عن الانفصال الواقع بين السياسة الإسلامية ومتصدري المشهد السياسي ‥
كتب الدكتور "عبد القادر توران" عن أن الأصل في السياسة الإسلامية أن تكون مرتبطة بالقضايا الإسلامية لا مجرد مظاهر شكلية، لن المشهد السياسي الحالي يتصدره من لا يهتم أو من يعادي هذه القضايا:
تواجه السياسة الإسلامية مشكلتين. أولى هذه المشكلات هي أن السياسة الإسلامية تعرضت لاستيلاء من قبل المحافظين. والمشكلة الثانية هي أن السياسة الإسلامية تحولت إلى سباق للتدين.
المشكلة الأولى تجعل السياسة الإسلامية تفقد لونها، والمشكلة الثانية تجعلها تفقد خطابها. وأثناء تأسيس جريدة الحرية، قال سداد سَماوى للمرحوم نجيب فاضل قيصهكورك: "سوف ترى، سأعدم الفكر!".
وغالباً ولدت المحافظة السياسية في تركيا وكان فكرها في حالة إعدام على يد سليمان دمير أل. لكن المحافظة السياسية اليوم لم تعد حتى عند هذه النقطة. لقد ظهر نمط جديد من التغريب في تركيا تحت ستار المحافظة.
ولا أقصد هؤلاء الذين يميلون إلى الدفاع عن التحولات "العصرية" الأخيرة التي شهدها الغرب، حتى في الخصائص الأساسية مثل قانون العائلة. إنهم ليسوا محافظين أو ما شابه، بل هم غربيون يتبعون ويقلدون التسلسل الزمني للتغريب، يُدعون "مجددين"، لكنهم في جوهر الأمر متخلفين. لقد تم محوهم من السياسة الإسلامية، وهم محكومون بالمحو.
بل أقصد، إسباغ وصف المحافظة على الأسلوب السياسي الذي يغزو مكان التيار الرئيسي في السياسة الإسلامية. وتواجه السياسة الإسلامية أيضاً المشكلة الثانية المرتبطة بذلك. فالتدين المنفصل عن القضية الإسلامية، وينافسها بالجسارة التي يستمدها من المحافظة، يتولى زورا دورا كبيرا في السياسة الإسلامية، ويجمع الأصوات من الشرائح الدينية.
وهاتان المشكلتان كل واحدة منهما تغذي الأخرى. لأنه عندما تتحول السياسة الإسلامية إلى سباق تدين، يستطيع المحافظون أو من يبدو محافظاً أن يقيموا عرشهم في مركز الأحزاب التي تدعي السياسة الإسلامية. وأكثر من ذلك، يمكن للأحزاب العلمانية الأكثر تطرفاً، أن تجد فتاةً ترتدي حجاباً وترشحها مرشحة لها. قد يكون شعارهم إسلامي لكن موقفهم مناهض للإسلام ‥ أي، يمكن لرجل حاقد على المجتمع الإسلامي، أن يقوم عن حزب علماني باصطياد الناخبين ، تحت ستار التدين، حتى لو كان بالصلاة والدعاء. أيضاً، من لا علاقة له بصلاة أو دعاء، قد يتظاهر أثناء العملية الانتخابية بأنه شخص متدين ويرتدي القلانس والنعال.
وما يمنح هذه الأنواع من المجال للتحرك هو أن السياسة الإسلامية بانفصالها عن القضية الإسلامية فقدت لونها وخطابها.
إذ أن السياسة الإسلامية هي المعادل السياسي للقضية الإسلامية والنضال التحرري الإسلامي اللذين يتقدمان منذ أكثر من قرنين.
السياسة الإسلامية هي حركة إحياء واتحاد. وقائد حركة الإحياء والاتحاد هذه في العالم الحديث هو الشيخ خالد النقشبندي ذو الجناحين.
لقد حارب الشيخ خالد الفهم غير الإسلامي للقدر، الذي يتمحور حول الجبرية، وجعلنا ندرك أن ما يحدث لنا هو من كسبنا، وأننا مكلفون بتغييره. وفي هذا الاتجاه أحيا وحدة العلم-الذكر-الزهد-التنظيم. وهكذا وضع أساس المقاومة المنظمة داخل المجتمع. وأضاء نور مقاومة تحيي الداخل وتقاوم الاستيلاءات الخارجية.
