لفت الكاتب الأستاذ إسلام الغمري خلال مقالة له الانتباه إلى الأخلاق الإسلامية التي انتهجتها المقاومة في غزة خلال معركة طوفان الأقصى المباركة.
شارك نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية إسلام الغمري مقالة مع وكالة إلكا للأنباء حول الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية في غزة، وخصوصاً من الجانب الأخلاقي، والذي تجلى من خلال تعاملها مع أسرى الاحتلال الصهيوني.
ولفت الكاتب الأستاذ إسلام الغمري خلال مقالته الانتباه إلى الأخلاق الإسلامية التي انتهجتها المقاومة مع الأسرى، قائلاً: "مشهد تسليم حماس للأسيرات الإسرائيليات هو رسالة أخلاقية، سياسية، وإنسانية، إنها تقول للعالم إننا أصحاب قضية عادلة، ونتعامل مع عدونا بما لا يعامل به أسرانا وأطفالنا ونساؤنا، إنها تؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي مشروع تحرري يمتد ليشمل أبعادًا إنسانية وأخلاقية عميقة".
وكان النص الكامل لمقالة الأستاذ إسلام الغمري كما يلي:
" رسائل المقاومة من معركة الأخلاق إلى معركة التحرير
شهد العالم خلال الأيام الأخيرة مشاهد تسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لعدد من الأسيرات الإسرائيليات اللواتي كنّ محتجزات لديها منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”. هذه المشاهد أثارت اهتمامًا واسعًا وطرحت تساؤلات عديدة حول الرسائل التي أرادت حماس إيصالها من خلال هذا التصرف الذي بدا مناقضًا تمامًا لسياسات الاحتلال في تعامله مع الأسرى الفلسطينيين.
رسائل حماس الإنسانية والأخلاقية:
1-الالتزام بأخلاقيات الحرب:
أظهرت حماس، من خلال معاملتها للأسيرات، تمسكها بأخلاقيات الحرب المستمدة من القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية. فرغم شراسة المعركة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم يومية، رفضت المقاومة الانحدار إلى مستوى الاحتلال الذي يمارس أبشع الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
2- الصورة النقيضة لسياسات الاحتلال:
في الوقت الذي تُظهر فيه إسرائيل الوجه القمعي والاستبدادي من خلال اعتقال النساء الفلسطينيات وإساءة معاملتهن، قدمت حماس صورة ناصعة في التعامل مع الأسيرات، لتكشف التناقض الصارخ بين سلوك المقاومة وسلوك الاحتلال، وتضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية.
3- إثبات القوة والسيطرة:
إن إطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات جاء في إطار رسالة قوة، مفادها أن المقاومة تتحكم في زمام الأمور على الأرض. فهي من تُحدد شروط اللعبة وتوجه رسائلها في الوقت والطريقة التي تراها مناسبة، دون أن تُجبرها أي ضغوط دولية أو ميدانية.
4- تعزيز الدعم الشعبي والعالمي:
حرص المقاومة على إبراز المعاملة الكريمة للأسيرات يعكس ذكاءً سياسيًا وإعلاميًا، حيث يهدف إلى كسب تعاطف الشعوب الحرة في العالم، التي تتابع تفاصيل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
رسائل الصمود والتحدي
1-إظهار التماسك الداخلي:
تصرف المقاومة بهذا الشكل يعكس حالة الانضباط والالتزام بقواعدها الداخلية، مما يعزز ثقة الجمهور الفلسطيني بها كقيادة واعية تمثل قيمهم وهويتهم الوطنية والإسلامية.
2-الحفاظ على مشروعية المقاومة:
حرص حماس على إظهار هذا الجانب الإنساني يُعيد تأكيد مشروعيتها أمام العالم كحركة مقاومة، لا كجهة تنتهك حقوق الإنسان، كما يسعى الإعلام الإسرائيلي إلى تصويرها.
3-تعزيز الإحراج الدولي لإسرائيل:
بينما تُظهر إسرائيل نفسها كدولة "ديمقراطية"، إلا أنها تواجه انتقادات واسعة بسبب ممارساتها الوحشية بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، هذا التصرف الإنساني من قبل حماس يزيد من تعقيد موقف الاحتلال أمام المجتمع الدولي.
أبعاد الرسائل وأثرها المستقبلي
التعامل مع الأسيرات الإسرائيليات ليس مجرد حدث عرضي، بل هو جزء من معركة طويلة تخوضها المقاومة الفلسطينية على أكثر من جبهة:
• معركة الصورة والمصداقية: تهدف إلى إعادة تشكيل الرأي العام العالمي حول طبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
• معركة المبادئ والقيم: تكرّس فيها المقاومة تفوقها الأخلاقي، رغم وحشية الاحتلال وممارساته اليومية.
• معركة التحرير الطويلة: حيث تؤكد المقاومة أنها قادرة على الجمع بين القوة العسكرية والالتزام الأخلاقي.
خاتمة
مشهد تسليم حماس للأسيرات الإسرائيليات هو رسالة أخلاقية، سياسية، وإنسانية، إنها تقول للعالم إننا أصحاب قضية عادلة، ونتعامل مع عدونا بما لا يعامل به أسرانا وأطفالنا ونساؤنا، إنها تؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي مشروع تحرري يمتد ليشمل أبعادًا إنسانية وأخلاقية عميقة.
في معركة التحرير، تظل القيم والمبادئ سلاحًا لا يقل أهمية عن البندقية، وحماس بهذا التصرف تكتب فصولًا جديدة من الصمود والمقاومة التي يتجذر فيها الحق الفلسطيني.
إسلام الغمري". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن احتفالات غزة بوقف إطلاق النار رغم الدمار تُظهر هزيمة الاحتلال الصهيوني، حيث اضطرت للتفاوض مع حماس، مشيرًا إلى أن سقوط حكومة نتنياهو قادم مع تصاعد الضغوط الدولية، كما يعبر عن أمله بزوال الظلم وبدء عهدٍ جديد من الفرح للمسلمين.
أكد أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة الإسلامية د. وصفي عاشور أبو زيد في مقال له خصص به وكالة إيلكا للأ نباء أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعد انتصارا حاسما للمقاومة ولغزة بأكملها.
قال الكاتب الصحفي د. توران في تصريحاته لمراسل وكالة إلكا للأنباء حول التطورات الأخيرة في غزة: "تاريخ البشرية تغير، وسيُعرف العالم بما قبل غزة وما بعدها".