ألقى الداعية يوسف توتك كلمة مؤثرة خلال فعالية المولد النبوي التي نظمها وقف محبي النبي ﷺ في منتزه المركز بأضنة، تناول فيها نماذج من مقاومة النبي محمد ﷺ للظلم حتى قبل بعثته، وأكد على أهمية العدل والمقاومة في كل زمان.

ضمن فعاليات المولد النبوي الشريف التي نظمها وقف محبي النبي ﷺ في منتزه المركز بمدينة أضنة، ألقى الداعية "يوسف توتك" كلمة محورية تناول خلالها شعار هذه السنة: "قائد المقاومة النبي محمد ﷺ".

استعرض توتك في كلمته أمثلة عملية من حياة النبي محمد ﷺ في مقاومة الظلم حتى قبل أن يُبعث بالرسالة، مبينًا أن العدل والمقاومة جذور أصيلة في شخصيته العطرة.

وسرد توتك قصة شهيرة من عام 591 ميلادي، حين قدم تاجر يمني إلى مكة، فتعرضت ابنته للظلم على يد أحد المتنفذين. وأوضح أن النبي محمد ﷺ وهو في سن العشرين، رغم أنه لم يكن قد بُعث بعد، انضم إلى شباب مكة الشجعان للدفاع عن المظلوم، وأعادوا الفتاة إلى أبيها، قائلين شعارًا خالدًا:
"إذا كان الظلم منا، فنحن لسنا منا."

واستطرد توتك قائلاً:
"رسول الله ﷺ كان رمزًا للعدالة والمقاومة قبل وبعد البعثة، ولم يكن يرضى بالسكوت على الظلم، وهذا درس عظيم لنا اليوم."

وانتقل "توتك" للحديث عن الواقع المعاصر، مسلطًا الضوء على المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي غزة، منتقدًا الصمت العالمي، وخاصة مواقف بعض القادة مثل رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأكد توتك قائلاً:
"السكوت أمام الظلم مشاركة في الجريمة. من لا ينكر هذا الظلم بكلمة أو فعل فهو شريك فيه."

وأشار توتك إلى مواقف عظيمة من التاريخ الإسلامي، مستعرضًا حادثة تدخل الخليفة العباسي المعتصم بالله عندما صرخت امرأة مسلمة في بلاد الروم طالبة النجدة، فقام المعتصم بإرسال جيش عظيم لنصرتها.

وأضاف:
"هذا نموذج حي لما يعنيه الدفاع عن المظلومين، ويجب علينا أن نستلهمه اليوم في دفاعنا عن غزة."

وفي ختام كلمته، شدد توتك على أهمية مقاطعة البضائع الصهيونية كوسيلة فعالة لدعم القضية الفلسطينية، موجّهًا نداءً حماسيًا للحضور قائلاً:
"في غزة، يحمل الأب أشلاء أطفاله في أكياس... بينما أنتم تضعون بضائع الاحتلال في أكياسكم، أين الضمير؟ كيف يرضى المسلم بذلك؟"

وقد لاقت كلمة توتك تفاعلًا واسعًا من الحاضرين، الذين تأثروا كثيرًا بربط السيرة النبوية بالواقع المعاصر، وخرجوا برسائل واضحة حول ضرورة مقاومة الظلم والوقوف إلى جانب المظلومين بكل الوسائل المتاحة. (İLKHA)