دعا الأستاذ إسلام الغمري الشعب السوري للمحافظة على مكتسبات ثورته، محملاً الأمانة اليوم في أعناقك الجميع، وطالبهم بألا يتركوا مكانًا للفساد أن ينمو من جديد، ولا للمتآمرين أن يعبثوا بالثورة، والحرص على عدم إعطاء الفرصة لمن يريد أن يختطف أحلام الشعب السوري.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري"، نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، في مقالة دورية حصرية لوكالة إيلكا ما يلي:
يا أبناء سوريا الأحرار، يا من صبرتم وصابرتم، واحتسبتم آلامكم وجراحكم عند الله، وواصلتم درب النضال إيمانًا بأن النصر وعدٌ إلهي لكل من رفض الظلم وقاوم الطغيان، ها قد أشرق فجر جديد على أرض الشام المباركة، وها أنتم اليوم تكتبون بدمائكم الزكية وكفاحكم العظيم صفحة جديدة في تاريخ الأمة، معلنين انتصار ثورتكم المباركة على نظام الفساد والاستبداد.
لقد انهار حكم الطاغية، وسقطت عروش الظلم، وبقيت إرادة الأحرار، إرادةٌ لا تنكسر ولا تتراجع.
يا شعب سوريا العظيم،
إن الله قد كتب لكم هذا النصر بعد جهادٍ طويل، لأنكم حملتم راية الحق في وجه الباطل، وصبرتم على الابتلاءات، وضحيتم بالغالي والنفيس من أجل كرامتكم وحريتكم. وها أنتم اليوم تؤسسون لمرحلة جديدة، مرحلة لا تقل أهمية عن التحرير، بل ربما تكون أشد صعوبة، إنها معركة البناء والتأسيس، معركة إقامة دولة العدل التي نادى بها أنبياء الله، والتي يستحقها كل حرّ رفض الذل والخنوع.
لقد اخترتم قائدًا منكم، رجلًا آمن بمبادئ الثورة، وعاش آلامكم، ولم يساوم على حقوقكم.
إن اختياركم للرئيس أحمد الشرع ليس مجرد انتقال للسلطة، بل هو انتصار لمبادئ ثورتكم، وتجسيدٌ لحلم الشهداء في بناء دولة العدل والحرية. هذا القرار التاريخي هو تأكيد على أن سوريا لن تعود بعد اليوم إلى قبضة الطغاة، ولن يحكمها إلا أبناؤها الأحرار، الذين يؤمنون بأن الحكم أمانة، وأن المسؤولية تكليف لا تشريف، وأن القيادة هي خدمةٌ للشعب، لا تسلطٌ عليه.
يا أبناء سوريا، يا ورثة الشهداء،
لقد انتهت مرحلة الصراع ضد الاستبداد، وبدأت مرحلة البناء، وهي معركة لا تقل شراسة، لكنها تحتاج إلى سلاحٍ مختلف: سلاح العلم والعمل، وسلاح العدل والإنصاف، وسلاح الإخلاص والتجرد لله، ثم للوطن.
إننا اليوم مطالبون بأن نكون على قدر هذه المسؤولية، وأن نكون أوفياء لدماء شهدائنا، بأن نبني دولة تقوم على:
• العدالة والمساواة: حيث لا فضل لأحدٍ على أحد إلا بما يقدمه لوطنه وشعبه.
• الحرية والكرامة: حيث لا سجون للرأي، ولا نفيٌ لمن يصدح بالحق.
• القانون والمؤسسات: حيث يكون الدستور عقدًا بين الحاكم والمحكوم، وليس مجرد ورقة تُنتهك كلما أراد المستبد ذلك.
• التنمية والنهضة: حيث يكون العمل والإنتاج هما معيار التقدم، لا الشعارات الزائفة ولا الوعود الكاذبة.
يا أبناء سوريا، إن النصر من عند الله، لكنه لا يأتي إلا لمن أخذ بأسبابه.
كما أنجزتم معجزة التحرير بصبركم وتضحياتكم، عليكم اليوم أن تنجزوا معجزة البناء بوحدتكم وعملكم وإخلاصكم. إن الأمانة اليوم في أعناقكم جميعًا، فلا تتركوا مكانًا للفساد أن ينمو من جديد، ولا تسمحوا للمتآمرين أن يعبثوا بثورتكم، ولا تعطوا الفرصة لمن يريد أن يختطف أحلامكم.
ختامًا..
نحمد الله الذي أذن بزوال الظلم عن سوريا، ونسأله أن يبارك في هذه الأرض المباركة، وأن يعينكم على بناء دولتكم الجديدة، دولة الحرية والعدل والإيمان. أنتم اليوم أمام فرصة تاريخية، فاصنعوا بها مستقبلًا يليق بتضحياتكم، وكونوا كما كنتم دائمًا، رجالًا للعهد، أوفياء للوطن، ثابتين على الحق.
عاشت سوريا حرة أبية.. والمجد للشهداء، والخزي لكل من خان هذا الوطن العظيم.
إسلام الغمري
نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلط الأستاذ شريف دورماز الضوء على دروس الصمود والمقاومة التي قدمها شعب غزة ومجاهدوها في وجه الظلم والعدوان، وبين كيف صمد الكبار والصغار بشرف، وتعلم المسلمون من تضحياتهم دروسًا لا تُنسى في العزة والصبر.
سلط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على الانقلابات العسكرية في تركيا وآثارها المدمرة، مشيرًا إلى استمرار هذا الصراع عبر الإعلام والفن بعد انكشاف خفايا أحداث "غزي بارك"، تناول الكاتب هيمنة جهات مشبوهة على الشاشات وتجاهلها لقيم المجتمع، داعيًا إلى تطهير الإعلام واحترام الحساسيات الروحية والأخلاقية للشعب.
استعرض الأستاذ حسن ساباز صمود غزة أمام أعتى الهجمات، حيث تلقت أكثر من 100 ألف طن من القنابل واستهدفت مستشفياتها ومدارسها، ورغم ذلك، لم يركع أهلها واستمرت المقاومة في تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يُهزم".