الأستاذ محمد كوكطاش: الكمالية دين من دون إله
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الكمالية تحوّلت من فكر سياسي إلى دين بديل يسعى لإزاحة الإسلام، مفروض على المجتمع والدولة منذ تأسيس الجمهورية، ويؤكد أن عداء الكمالية للإسلام ما زال قائمًا رغم تغيّر الأزمنة، وأن وعي المسلمين ضروري لمواجهة هذا الاحتقان المتجدد.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
منذ تأسيس الجمهورية التركية، لم تكن الكمالية مجرد مشروع سياسي أو رؤية فكرية محدودة، بل تحوّلت، إلى عقيدة متكاملة، تُمارس وتُفرض كما يُمارس الدين.
فالكمالية، دين بحدّ ذاته، صاغها مؤسسوها كمنظومة فكرية مغلقة، وفرضوها على الشعب التركي كمرجعية لا تقبل النقاش أو المراجعة.
فالدين، في جوهره، منظومة لها عقائد محددة، وخطوط حمراء لا يجوز تجاوزها، وأسلوب حياة متكامل يوجّه السلوك والتفكير.
والكمالية بحسب هذا التوصيف تملك جميع هذه الخصائص: إيمان بمبادئها، محرمات فكرية لا تُمس، ونمط حياة خاص تسعى إلى تعميمه في المجتمع.
إلا أن السمة الأبرز في "دين الكمالية" تكمن في أنه أُنشئ ليكون بديلاً عن الإسلام، لا مكمّلاً له، فمنذ اللحظة التي فُرضت فيها الكمالية على الدولة والمجتمع، كان صراعها الأساسي مع الإسلام وقيمه، لا مع أي فكرٍ آخر. وخلال قرنٍ كامل، كانت الأعياد والمناسبات الرسمية تُقدَّم باعتبارها انتصارًا على الماضي الإسلامي، في رمزيةٍ واضحة تشير إلى طبيعة العداء الذي رافق المشروع الكمالي منذ بدايته.
في العقود الماضية، كانت الدبابات والمدافع في العروض العسكرية تُوجَّه نحو الجمهور المسلم، في مشهدٍ يُظهر رسالة الدولة إلى مجتمعها: أن الخصم ليس عدوًا خارجيًا، بل هو الإسلام ذاته، ورغم أن الكماليين فقدوا اليوم كثيرًا من قوتهم، فإن الكمالية لا تزال تُعامل كالدين الرسمي للدولة، حيث يستمر كثير من المسؤولين في أداء أيمان الولاء لها عند تسلّمهم المناصب، وكأنها شعيرة من شعائر الانتماء السياسي.
أما الكماليون المتشددون، فعلى الرغم من تراجع حضورهم في الحكم، ما زالوا يتحينون الفرص لإظهار عدائهم القديم، ويحنّون إلى زمن السيطرة المطلقة، متحسرين على الأيام التي كان فيها "دين الكمالية" هو الصوت الأوحد في الفضاء العام.
ورغم تغير الزمن، فإن العداء للإسلام لم يتغير، بل يأخذ أشكالاً مختلفة من مرحلة إلى أخرى. ففي بعض الفترات، تتحول الكراهية إلى نوبات عدوان هستيري، يظهر فيها التطرف الكمالي بأوضح صوره، حيث تُسجَّل اعتداءات متكررة على محجبات في وسائل النقل أو الأماكن العامة، في مؤشر على عمق الأزمة الفكرية التي ما زالت تعتمل في بعض الأوساط.
واللافت أن الكمالية، رغم عدائها الشرس للإسلام، لم تُظهر العداء نفسه تجاه أي دينٍ أو فكرٍ أو تيار منحرف؛ بل إن كثيرًا من هذه التيارات وجدت في ظل الكمالية حاضنةً آمنة ومتنفسًا حرًا، ما دام الصراع موجهًا ضد الإسلام وحده.
إنّ مشكلة الكمالية ليست في مبادئها المعلنة عن التقدم والعقلانية، بل في تحوّلها عبر الزمن إلى أيديولوجيا مغلقة تُقدّس ذاتها، وتضع نفسها في موقع الدين البديل، محاولةً أن تملأ الفراغ الروحي والاجتماعي الذي خلّفته معركتها الطويلة مع الإسلام.
ولذلك، فإنّ وعي المسلمين في تركيا اليوم، وحذرهم من موجات الكراهية المتكررة، يبقى ضرورةً ملحّة في مواجهة مرحلةٍ جديدة من الاحتقان الأيديولوجي الذي لم يُطفأ بعد رغم مرور قرنٍ على ولادة الجمهورية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الأستاذ أحمد يلدريم من تأثير السرعة واللذة على حياتنا وأرواحنا، مشيرًا إلى أن التسرع والاستهلاك السطحي يحرمنا التفكير والشعور الحقيقي، ويؤكد أن السبيل للسلام الداخلي والسعادة الحقيقية هو إبطاء الحياة، والتحلي بالاعتدال، والتمتع بالوقت مع الأسرة بعيدًا عن الشاشات.
ينتقد الأستاذ محمد علي كونول ازدواجية الدولة التركية في القمار، حيث تحظره رسميًا لكنها ترعاه تحت مسميات وطنية، محذرًا من تفشي الإدمان الرقمي والواقعي على حد سواء، ومؤكدًا أن التوبة الفردية والمؤسساتية هي السبيل الوحيد لاقتلاع هذه العادة الضارة.
يشدد الأستاذ محمد أيدن على أهمية التربية الإسلامية للأبناء عبر الصلاة والستر وغرس قيم الطاعة لله، لحمايتهم من الانحراف والأيديولوجيات الباطلة، ويشدد على أن تعليم الأطفال الحجاب والصلاة يعزز مقاومتهم للفساد، ويجعلهم حاملين للرسالة الدينية بهوية ثابتة وقيم راسخة.