أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في حفل تدشين القمر الصناعي التركي المحلي TÜRKSAT 6A، أن تركيا أصبحت واحدة من بين 11 دولة فقط في العالم قادرة على إنتاج أقمار الاتصالات الخاصة بها. وتم تطوير TÜRKSAT 6A بنسبة 80% من المكونات المحلية باستخدام 84 جهازاً محلياً، مما يمثل نقلة نوعية في مجال الفضاء والاتصالات.

شارك الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في حفل تدشين القمر الصناعي المحلي TÜRKSAT 6A في مقر شركة توركسات بمنطقة غولباشي، وألقى كلمة بهذه المناسبة أعلن فيها أن تركيا دخلت قائمة الدول الإحدى عشرة التي تمتلك القدرة على تصنيع أقمار الاتصالات الخاصة بها.

وأشار أردوغان إلى أن القمر الصناعي "TÜRKSAT 6A " أطلق إلى الفضاء في 9 يوليو 2024، وتم تنفيذ أول اختبار للبث في 17 فبراير، مؤكداً أن جميع مراحل المشروع تمت بنجاح دون أية مشاكل.
وقدّم الشكر والتقدير لجميع القائمين على المشروع والداعمين له، من مهندسين وعاملين ساهموا في تنفيذ جميع مراحل القمر الصناعي، من التصميم إلى التصنيع والنقل، وصولاً إلى الإطلاق والاختبارات.

وأكد أن القمر الصناعي، الذي يتمتع بمعدل تصنيع محلي تجاوز 80% ويضم 84 مكوناً محلياً، سيمد خدمات الاتصالات والبث التلفزيوني والطوارئ إلى مناطق أوسع، تشمل الهند وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا، مما يرفع عدد الأقمار التي تديرها شركة توركسات إلى ستة، وعدد الأقمار التركية في الفضاء إلى عشرة.

وشدد على الأهمية الاستراتيجية لإنتاج أقمار الاتصالات محلياً دون الاعتماد على الخارج، معتبراً أن TÜRKSAT 6A هو نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من 20 عاماً في سبيل تحقيق السيادة التقنية لتركيا.
وقال: "قلنا إننا نستطيع، بل سنقوم بما هو أفضل، ولم نلتفت للمثبطين واليائسين".

كما استعرض "أردوغان" المراحل التي مرت بها تركيا في هذا المجال، مذكّراً ببرامج نقل التكنولوجيا التي مكّنت المهندسين الأتراك من المشاركة في تطوير أقمار 3A و4A و4B، قبل أن يلعبوا أدواراً أكثر فاعلية في أقمار 5A و5B، وصولاً إلى إنتاج TÜRKSAT 6A بأعلى نسبة تصنيع محلي.

وأضاف: "إن من كان يشكك في قدراتنا، تلقى صفعة بهذه الإنجازات. لقد واصلنا العمل دون كلل، وها نحن نحصد ثمار جهودنا عبر النجاح الذي تحقق اليوم".

وأوضح أن القمر الصناعي الجديد سيسهم في مضاعفة عدد السكان الذين تشملهم تغطية "توركسات" من 3.5 مليار إلى 5 مليارات إنسان، مما سيفتح الباب لتركيا للحصول على حصة في السوق العالمي لتصنيع الأقمار والمكونات الفضائية، كما سيساعد في إنشاء علامة تجارية وطنية وشركة فضاء وطنية.

وذكر أن عمليات الإطلاق تمت بالتعاون مع شركة "سبيس إكس"، وتم إدارتها بالكامل من قبل شركة توركسات، لافتاً إلى أن هذا المشروع مكّن تركيا من تدريب كوادر بشرية مؤهلة ورفع قدرتها التنافسية عالمياً في صناعة الفضاء.

وأشار إلى أن الإنجاز يشكل فرصة مهمة لإنشاء بنية تحتية لمهام مستقبلية تشمل مشاريع الأقمار الصغيرة ومهام الذهاب إلى القمر والفضاء العميق.

وقال أردوغان: "بينما كانت دول العالم تتقدم في التكنولوجيا، كنا نحن منشغلين بصراعات داخلية افتعلها البعض لتشتيتنا وإضعافنا، كان الغرب يسعى لإبعادنا عن الساحة الدولية، ولكننا اليوم نعود بقوة، واسم تركيا يتردد أكثر في كل المحافل كقوة إقليمية صاعدة".

كما حذّر من محاولات بعض الجهات في المعارضة لإعادة تركيا إلى المربع الأول من خلال استغلال الأحداث الدولية مثل العدوان على غزة، معتبراً أن تلك الجهات تحاول استغلال آلام الشعب الفلسطيني لمكاسب سياسية رخيصة، قائلاً: "رغم تغيير الوجوه، إلا أن السيناريوهات لا تزال نفسها، لكن شعبنا واعٍ ويدرك ما يُراد به".

وختم "أردوغان" كلمته باستذكار الشهداء الذين سقطوا في محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016، وأعرب عن أمله في أن يحقق "TÜRKSAT 6A" فائدة عظيمة للأمة، موجهاً الشكر لكل من ساهم في هذا المشروع العظيم، ومؤكداً أن "هذا النجاح هو إحدى بشائر قرن تركيا الذي نبنيه خطوة بخطوة". (İLKHA)