يعد الوجود العربي في تركيا أكبر من كونه هجرة بشرية فحسب، فقد أدت تلك الحركة لتبادل ثقافي وحوار وتثاقف أثمر بيئة خصبة في مجال النشر والأدب والترجمة والتواصل الأكاديمي والمعرفي، حيث تنفتح النوافذ المعرفيّة بالأسئلة، تلك التي تطل على فضاءات واسعة من الإجابات من أجل عالم ثقافي قادر على البناء الإنساني.
أكد الدكتور "مهدي الجميلي" هوو أكاديمي عراقي، ويعمل في مجال الكتاب العربي وتحقيق التراث منذ عام 1995، له العديد من الكتب التي ساهم في تحقيقها أن ألوجود العربي في تركيا أثمر نتاجاً معرفياً وتبادلا ثقافياً.
وأصأف أن الوجود العربي في تركيا لا يمثله العدد البشري فقط، فلو نظرنا إلى الحركة الثقافية وحركة النشر لوجدنا أننا أمام حالة يندر أن نجد لها شبيهًا، فرغم الظروف الصعبة التي تمر بها الجالية العربية بتركيا فإنها استطاعت أن تؤسس حضورًا ثقافيًّا بارزًا.
وأشار إلى أن تركيا أصبحت مقرًّا ومنطلقًا للكتاب العربي طباعة ونشرا وتوزيعا، حيث تجاوز عدد ناشري الكتاب العربي 100 ناشر وموزع، (تمثلهم الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا ويجتمعون في ظلها)، فضلًا عن عدد كبير من الناشرين والموزعين الأتراك، مما يسّر انتشار الإنتاج الثقافي والمعرفي للعلماء والمثقفين والأدباء العرب المقيمين في تركيا وخارجها.
وتابع: "ثم صارت الحاجة ملحة لترجمة هذا الإنتاج الغزير إلى التركية وغيرها، وكذا الحال بالنسبة إلى ترجمة الكتاب الأجنبي إلى العربية".
ووذكر أنه الكتاب العربي صار ينطلق من تركيا إلى العالم، كما يوزع الكتاب العربي والمترجم إلى العربية من تركيا إلى كل دول العالم، عبر المعارض الدولية وغيرها بفضل موقع تركيا الجغرافي وسهولة وانخفاض تكاليف الشحن منها إلى العالم.
وتحدث عن معرض الكتاب العربي في إسطنبول وعدد الزائرين إليه فقال: "في الدورات الثلاث الأولى كانت الأعداد تقريبية وكان المعرض يقام مع معرض الكتاب التركي لذلك لم نستطع حصرها بشكل دقيق، ففي الدورة الأولى كان العدد بضعة آلاف، وفي الثانية قرابة 20 ألفا، وفي الثالثة كان قرابة 25 ألف زائر".
وأضاف: "أما في الدورة الرابعة فقد أقيم المعرض بشكل مستقل ووصل عدد الزوار إلى 64 ألفا و375، وفي المعرض الخامس بلغ عدد الزوار 97 ألفا و101، وفي المعرض السادس كان العدد 108 آلاف و201، وفي المعرض السابع كان عدد الزوار 179 ألفا و163، وفي المعرض الثامن 105 آلاف و331، وفي المعرض التاسع كان عدد الزوار 130 ألفا و"470.
وقال متحدثاً عن التحديات التي تواجه الجالية العربية: "إن الجالية العربية التي استقرت في تركيا استقرت في عالم مختلف عن البيئات السابقة ثقافة ولغة ونظمًا اجتماعية واقتصادية وسياسية، لذلك فإن المحافظة على الثقافة والدين كانت من أهم التحديات التي واجهتها هذه الجالية، وبطبيعة الحال فإن مهنة النشر على تماسّ مع هذه النقطة، لذلك كان التركيز على رفد ودعم والمشاركة بكل قوة في نشر الثقافة العربية والإسلامية، وخلق بيئة للفعاليات المساهمة في ذلك".
وأضاف: "هذه المهمة تتطلب وعيًا ومعرفة عاليين لدى الناشر العربي، ومستوى مناسبًا لمواكبة هذه التحديات، وهو ما كان له نصيب من البرامج والجهود التي قمنا بها على مستوى العمل في الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي أو معرض إسطنبول".
وأعقب حد يثه بالإشارة إلى أن العدو الصهيوني يستهدف كل ما هو حي في هذه الأمة، ولا شك أن الثقافة والمعرفة من أهم الأسلحة التي يجب أن يتحلى بها كل شعب يسعى للتحرير، فالثقافة والمعرفة والعلوم هي التي تصنع في الإنسان العزم الشديد في كفاحه ضد عدوه، كما أنها تصنع الأسلحة الفتاكة اللازمة لقتال العدو، وهي التي صنعت الطوفان وستصنع بإذن الله طوفانا بعد آخر حتى يزول آخر صهيوني عن تراب فلسطين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي، "محمد نوري أرسوي"، عن نجاح اختتام مؤتمر العصر الحجري الأول في شانلي أورفا، الذي شهد مشاركة واسعة من العلماء من مختلف أنحاء العالم.
كانت ولا تزال مدينة القدس المقدسة، التي تعد رمزاً للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، عبر تاريخها العريق مسرحاً دائماً للصراع بين الحق والباطل، واعتُبر أسر القدس تجسيداً لأسر الأمة الإسلامية، بينما تحررها يعد رمزاً لتحرر الأمة بأكملها.
يذكر التاريخ ويكتب في صفحاته عن العريف "حسن إغديرلي" والذي بقي ملازماً للمسجد للأقصى حتى وفاته عام 1982م؛ بأنه آخر حارس عثماني للمسجد الأقصى.