رئيسة الفرع النسائي في حزب الهدى، يارار: سنواجه بحزم التوجهات التي تستهدف الأسرة
قالت رئيسة الفرع النسائي في حزب الهدى، سيما يارار، خلال البرنامج الذي أُقيم بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب: "إن مؤسسة الأسرة وأدوار المرأة والرجل في المجتمع تتعرض لاستهداف متعمد"، مؤكدة أنهم سيظهرون موقفاً قوياً لمواجهة هذه التوجهات.
أُقيم برنامج بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزب الهدى في قاعة المؤتمرات التابعة لمجمع مسجد صلاح الدين الأيوبي، الواقع في قضاء يني شهير بوسط مدينة ديار بكر.
وخلال البرنامج، ألقت رئيسة الفرع النسائي في حزب الهدى، سيما يارار، كلمة أكدت فيها أن الأسرة ليست مجرد بنية اجتماعية فحسب، بل هي حاملة للإيمان والتاريخ والحضارة.
ولفتت يارار الانتباه إلى انخفاض معدلات الولادة وابتعاد الشباب عن الزواج، مشددة على أن هذا لا يمثل أزمة اقتصادية فقط، بل أزمة ثقافية أيضاً. وأوضحت أنه يجب زيادة الدعم الاجتماعي الذي يسهل زواج الشباب، وتنفيذ سياسات السكن الدائم والتوظيف.
كما أشارت يارار إلى أن الإعلام يُنتج محتوى يضر بالأسرة، داعية إلى زيادة صلاحيات هيئة تنظيم الإعلام، ودعم الأعمال التي تحافظ على قيم الأسرة، وإنشاء آليات رقابية فعّالة على المنصات الرقمية.
وقالت يارار في كلماتها: "اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة عشرة لتأسيس حزبنا، نؤكد مجدداً إيماننا وقيمنا وحسنا الاجتماعي، ونعبر بقوة عن عزمنا على حماية بنيتنا الأسرية ومستقبلنا".
وأضافت: "نعلم أن الأحزاب تأتي وتذهب، والسلطات تتغير، لكن العنصر الذي يضمن استمرارية المجتمع هو الإيمان، والأسرة المتينة، والموقف الأخلاقي المستمد من قيمه. السياسة تكتسب معناها فقط في أيدي من يبنون مستقبلهم بقيمهم. لذلك، اليوم، ندعو إلى محاسبة ذاتية وإلى اليقظة".
"الأسرة حاملة لإيماننا وتقاليدنا وتاريخنا وقيمنا الإنسانية"
وذكّرت يارار بأن الحضارة لا يمكن أن تقوم بدون الأسرة، قائلة: "علينا مواجهة الحقائق المتعلقة ببنية الأسرة والأدوار المجتمعية للمرأة والرجل، وإيجاد الحلول وإظهار الإرادة لإعادة البناء. الأسرة بالنسبة لنا ليست مجرد مؤسسة اجتماعية؛ بل هي حاملة لإيماننا وتقاليدنا وتاريخنا وقيمنا الإنسانية. بدون الأسرة لا يوجد وطن، وبدون الأسرة لا توجد حضارة. ومع ذلك، فإن هذه البنية العريقة تتعرض اليوم لهجوم متعمد ومنهجي. الفكر العصري الذي يمجد الفردية، ويجعل المسؤولية عبئاً، ويقدم الارتباط كقيد، يضعف الأسرة ويفكك روابط المجتمع".
"المرأة: مربية الأجيال، مؤسسة المجتمع، والقوة الأساسية التي تحدد مستقبل الأمة"
وأشارت يارار إلى أن "المؤسسة الزوجية تُقلل من قيمتها، والأمومة تُهمّش، والإنجاب يُصوَّر على أنه تخلف". وأضافت: "هذه التصورات التي تُفرض باسم الحداثة تفجّر دعامة حضارتنا الأساسية. فالمرأة ليست مجرد فرد؛ بل هي مربية الأجيال، مؤسسة المجتمع، والقوة الأساسية التي تحدد مستقبل الأمة. الطفل الذي تكبره والعائلة التي تُنشئها تصنع مستقبل المجتمع. لكن اليوم، تسعى عقليات تركز على الحرية الفردية وتهمّش الأمومة للهيمنة على المجتمع. المرأة هي فرد ووالدة ومنتجة وحامية ومُنشئة في الوقت نفسه. وإذا كان العجين الاجتماعي للمجتمع متعفناً اليوم، فهذا بسبب عدم تقدير الأيدي التي تعجن هذا العجين".
