الأستاذ محمد كوكطاش: وعد الله للمؤمنين بالجنة تجارة لن تبور
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن تجارة الجنة مع الله مستمرة إلى يوم القيامة، كما جسدها الصحابة في الماضي، جسدتها حركة حماس اليوم، ويشير إلى أن الأمة ستظل تخرج مؤمنين صالحين، ثابتين في الإيمان والجهاد والصبر.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
وما تزال هذه التجارة الإلهية تمضي بخطى متسارعة، وترتقي في مدارج العطاء والثبات.
يقول الله تعالى في وعدٍ قاطعٍ لا يتبدل:
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) التوبة 111
نحن في "محبّي الرسول" دأبنا منذ زمن على إحياء شهر نوفمبر بوصفه شهر الصحابة؛ نستعيد فيه سيرهم، ونُعرّف الناس بسِيَر رجلٍ وامرأة من جيلهم المبارك تحت عنوان: "الذين ينيرون دربنا."
وفي كل مرة يُذكر فيها الصحابة، تتجه ذهني أول ما تتجه إلى هذه الآية الكريمة؛ إلى ذلك العقد الربّاني العظيم: عقدُ المبادلة بين العبد وربه، حيث يبذل المؤمنُ نفسه وماله، فيشتري الله منه هذا البذل بالجنة، تجارةٌ ربانيةٌ كريمة، لم تُمنح لهذه الأمة وحدها، بل وُعِد بها المؤمنون في التوراة والإنجيل قبل أن يتنزّل القرآن.
واليوم، تتواصل هذه التجارة الإلهية، بل تمضي في تصاعدٍ وازدهار، رغم الحروب والشدائد، وكأنها تسير بقوةٍ أعظم كلما اشتدّ البلاء.
وأثناء قراءة سير الصحابة أو عرضها أمام الناس، كان سؤالٌ يتردد في داخلي مرارًا:
هل سيأتي بعد ذلك الجيل جيلٌ يشبهه؟
هل كانت تلك المرحلة التاريخية الاستثنائية لحظةً وانقضت؟
هل قدرُ البشرية أن تنحدر من بعدهم، فلا يصلح الناسُ لمراتبهم، ولا يبلغون معارجهم؟
فلنسأل بوضوح أكبر:
هل يعقل أن الإسلام وهو دينٌ خالدٌ باقٍ إلى يوم القيامة لم يُنبت إلا ذلك الجيل العظيم، ثم عجز من بعده أن يُخرج أمثالهم؟
هل يُعقل أن كتاب الله باقٍ لا يُحرّف، وسنة نبيه محفوظة لا تُبدّل، بينما تتردى أجيال المسلمين في الضعف والعجز؟
وهل يمكن أن يجتهد المسلمون ويجاهدوا ويضحّوا، ثم لا يعقد الله معهم تجارة الجنة التي وعد بها عباده المؤمنين؟
أهذا تصوّرٌ مقبول، أو عقيدة يمكن أن تستقر في قلب مؤمن؟
إننا نؤمن إيمانًا لا يتزعزع بأن الأرض لن تخلو إلى يوم القيامة من رجالٍ ونساءٍ يحملون هذا الدين كما حمله الصحابة، ويثبتون كما ثبتوا، ويُقبلون على الآخرة كما أقبلوا.
وانظروا، فقط انظروا، إلى ما يجري حولنا اليوم.
انظروا إلى حماس، إلى كتائب القسام؛ أولئك الشباب الذين نحسب أكثرهم حفاظًا لكتاب الله، لا يعرفون التفريط في صلاة، ولا يُعرف عنهم قضاء فريضة فائتة.
تأملوا حالهم: أعتى جيوش الأرض تقصفهم ليل نهار منذ أكثر من عامين، ومع ذلك اسألوا أنفسكم:
هل استسلموا؟
هل رفعوا الراية البيضاء؟
هل خارت عزائمهم؟
أم أنهم ازدادوا إصرارًا وصبرًا وثباتًا؟
واسألوا أيضًا:
أيُّ صحابيةٍ واجهت ما تواجهه أمهات غزة اليوم؟
أيُّ أمٍّ من جيل الصحابة جمعت أشلاء أولادها في كيس بلاستيكي، ثم وقفت أمام الناس تقول: "الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون"، وتدفن أبناءها صابرة محتسبة؟
إن هذا ليس تقليلًا من شأن الصحابة أبدًا فحاشا لله بل هو دليل على أن مدرسة الإيمان ما تزال تخرّج من يشبههم في الصبر والتجرد والبذل.
نحن لا نرفع أحدًا فوق مقام الصحابة، ولا نزعم أن الجيل الحاضر بلغ رتبهم؛ لكننا نقول إن دين الإسلام، في عزته وثباته، سيظلّ قادرًا على إنبات رجالٍ ونساءٍ من طرازٍ سامٍ، يليق بوعد الله لهم "بالجنة".
فالله الذي أنشأ جيل الصحابة، قادرٌ على أن ينشئ أمثالهم، جيلاً بعد جيل، ما دامت هذه الأمة تتلو كتاب ربها وتتبع سنة نبيها.
وسيظل في الأرض إلى أن تقوم الساعة من يثبت عند البلاء، ويصدق في العهد، ويقدم النفس والمال، ويجدد مع الله تجارة الجنة التي لا تبور.
والسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن الكماليين المتشددين هم الأكثر قدرة على إثارة الفوضى في مشروع "تركيا بلا إرهاب"، رغم القواسم المشتركة بينهم وبين PKK ودعم الغرب لكليهما. ويشير إلى أن صراعهم اليوم يتركز حول الرموز والسلطة ونمط الحياة أكثر من أي خلاف أيديولوجي حقيقي.
يكشف الأستاذ حسن ساباز عن خطة ترامب التي تفرض وصاية دولية على غزة وتشرعن الاحتلال، بينما يوضح رانجان سليمان أن غزة ليست مجرد وحدة إدارية، بل قلب نابض للشعب الفلسطيني وتاريخ حي للتهجير والمقاومة، ما يجعل أي نموذج غربي لإدارتها محكومًا عليه بالفشل.
يبين الأستاذ حسن ساباز أن الخطاب التركي تجاه الكمالية شهد هذا العام تحولاً واضحًا؛ إذ تقلّص النقد واتسعت دائرة المبرّرين والمدافعين عنها، حتى من بين من كانوا ينتقدونها سابقًا، ويؤكد أن الجدل حول ماهية الكمالية ما يزال غامضًا ومتضاربًا، بين من يعتبرها مشروعًا تحديثيًا ومن يصفها بدين سياسي لا يزال تأثيره حاضرًا بقوة.