وبعد قرن من الزمان، بينما كان الإمام حسن البنا ينظم في مصر هذه المقاومة كمجتمع ، كان الأستاذ بديع الزمان يؤكد في تركيا على الإيمان. وفي پاكستان أكد المودودي على "العقيدة". وفي مصر أيضاً، شارك سيدُ قطب المودوديَ في تأكيده على "العقيدة" وكشف أيضاً أن "العدالة الاجتماعية" كانت في جوهر السياسة الإسلامية. وهكذا أضافوا بعداً مختلفاً إلى الخطاب التقليدي عن العدالة الذي في أساس السياسة.
وبينما استقرت السياسة الإسلامية على أساس مناهض للرأسمالية بتأكيد سيد قطب، أعلن محمد زاهد قوتقى في تركيا عن أهمية "التنمية".
وبإعلان قوتقى وصلت السياسة الإسلامية إلى حد من الكمال، وبلغت سبعة مبادئ:
1. العلم
2. الإيمان
3. العقيدة
4. الذكر (العبادة والعمل الصالح)
5. الزهد
6. العدالة الاجتماعية
7. التنمية
فبقدر أهمية وحدة العلم-الإيمان-العقيدة-الذكر في الإسلام، فإن وحدة الزهد-العدالة الاجتماعية-التنمية لها نفس القدر من الأهمية في السياسة الإسلامية.
ربما يمكن للآخرين أيضاً أن يتبنوا التنمية. لكن السياسة التي لا تجمع بين الزهد والعدالة الاجتماعية ليست سياسة إسلامية.
أهذا كل شيء؟ لا! فمنذ اليوم الأول، تم تشكيل السياسة الإسلامية من خلال ضمان وحدة المسلمين في الداخل ومحاربة الإمپريالية في الخارج. والسياسة الإسلامية هي شكل من أشكال التنظيم في هذا الاتجاه. السياسة الإسلامية هي اجتماع إسلامي مناهض للفاشية والرأسمالية والإمپريالية.
فالسياسة التي لديها خطاب ضد وحدة المسلمين أو موقف مؤيد للإمپريالية لا يمكن أن تكون إسلامية.
ولذلك فإن السياسة العنصرية، التي تفرض مذهبها على المسلمين الآخرين، أو تكفر أهل القبلة ولا تستطيع أن تقول "تسقط أمريكا!" ليست سياسة إسلامية.
ومن المؤسف، أن كما تم استبعاد التركيز على العدالة الاجتماعية من السياسة الإسلامية اليوم، فهناك محاولات لاستبعاد خطاب الوحدة والخطاب المناهض للإمپريالية.
وهذا أيضاً، مثلما يمهد السبيل للمحافظين الذين في الهامش والمتدينين غير الواعيين أو المتنكرين بمظهر المتدينين، إلى تضييق نطاق السياسة الإسلامية، فهو يوفر أساساً سياسياً لليسار، الذي يبدو أنه ضد التباهي والظلم الاجتماعي في خطابه.
ولو سارت السياسة الإسلامية على مبادئها فلن تنجح الشعارات الشيوعية ولن ينخدع الناس بمن يستغل الدين!
‥(İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد "حنفي سنان"، رئيس رابطة طلاب الجسر المعلق الدوليين، أن نبينا محمد ﷺ هو خير مثال للإنسانية جمعاء، وقال: "إن نبينا حكم حتى على ألد أعدائه بالعدل".
قال الباحث والكاتب المصري د. "طارق زومر" في مقالٍ له عن انتقام إيران من كيان الاحتلال: "لو أطلق جميع القادة العرب، عشرة فقط من تلك الصواريخ العادية التي أطلقها العراق ولبنان وغزة وإيران، لعاد الصهاينة إلى البلدان التي أتوا منها من قبل، نهاية هذا العام!".
أكد الملا "محمد مسعود آسر" أن المقاطعة هي إحدى العقوبات الاقتصادية، التي يمكن اتخاذها ضد كيان الاحتلال، وقال: "إن المسلم قد يكون آثما إذا اشترى منتجات الكفر عن علم".
عن موقع حزب الهدى في أجواء الانتخابات الحالية ‥