"شبابنا يبتعد عن الزواج ويتردد في الإنجاب"
وتطرقت يارار إلى انخفاض معدلات الولادة، قائلة: "تركيا على أعتاب أحد أخطر التحولات الديموغرافية في تاريخها. معدلات الولادة تتراجع، والسكان يشيخون بسرعة. هذه ليست مشكلة اقتصادية فحسب، بل أزمة مستقبل وحضارة. شبابنا يبتعد عن الزواج ويتردد في الإنجاب. وراء ذلك ليست الأسباب الاقتصادية فقط، بل أيضاً الخطابات الثقافية التي تقلل من قيمة الأسرة وتصور الطفل كعبء. للتصدي لهذا التوجه، لا يكفي التشخيص، بل يجب اتخاذ خطوات قوية وحاسمة".
وأضافت يارار: "في هذا السياق، يجب زيادة الدعم الاجتماعي الذي يسهل زواج الشباب. يجب وضع سياسات السكن والتوظيف وحوافز الأطفال في إطار دائم وعادل. ويجب تشجيع النماذج التي تعزز دور المرأة داخل الأسرة. الأمومة مهمة مقدسة لا يضاهيها شيء من حيث القيمة. ويجب أن ينال عمل الأمهات اللاتي يربين الأفراد لمجتمعهن وتضحياتهن ومساهماتهن التقدير الذي يستحقنه".
"الدولة لا يمكن أن تبقى صامتة أمام المنشورات التي تضر بالنسيج الاجتماعي"
وأشارت يارار إلى ضرورة تفعيل آليات رقابية فعّالة لمواجهة المنشورات الإعلامية والرقمية التي تضر بالنسيج الاجتماعي، قائلة: "عندما ننظر إلى عالم الإعلام اليوم، نرى أن الولاء والصبر والتمسك بالقيم الأخلاقية يُستهان بها. شخصية المرأة المتزوجة تُصوَّر إما ضحية أو بلا قيمة؛ أما رب الأسرة فيُعرض على أنه غير مسؤول. تُحول الأسرة إلى عنصر كوميدي؛ وتُهين الأمومة. هذه الصورة هي جبهة الإعلام في حرب ثقافية. والأسوأ من ذلك هو أن الأضرار التي تحدثها هذه المحتويات لا تُرى وتبقى دون عقاب. لا يمكن للدولة أن تبقى صامتة أمام المنشورات التي تضر بالنسيج الاجتماعي. لذلك، يجب أن تُخرج صلاحيات هيئة التنظيم والإشراف على الإعلام (RTÜK) من كونها رمزية، ويجب زيادة الردع. ويجب دعم الإنتاجات التي تحافظ على قيم الأسرة؛ ويجب أن تتحمل الإعلامية العامة هذه المسؤولية. كما يجب تفعيل آليات رقابية فعّالة في الوسائط الرقمية".
"استمرار المجتمع يُقاس بقدرته على إنتاج القيم وتربية الأجيال"
وأكدت يارار على ضرورة حماية القيم الأخلاقية والثقافية التي حافظت على المجتمع لقرون، وصد أي هجمات موجهة ضد هذه القيم، قائلة: "إذا خرج الإعلام عن كونه مرآة للأمة وتحول إلى أداة تقوض القيم؛ فهناك مشكلة خطيرة تخصنا جميعًا. يجب علينا حماية قيمنا الأخلاقية والثقافية التي حافظت علينا لقرون وصد هذه الهجمات. استمرار المجتمع يُقاس بقدرته على إنتاج القيم وتربية الأجيال. إذا كان شبابنا يرون الإنجاب عبئًا والزواج غير ضروري؛ فالمشكلة في النظام. كلما تعززت التصورات الخاطئة عن الأسرة، ضعفت الانتماء، وازداد الشعور بالوحدة، وبدأ الانحلال الاجتماعي. هذه المسألة تتجاوز مجرد نقاش أيديولوجي. إنها المستقبل المشترك لأمتنا. لن نشاهد هذا الانهيار صامتين. لذلك، بصفتنا حزبًا؛ سنرفع صوتنا ضد كل هجوم ثقافي يقلل من قيمنا ويستهدف مؤسسة الأسرة. وسنواصل نضالنا بكل حزم على كل منصة ضد هذا التآكل الأخلاقي. نحن نقيّم المرأة بحقوقها الشخصية، وكذلك بدورها كأم ورفيقة وفاعلة اجتماعية؛ ونعارض كل تصور يقلل من قيمة الأمومة. لم نُسقط الأسرة أبدًا من جدول أعمالنا، ولن نفعل ذلك".
