وجّه مرشد جماعة حزب الله، فضيلة أديب غوموش، رسالة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، هنّأ فيها الأمة الإسلامية بحلول العيد، موجهاً تحياته لعوائل الشهداء والمعتقلين والمهاجرين من المسلمين. ودعا في رسالته الجميع إلى بذل مزيد من الجهد والعمل من أجل إزالة الظلم عن وجه الأرض.

أصدر مرشد جماعة حزب الله في تركيا، "أديب غوموش"، رسالة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وجاء فيها:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ"

﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام – 162)

أُسلّم على جميع إخواني بمناسبة عيد الأضحى الذي بلغناه بنعمة من الله. وأسأل الله أن يتقبّل من إخواننا الذين وفقوا لأداء الحجّ، وكذلك أضحياتكم، وصلواتكم، وأذكاركم، ودعاءكم.

"أُهنئ بعيد الأضحى جميع أفراد الأمة الذين استنارت قلوبهم بالإيمان بالله ورسوله"

أُهنئ بعيد الأضحى أمهات وآباء وزوجات وأبناء شهدائنا. أسأل الله أن يرزقهم اللقاء مع من ضحوا في سبيله في جنّاته. أُهنئ آباء وأمهات وزوجات وأبناء إخواننا الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون بتضحيات عظيمة، وأدعو الله أن يمنّ عليهم بالصبر، وإن شاء الله سيتحقق اللقاء بعد هذه المعاناة. كما أُهنئ أيضاً آباء وأمهات وزوجات وأبناء إخواننا في المهجر. وبإذن الله، سنرى في الدنيا نتائج هذه المعاناة، وسيكون أجرها الأعظم في الآخرة. كذلك أُهنئ إخواني وأخواتي الذين يعملون في خدمة الإسلام والمسلمين. وأسأل الله أن يبارك في أعماركم وأعمالكم، وأن يُريكم ثمرة جهودكم. أُهنئ أيضاً جميع أفراد الأمة الذين استنارت قلوبهم بالإيمان بالله ورسوله، وأسأل ربنا العلي أن يُنهي الظلم، ويُشرق شمس العدل، ويجعلنا من المكلّفين بتحقيق ذلك.

"صافحوا الجميع في العيد..."

كما أن في كل فعل من أفعال ربنا حكمة، فهناك حكمة في الاحتفال بالأعياد تحت جميع الظروف. لذلك، صافحوا الجميع في العيد، وابدؤوا بأقرب أقاربكم، ثم الأبعد، وزوروا أصدقاء العائلة، والجيران القريبين والبعيدين، وأبناء منطقتكم، وكل من تقدرون على زيارته. حيّوهم بالخير وادعوا لهم. واطلبوا السماح حتى عن أبسط الخلافات، وادفعوا سوء الظن من قلوبكم، واجعلوا حسن الظن والدعاء سبباً في تقارب قلوبكم. كونوا مع الناس من كل فئاتهم: العلماء والعامة، الفقراء والأغنياء. زوروهم، وانصحوا بعضكم بالحق والصبر. اتركوا أثراً طيباً في زياراتكم، بحيث يرغب الناس برؤيتكم والتحدث إليكم حتى بعد العيد. اجعلوا أسماءكم تقترن بالصدق والعدل والرحمة في عائلاتكم وأحيائكم ومدنكم. واجعلوا كل ما يخرج من أفواهكم كلاماً صادقاً لا يساوره شك.

"كلّ جهدنا من أجل إزالة الظلم عن وجه الأرض"

في غزة وفي أماكن أخرى من العالم، يتعرض المسلمون والمستضعفون لأشد أنواع الظلم. كل منطقة في العالم هي جرح في داخلنا. ما قمنا به من جهد لم يكن كافياً للقضاء على الظلم، لكننا نعلم أن الأمور لن تبقى على ما هي عليه، ونحن مؤمنون بذلك. فآمنوا أنتم أيضاً، وتفاءلوا، واعملوا بجدّ. كل جهدنا من أجل إزالة الظلم عن وجه الأرض. العمل على زوال الفتنة والظلم والفساد وسيادة السلام الذي أمر به الله هو من أوامر ديننا. لذا، سنعمل، ونعمل أكثر. واصلوا التواصل مع أقاربكم وأصدقائكم وجيرانكم وأبناء منطقتكم. كونوا عابدين، أتقياء، مجتهدين، نشطين وشجعان. وادعوا الله أن يمنحنا القوة والقدرة والفرص، وأن يرزقنا التوفيق.

عيدكم مبارك، ونسأل الله أن يكون سبباً في وحدة الأمة وقوّتها.

أخوكم: أديب غوموش. (İLKHA)