الأستاذ محمد كوكطاش: ليتنا بقينا مجرد مشاهدين للظلم لا جزءاً منه

يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على سقوط الأقنعة، ويُدين الاصطفاف العلني إلى جانب مجرم الحرب ترامب، محذرًا من تواطؤ لم يعد يقتصر على الصمت، بل تعدّاه إلى تمويل الإبادة ومساندة القتلة.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
من كان يتخيّل يومًا أن تصبح مجرد مشاهدة الجرائم والظلم فضيلة تُحسب لصاحبها؟
لقد نشأنا على مبدأ واضح لا لبس فيه: من لا يرفع صوته في وجه الظلم، ومن يقف على الحياد أمامه، هو شريك في الظلم، بل هو الظالم نفسه، وكنا نلوم أنفسنا على هذا الصمت.
لكن تبيّن أن هناك ما هو أبشع من الصمت، وما هو أحقر من الحياد: أن تقف في صف الظالمين أنفسهم، أن تموّل المجرمين الذين يرتكبون المجازر، أن تكون شريكًا مباشرًا في جريمة الإبادة!
منذ أيام، لم نعد نرى صمتًا فحسب، بل نشاهد بأمّ أعيننا كل أشكال الاصطفاف العلني مع القتلة، مع مرتكبي المجازر في غزة، والتطورات الأخيرة قلبت كل مقاييس الإيمان والضمير التي نعرفها.
في البيت، نجلس مع الأحفاد نحاول أن نفهم: ما معنى "ثلاثة تريليونات ومئتي مليار دولار"؟
كيف تُكتب؟ كم صفرًا تلحق بها؟ كم مساحة تحتاج؟ كم شاحنة يمكن أن تملأ؟ كم تساوي بالليرة التركية؟ كل هذه الأسئلة فرضت نفسها علينا.
ثم بدأنا نحسب: بهذا الرقم، كم غزة يمكن أن تُبنى؟ كم ضفة غربية يمكن إعمارها؟ كم من الناس في إفريقيا وآسيا يمكن إنقاذهم؟
رقم مرعب، أنفقناه ولم ينتهِ! هل نحن مَن لا يُحسن الحساب؟
لا نقول هذا من باب الدهشة، بل من شدة الألم، من القهر الذي لا يُحتمل، من الحزن الذي لا يُداوى إلا بالبكاء بحرقة.
اللهم، في أي حقبة من التاريخ عشنا مثل هذا الغباء وهذه المذلة؟
وبالمناسبة، لا تحاولوا تبرئة أنفسكم بلوم الملوك العرب فقط؛ فكم منّا مَن تأسّف لأن الشيطان ترامب لم يزر تركيا!
وربما لا نوازي أولئك الملوك دعمًا، لكننا لم نقصّر أبدًا في تقديم الدعم للصهاينة كلٌّ حسب قدرته.
ولولا هذا الدعم، من أين لهم كل هذه الوقاحة؟
اللهم افتح للمسلمين بابًا للنجاة، وأرِهم طريق الخلاص، وارحم ضعفهم يا أرحم الراحمين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يُبيّن الأستاذ محمد إشين أن النظام الظالم اليوم، المتمثل في النظام الأمريكي وداعميه الماليين والعلميين والتكنولوجيين، هو تجسيد لنظام فرعون القديم، محذرًا من استمرار دعم الأنظمة الظالمة التي تقمع الشعوب وتدعم المجازر، ومؤكدًا أن سقوط هذه الأنظمة قادم لا محالة كما حدث في التاريخ.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السلام العالمي لا يتحقق دون إنهاء الحرب والعدوان على غزة أولاً، مشددًا على ضرورة وقف المأساة الإنسانية هناك قبل معالجة النزاعات الأخرى، لأن استمرار العنف في غزة يفاقم الكارثة ويعيق الاستقرار الدولي.
يندّد الأستاذ محمد كوكطاش بمشهد الذلّ والخيانة ومنح المليارات لقاتل الأطفال ترامب بينما تُقصف غزة، وسط صمت عربي مخزٍ واستفاقة باتت ضرورة وجود لا خيارًا.