حذّر المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها من تفاقم وباء الكوليرا في السودان نتيجة استمرار الصراعات المسلحة، معلناً تسجيل نحو ألفي حالة وفاة وأكثر من 71 ألف إصابة منذ بداية عام 2025، لتصبح السودان البلد الإفريقي الأكثر تضرراً من الوباء هذا العام.

أفاد المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) بأن الصراع المستمر في السودان أدى إلى تفاقم انتشار وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، ما تسبب في وفاة ما يقرب من ألفي شخص منذ مطلع عام 2025.

وأوضح ممثل المركز، يابي بوم (Yap Boum)، أن السودان سجّل منذ بداية العام 71,373 حالة إصابة بالكوليرا و1,996 حالة وفاة، وهي أعلى حصيلة وفيات في القارة الإفريقية جراء هذا الوباء خلال العام الجاري.

وأشار بوم إلى أن الصراع المسلح تسبب في انهيار أنظمة المياه، ونزوح أعداد كبيرة من السكان، وصعوبة وصول المساعدات الطبية، مما فاقم من انتشار المرض وأعاق جهود مكافحته، خصوصاً في مناطق دارفور، شمال كردفان، النيل الأبيض، والعاصمة الخرطوم.

وأكد المركز أن جميع ولايات السودان الثماني عشرة متأثرة بالوباء بدرجات متفاوتة، بينما تواجه السلطات الصحية تحديات كبرى في احتواء المرض بسبب ضعف المراقبة الوبائية ونقص الإمكانيات الطبية.

وأضاف بوم أن السلطات الصحية تنفذ حالياً حملات تطعيم فموية ضد الكوليرا في الخرطوم والمناطق ذات المعدلات المرتفعة للإصابة، في محاولة للحد من انتشار العدوى.

وفي سياق متصل، حذر المركز الإفريقي من تسارع انتشار الكوليرا في أنغولا وبوروندي، مشيراً إلى ارتفاع كبير في الإصابات خلال الأسابيع الخمس الأخيرة، ما ينذر بموجة جديدة من الوباء في المنطقة.

وبحسب بيانات الاتحاد الإفريقي، تم تسجيل أكثر من 300 ألف إصابة و6,927 حالة وفاة في 23 دولة إفريقية منذ بداية العام، ما يجعل الكوليرا واحدة من أخطر الأوبئة التي تواجه القارة في السنوات الأخيرة.

وتُعد الكوليرا عدوى معوية حادة تنتقل عبر تناول طعام أو مياه ملوثة، وتسبب إسهالاً مائياً حاداً وجفافاً شديداً قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج السريع. ويُعزى تفشي المرض المتكرر في إفريقيا إلى نقص المياه النظيفة وضعف البنية التحتية الصحية. (İLKHA)