أكد الكاتب الصحفي "حسن صاباز" أن الصحفيين الذين عملوا في غزة قد قاموا بمهمة هامة في توثيق هذه الإبادة وإبلاغ العالم بها.

ودعا الكاتب الصحفي "حسن صاباز" خلال حديثه لوكالة إلكا للأنباء بمناسبة أسبوع القدس العالمي الصحفيين الذين كشفوا جرائم الاحتلال في غزة إلى أن يظهروا نفس الاهتمام في تداول قضية القدس.

"الصور التي التقطها الصحفيون ساهمت في إصدار قرار توقيف المسؤولين الإسرائيليين"**

أوضح صاباز: "قضية غزة لم تكن مجرد قضية صحفيين فقط، بل كانت سبباً في الكشف عن العديد من الحقائق. قتل 205 صحفي أثناء أداء واجبهم، وكان عمل الصحفيين في غزة مهما للغاية، وبعد أن تقدمت جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية صدر قرار بتوقيف المسؤولين الإسرائيليين، وكان العامل الأهم في هذا القرار هو الصور والفيديوهات التي التقطها الصحفيون، وبذلك تم توثيق الإبادة الجماعية."

"نظام الاحتلال استهدف الصحفيين عمدًا"

وأشار "صاباز" إلى أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال على مدار 16 شهراً قد جرحت ضمير الإنسانية، وتعدت على القوانين الدولية، وأضاف: "على الرغم من أنه كان من الممكن أن يتوقف العالم عن هذا، إلا أن القوى الدولية دعمت إبادة إسرائيل، معظم الأسلحة التي استخدمها الاحتلال تم توفيرها من أمريكا وألمانيا وبريطانيا، بالإضافة إلى إرسال مرتزقة وتمويل من دول عدة، وخلال هذه الفترة، شهدت غزة الصغيرة وحشية هائلة، وكانت على مرمى من الإبادة الجماعية، وتم قصف جميع المؤسسات الرسمية، المستشفيات والمدارس، وبعض المستشفيات قصفت عدة مرات، وتم احتجاز الطواقم الطبية في هذه الأثناء، كما تم استهداف الصحفيين بشكل متعمد، الصحفيون كانوا ينقلون الأخبار عن أماكنهم، ولكن الاحتلال استهدفهم مراراً وتكراراً."

"الصحفيون قاموا بمهمة هامة في توثيق الإبادة"

وأكد صاباز: "ربما لم ترفع المنظمات الدولية أو نقابات الصحفيين أصواتهم بما فيه الكفاية، وكانوا يحتفظون فقط بإحصائيات حول عدد القتلى، لا يمكن للعقل أن يتقبل ذلك، كان يجب على الصحفيين أن يتوقفوا عن العمل في أماكن عديدة، وكان ينبغي عليهم أن يرفعوا أصواتهم ضد هذا الوضع، لكن عندما يتعلق الأمر بنظام الاحتلال وشركائه من أمريكا وألمانيا وبريطانيا، لم يُستجب بشكل كافٍ لهم، مع ذلك، لا يمكن نسيان ما فعله الصحفيون، نحن كمسلمين نعلم أن ما قاموا به له أجر عظيم عند الله، لأنهم وثقوا الإبادة، وسجلوا تلك الجرائم للأجيال القادمة، وأظهروا الوجه الحقيقي لنظام الإرهاب، حتى أثناء فترة الهدنة، استمروا في أداء مهمتهم، وبعضهم فقد عائلته وآخرون أصيبوا، لكنهم أصروا على أن يواصلوا مهمتهم."

"القدس يجب أن تكون على أجندة المسلمين والعالم"

وفي ختام حديثه، أكد "صاباز" على أهمية تناول قضية القدس، قائلاً: "القدس لها أهمية كبيرة من الناحية التاريخية والدينية، وبالخصوص بالنسبة للمسلمين. عندما كانت القدس في يد المسلمين، عاش المسلمون واليهود والمسيحيون بسلام وكانوا يمارسون شعائرهم بحرية. وعندما سقطت بيد المسيحيين، تعرض المسلمون واليهود للقتل، وعندما سقطت بيد اليهود، تعرض المسلمون خصوصاً للاضطهاد والمجازر. يجب أن يتم التأكيد على هذه النقاط في التاريخ. حتماً نحن في مرحلة تحاول فيها إسرائيل تغيير الوضع القانوني للقدس، من خلال قانون الدولة اليهودية، ومحاولات جعل القدس عاصمتها، وطرد المسلمين والمسيحيين منها، نحن بحاجة إلى إبقاء القدس في قلب النقاشات والأنشطة، وألا نسمح بإزالة هويتها التاريخية."

ودعا "صاباز" الصحفيين إلى مواصلة عملهم في هذا السياق، مشيراً إلى أن الصحفيين الذين قاموا بتوثيق المجازر في غزة يجب أن يظهروا نفس الالتزام في الدفاع عن القدس وحمايتها. (İLKHA)