الأستاذ سليمان كزلجنار: هل هو قلق من المستقبل أم نقص في التوكل؟

يناقش الأستاذ سليمان كزلجنار قلق المستقبل الذي يؤرق الشباب، مبرزًا كيف أن السعي وراء النجاح المالي والمادي قد يؤدي إلى إغفال التوكل على الله، ويشير الكاتب إلى أن الإسلام يوازن بين العمل والاجتهاد مع التفويض الكامل للنتائج لله، محذرًا من أن القلق الزائد قد يؤدي إلى ترك العبادة وبالتالي يعمق المشاكل النفسية، ويؤكد أن الحل يكمن في الحفاظ على الإيمان بالآخرة والتوازن بين الجهد والتوكل على الله.
كتب الأستاذ سليمان كزلجنار مقالاً جاء فيه:
قلق المستقبل يشغل أذهان الشباب، العمل، المال، والمكانة الاجتماعية... ماذا لو لم أنجح؟ ماذا لو لم أتمكن من النجاح؟
لكن الإسلام، كما أمر بالعمل، فإنه أيضًا يوصي بتفويض النتيجة إلى القضاء الإلهي. ومع ذلك، ماذا نفعل نحن؟ نمتنع عن الإنجاب بسبب القلق بشأن الرزق، وفي سعيينا لضمان مستقبلنا، نغفل عن الله. نرى الراحة فقط في كسب المال والحصول على وظيفة جيدة، ثم نجد أنفسنا في دوامة من المشاكل...
من الطبيعي أن يفكر الإنسان في مستقبله ويخطط له. ومع ذلك، يجب ألا يُخلط بين هذا وبين أن يصبح القلق أسلوب حياة. اليوم، كثير من الناس يتخلون عن عباداتهم في سعيهم لضمان المستقبل. يرون الصلاة مضيعة للوقت، ولا يهتمون بحدود الحلال والحرام، ويقومون بحساباتهم بناءً على المعايير الدنيوية. لكن هناك شيء ننساه:
"إن الإنسان قد يخطط لكل شيء، ولكن الحكم لله."
أكبر مشكلة في زماننا: النظرة الدنيوية ونسيان الآخرة الكثير من المشاكل النفسية التي نواجهها اليوم تنبع من هذا القلق. الشباب يرون امتحاناتهم كضمانة لمستقبلهم. النجاح في الامتحان، الحصول على وظيفة جيدة، وكسب راتب مرتفع... كل هذه الأهداف تجعل الشخص يشعر دائمًا بالضغط.
هذا الضغط، في بعض الأحيان، يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
بعض الناس يبحثون عن راحة مؤقتة بطرق مثل القمار. أولئك الذين يخاطرون على أمل كسب المال، يواجهون مشاكل أكبر لأنهم لم يربطوا راحتهم وأمانهم بالله.
أصبح التعامل بالفائدة أمرًا يُنظر إليه كضرورة. الناس، بسبب قلقهم من المعيشة، يتجهون إلى الأعمال التي حرمها الله بوضوح مثل التعامل بالفائدة. يقترضون بالربا، ويتاجرون بالربا، دون خوف أو تردد. لكن هذا يعني القضاء على البركة بسبب الخوف من الرزق.
هذه الحالات تصبح أكثر خطورة عندما يضعف إيمان الإنسان بالآخرة. الشخص الذي يجعل النجاح الدنيوي هدفًا مطلقًا ينسى البُعد الآخروي. بينما يقول الله تعالى:
"ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه". (الطلاق 3)
كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا". (ترمذي، الزهد)
إيمان بالآخرة هو البوصلة التي توازن حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. وعندما تضيع هذه البوصلة، يضل الإنسان عن طريقه. الشخص الذي يبحث عن النجاح والسعادة فقط في الدنيا سيشعر بالاحباط عندما لا تتحقق توقعاته.
التوازن الذي يوصي به الإسلام: العمل والتوكل على الله الإسلام يأمر الإنسان بالعمل والاجتهاد. ولكن يجب أن يكون هذا الجهد مع الثقة في الله. إحدى الأحاديث التي تشرح هذا التوازن بشكل جيد هي:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله! هل أربط ناقتي وأتوكل على الله؟ أم أتركها وأتوكل على الله؟" فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: " إعقلها وتوكل" أي اربط ناقتك أولًا، ثم توكل على الله.
الإسلام يعتبر العمل والتوكل معًا. يعمل الإنسان، يبذل الجهد، لكن يترك النتيجة على الله. هذا هو التوازن.
المشكلة الأساسية التي نعيشها اليوم هي فقداننا لهذا التوازن. القلق يدفعنا للتخلي عن العبادة. مع أن العبادة هي مصدر الراحة في الدنيا والآخرة. الصلاة تجعل الإنسان صبورًا، متفائلًا، ومتوكلاً على الله. الله تعالى يقول في القرآن:
"يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين." (البقرة 153)
الإنسان يعمل من أجل امتحانه، ويبذل جهدًا في عمله، ولكن يجب أن يكون هذا الجهد مع الثقة في الله. ترك العبادة بسبب القلق من الرزق هو في الحقيقة الخسارة الحقيقية.
النتيجة: خطط لمستقبلك، لكن ثق بالله التفكير في المستقبل والتخطيط له هو تصرف حكيم. ولكن عندما يصبح القلق مُنهكًا للروح، يصبح الوضع لا يُحتمل. يجب أن نعمل، ونبذل الجهد، ونضع أهدافًا، لكن يجب ألا ننسى أن نترك نتائج كل شيء لله.
لا ننس الراحة ليست في جهدنا، بل في أن نُفوض جهدنا إلى الله. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يتساءل الأستاذ محمد كوكطاش عن استعداد الأتراك لمشاركة الأكراد في احتفالاتهم بعد عملية الانفتاح السياسي الحالية، ويشير إلى أهمية التصالح والتقارب رغم الاعتراضات القومية المتطرفة، كما يطرح فكرة تنظيم احتفال مهيب في ديار بكر بمناسبة المولد النبوي بحضور شخصيات بارزة من مختلف الأطراف لتعزيز التآخي والتعايش المشترك بين الشعوب.
كتبت الأستاذة أسما أكبلك مقالًا عن حكم صيام رمضان، حيث تناولت الفوائد الروحية، والفردية، والاجتماعية والجسدية للصيام، وأكدت أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله، وزيادة وعي بالتقوى، وتطهير للنفس، كما أشار المقال إلى تعزيز التضامن الاجتماعي والصحة الجسدية خلال شهر رمضان.
يوضح الأستاذ محمد كوكطاش كيف تجاوز رمضان حدود العالم الإسلامي، حيث يدركه حتى غير المسلمين ويشارك بعضهم في صيامه وإفطاراته، كما يُبرز تأثير رمضان في مختلف القطاعات، من التجارة إلى الرياضة، مشيرًا إلى أنه يمثل شعلة تذكّر البشرية بالله.