الأكاديمي المصري وصفي عاشور أبو زيد: غزة تجاوزت حدود الألم وصمت العالم شراكة في الجريمة

أكد أستاذ الفقه الإسلامي وصفي عاشور أبو زيد أن العدوان المستمر على غزة حوّل القطاع إلى مقبرة جماعية للصمت العالمي، مشيراً إلى أن المعاناة وصلت لحد لا يطاق، وأن صمت القوى الدولية يمثل تواطؤاً أخلاقياً مع القتلة.
قال أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة ماردين التركية، الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، إن ما تتعرض له غزة منذ أكثر من عشرين شهراً من عدوان متواصل وحصار وتجويع وتهجير قسري وقتل ممنهج، تجاوز كل حدود الاحتمال الإنساني، مشيراً إلى أن "هذا الصمت المطبق من العالم لم يعد مجرد موقف سلبي، بل تحوّل إلى شراكة في الجريمة".
وفي تصريحات له حول المأساة المتواصلة في القطاع، قال أبو زيد: "غزة تعيش أقسى فصول الألم، فالقصف لم يترك مخيماً ولا مشفى ولا مدرسة ولا طابور خبز، أطفال يُضربون في الطوابير، وأمهات يُخرجن من تحت الأنقاض، والضحايا يُعدّون بالآلاف، والعالم لا يزال يلوك كلمات جوفاء من قبيل: القلق، التهدئة، ضبط النفس".
وأوضح أن قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهراً يعيش تحت نيران الحصار الإسرائيلي، وسط نقص فادح في الغذاء والدواء والماء، حيث أن أكثر من نصف السكان يواجهون المجاعة الحادة.
وأضاف: "أعلنت الأمم المتحدة أن غزة هي أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض، في ظل تدمير أكثر من 80% من الأراضي الزراعية والآبار، وانخفاض كمية المياه النظيفة المتوفرة إلى أقل من لتر للفرد يومياً".
وأشار إلى أن "ما يزيد من فداحة الكارثة هو استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية"، مبيناً أن منظمة الصحة العالمية وثقت مقتل أكثر من 1060 من العاملين في المجال الصحي منذ بدء العدوان، بالإضافة إلى قصف مباشر للمستشفيات ومراكز الإيواء.
كما شدد على أن عام 2024 كان العام الأكثر دموية للصحفيين، حيث قُتل 124 صحفياً، 85 منهم في غزة، معظمهم استهدفوا بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو زيد إن غزة لم تعد تعرف معنى "الأمن"، فالمنازل تُقصف دفعة واحدة، والأحياء تُباد بشكل كامل، والنوم بات مغامرة قاتلة، إذ يذهب الإنسان إلى فراشه غير واثق من أن يستيقظ مرة أخرى.
وانتقد ما وصفه بـ"التواطؤ الأخلاقي" للدول الكبرى، قائلاً: "كل المواثيق والعهود الدولية تُنتهك في غزة، من اتفاقيات جنيف إلى مواثيق حقوق الإنسان، ومع ذلك لا نسمع إلا تكرار العبارات الممجوجة، فهذه العبارات باتت غطاءً للجرائم، وشاهداً على نفاق دولي لا يُطاق".
وفي ختام تصريحه، أطلق أبو زيد نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "غزة تخطّت كل عتبات الألم، وكل لحظة إضافية في هذا العدوان هي وصمة عار في جبين البشرية، وآن الأوان لوقف فوري وشامل للعدوان، وإنهاء الحصار الظالم، وتوفير المساعدات الإنسانية بشكل دائم، ووضع خطة إعادة إعمار حقيقية ملزمة للمجتمع الدولي".
واختتم بالقول: "غزة اليوم هي مرآة ضمير العالم، وكل من ينظر إليها عليه أن يسأل نفسه: إلى أي قيمة أخلاقية أنتمي؟ لأن الأطفال الذين يُقتلون هناك لا يُدفنون وحدهم، بل يُدفن معهم جزء من ضمير هذا العالم. والتاريخ لن ينسى، لا الظالم ولا الساكت. والعدالة، ولو بعد حين، ستقول كلمتها". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد مساعد مفتي ولاية ماردين التركية، موسى تشيفتشي، أن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى ومسجد إبراهيم عليه السلام يكشف عن نية صهيونية لاحتلال كامل للمقدسات الإسلامية، داعياً المسلمين للوحدة واليقظة، معتبرا أن صمود غزة أظهر للعالم الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، وأثبت أن دولة الاحتلال ليست قوة لا تُقهر.
أكد الأكاديمي "أحمد جيلان" أن الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني المحتل ضد إيران تقف خلفها خطة عالمية لنشر الفوضى وعدم الاستقرار. وأشار جيلان إلى أن القوى العالمية التي تسعى لمنع وحدة الجغرافيا الإسلامية تستخدم الكيان الصهيوني كأداة لتنفيذ مخططاتها، محذرًا بالقول: "ما لم تنتهِ حالة التشرذم الذهني، فإن جميع الدول الإسلامية ستُستهدف واحدة تلو الأخرى".
وجّه المربّي النيجيري "سليمان عثمان إدريس"، الذي شارك في ورشة عمل "D-8"، انتقادات حادّة لصمت الدول الإسلامية تجاه الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، مؤكدًا أن "الاكتفاء بالإدانة لا يُغيّر شيئًا؛ علينا أن نتحرّك".