّي ذكرى الحصين رحمه الله تعالى ورفاقه الذين تجاوزا السبعين الذين وقدضحوا بأرواحهم من أجل الحق والعدل، ونقول من قلوبٍ صادقة: عاش الشهداء... وللظالمين جهنم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
حذّر الأستاذ كنان تشابلك من تصاعد الهجمات الممنهجة على المقدسات الإسلامية في تركيا تحت غطاء "العلمانية الزائفة"، داعيًا إلى الإسراع في تشريع قانون يُجرّم المساس بالقيم الدينية، ويضمن حماية مقدسات الأمة من العبث والاستفزاز.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن سلسلة: الجماعة الإسلامية المصرية… من المواجهة إلى الرؤية، ما يلي:
يرى الأستاذ عبد الله أصلان أن استبدال أشجار الصنوبر بأنواع أكثر مقاومة للحرائق هو خطوة ضرورية لحماية الغابات في تركيا، فمثل هذا التغيير يعزز البيئة ويقلل من مخاطر الحرائق المتكررة مستقبلاً.