"أولئك الذين يستغلون المرأة ويصنعون السياسة من معاناتها ليس لهم أي علاقة بحقوق المرأة ولا يمكن أن يكون لهم"
أكدت يارار قائلة: "نحن حركة تقف بلا أي تردد أو شرط ضد كل أشكال العنف الموجه ضد المرأة". وأضافت: "نحن فريق يرى حماية كرامة المرأة وجهدها ووجودها مسألة تتجاوز السياسة. لكن للأسف، نشهد اليوم جميعًا كيف يتم اللعب بشكل كبير على شعار 'لا للعنف ضد المرأة'. فذهنيّة تحاول فصل المرأة عن أسرتها وإبعادها عن المجتمع وحبسها في الملاجئ تحت شعار الدفاع عن حقوق المرأة؛ هذه الذهنيّة لا تجد حلاً للمشاكل الحقيقية للنساء، بل تستغل آلامهن. هؤلاء الذين يتحركون وفق هذا التعصب الأيديولوجي لا يعرفون حقوق المرأة ولا يسمعون صرخات قلوب النساء. واليوم نعلن هنا بصراحة: أولئك الذين يستغلون المرأة ويصنعون السياسة من معاناتها ليس لهم أي علاقة بحقوق المرأة ولا يمكن أن يكون لهم!"
"لم نصمت أمام الظلم في غزة، ولن نصمت"
وأشارت يارار إلى القسوة التي استهدفت النساء والأطفال في غزة على مدى سنوات، وانتقدت صمت ما يُسمى بالمدافعين عن حقوق المرأة أمام هذا الظلم.
وقالت يارار: "لنلقِ نظرة أيضًا على غزة… أولئك الذين يتجاهلون الوحشية المستمرة منذ أشهر في غزة، والنساء اللواتي يكافحن للبقاء على قيد الحياة تحت القنابل يوميًا، يدعون زورا أنهم يدافعون عن حقوق المرأة. بينما في غزة، ثلثا الـ 70 ألف فلسطيني الذين استشهدوا هم من النساء والأطفال. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو صرخة المنازل المدمرة، والمواقد المطفأة، والأطفال الأيتام، والأمهات الباكيات. أولئك الذين صمتوا أمام هذه الوحشية في غزة أظهروا وجوههم الحقيقية للعالم بأسره. نحن لم نصمت… ولن نصمت… لأننا نقاتل للحفاظ على كرامة الإنسانية.
كأعضاء في الفرع النسائي، كنا دائمًا في الميدان ضد هذا الظلم. شاركنا في حملات المساعدات التي نظمتها الجمعيات التطوعية لشفاء جراح نساء غزة. ساهمنا في المعارض الخيرية التي نظمّوها. نظمنا مسيرات من أجل أمهات غزة ونسائها وأطفالها الأبرياء، وصرخنا في الساحات. وأصدرنا بيانات صحفية نناشد العالم قائلين: 'ليتوقف هذا الظلم!'".
"كفرع نسائي، لا مكان للتوقف! سنواصل العمل والإنتاج والجهد"
واختتمت رئيسة الفرع النسائي في حزب الهدى، سِيما يارار، خطابها بالعبارات التالية:
"لم نكن بجانب شعبنا فقط من أجل غزة؛ بل كنا أيضًا إلى جانب أمتنا في مدينتنا، في حيّنا. تجولنا من باب إلى باب، وأقمنا جسور المحبة. استمعنا لمشاكل المواطنين في اللقاءات العامة، وعملنا على إيجاد الحلول. ومن هنا نعلن مرة أخرى: كفرع نسائي، لا مكان للتوقف! سنواصل العمل والإنتاج والجهد". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد رئيس حزب الهدى، زكريا يابيجي أوغلو، خلال حديثه بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب، تمسكهم بالمبادئ في كل قضايا الوطن وتقديمهم حلولاً ملموسة وقابلة للتنفيذ.
أصدرت محكمة باكستانية حكمًا بالسجن 17 عامًا على رئيس الوزراء السابق عمران خان وزوجته بعد إدانتهم بتهم فساد.
شارك ممثلو الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد كبير من أعضاء حزب الهدى، في البرنامج الذي أُقيم في مدينة ديار بكر بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس الحزب.