استعرض الأستاذ حسن ساباز صمود غزة أمام أعتى الهجمات، حيث تلقت أكثر من 100 ألف طن من القنابل واستهدفت مستشفياتها ومدارسها، ورغم ذلك، لم يركع أهلها واستمرت المقاومة في تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يُهزم".
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
شعب غزة، رغم الدمار الذي حل بأحيائهم وتحولها إلى أنقاض، ورغم غياب أي مقومات للحياة، بدأوا بالعودة إلى مناطقهم التي اضطروا إلى مغادرتها.
لا تزال جثامين الشهداء تُستخرج من تحت الأنقاض، ومع ذلك لا يظهر على وجوه الناس أي علامات للهزيمة، هناك محبة عارمة تجاه مقاتلي القسام، وتزداد هذه المحبة وضوحًا كلما ظهروا في أي مكان.
غزة كانت هدفًا لأبشع وأعنف هجوم عرفه التاريخ.
لنفهم حجم ما حدث، يمكننا استعراض بعض الأمثلة:
خلال الحرب العالمية الثانية، يُذكر أن قصف الألمان للندن كان واحدًا من أعنف الهجمات في التاريخ، فقد أسقط النازيون على لندن 20 ألف طن من القنابل خلال نحو عام ونصف.
وفي نهاية الحرب، ألقت أمريكا قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. سُجلت قوة القنبلة التي أُسقطت على هيروشيما، والمعروفة باسم "الولد الصغير" (Little Boy)، بأنها تعادل 15 ألف طن من مادة TNT، أما قنبلة ناغازاكي، المسماة "الرجل البدين" (Fat Man)، فكانت ذات تأثير مشابه.
وفي عام 1945، عندما أسقطت قوات الحلفاء 4 آلاف طن من القنابل على مدينة دريسدن الألمانية، قيل حينها إن المدينة "مُحيت من الخريطة".
أما غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة من كل الجهات والتي يكتظ بها حوالي مليوني إنسان، فقد تلقت أكثر من 100 ألف طن من القنابل. وكان مصدر هذه القنابل في الغالب الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا.
تعرضت المستشفيات للقصف مرات عديدة، وهُدمت آلاف المساجد والمدارس، وأُحرقت الخيام. حتى الصحفيون الذين نقلوا للعالم أهوال هذه الوحشية تعرضوا للقتل بشكل متعمد.
ومع ذلك، لم يركع شعب غزة، لم يخضع، بل قاوم.
تم استهداف أحدث الدبابات من مسافة صفر وتدميرها.
قُتل الأطفال والنساء والشيوخ والطواقم الطبية بوحشية، لكن أسطورة "الجيش الذي لا يُهزم" انهارت، وزُجَّ الآلاف من الجنود المرتزقة وجنود الاحتلال في الجحيم، وأصيب أو تشوه أكثر من مئة ألف جندي.
وفي صفقات تبادل الأسرى، شهد العالم على كرامة وصمود المقاومة، في الوقت الذي انكشفت فيه الوجوه البشعة للإرهابيين الصهاينة.
وفي خضم هذه الأحداث...
بدأ ترامب في الهذيان بسكرات فوزه بالانتخابات في أمريكا.
ذلك الممثل المتغطرس للرأسمالية المتوحشة، الذي يدّعي أنه "منقذ أرسله الله ليجعل أمريكا عظيمة من جديد"، تحدث عن تهجير سكان غزة ودفعهم للانتقال إلى أماكن أخرى.
لم يكن غريبًا؛ فقد سبقه جورج بوش الذي ارتكب مجازر في أفغانستان والعراق، زاعمًا أنه "ينفذ إرادة الله"، مفتريًا على الله كما جرت عادة الطغاة.
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (آل عمران: 57)
شعب غزة الذي لم يركع رغم مئة ألف طن من القنابل، هل سيخضع لمثل هذا المخلوق الذي يعبد المال والسلطة؟
بالطبع لا!
غزة قاومت، وستواصل المقاومة، وستبقى صامدة بعون الله.
ولكن هل سيبقى الظالمون جالسين على عروشهم بطمأنينة بعد الآن؟
سنرى. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على الانقلابات العسكرية في تركيا وآثارها المدمرة، مشيرًا إلى استمرار هذا الصراع عبر الإعلام والفن بعد انكشاف خفايا أحداث "غزي بارك"، تناول الكاتب هيمنة جهات مشبوهة على الشاشات وتجاهلها لقيم المجتمع، داعيًا إلى تطهير الإعلام واحترام الحساسيات الروحية والأخلاقية للشعب.
أكد الأستاذ محمد أشين عن أهمية إبقاء القدس حاضرة في الوعي الإسلامي لتحريرها من الاحتلال الصهيوني، مستعرضًا جهود المسلمين في زمن صلاح الدين الأيوبي وكيف أسهمت في تحريره، ودعا إلى جعل القدس محور النشاطات الثقافية والإعلامية في "أسبوع القدس العالمي"، كما بيّن أن تحريرها يتطلب وعيًا وجهودًا مستمرة.
حذر الأستاذ حسن ساباز أن الرئيس الأمريكي يلعب بالنار بتصريحاته حول غزة وخططه لنقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، مشيرًا إلى استمرار السياسات العنصرية، وأكد أن المقاومة الفلسطينية التي واجهت الاحتلال بشجاعة عبر الأجيال لن تسمح بحدوث "نكبة" جديدة.