صرح الرئيس "رجب طيب أردوغان" خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الإندونيسي " برابوو سوبانتو"، قائلاً: "إن إجمالي الأضرار الناجمة عن هجمات إسرائيل التي استمرت 15 شهرًا يقترب من 100 مليار دولار، لا ننسى أن المبدأ في القانون هو تحصيل الأضرار من المتسبب بها".

أجرى الرئيس "رجب طيب أردوغان"، الذي يزور إندونيسيا لإجراء محادثات رسمية، لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الإندونيسي "برابوو سوبيانتو"، ثم عقد اجتماعًا بين الوفود، وشارك في مراسم توقيع الاتفاقيات، قبل أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في مدينة بوجور الإندونيسية.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أنه سبق أن زار إندونيسيا عام 2022 بمناسبة قمة قادة مجموعة العشرين، وأوضح أنه يزور البلاد اليوم في إطار الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.

"علاقاتنا التاريخية والإنسانية مع إندونيسيا تمتد إلى 400 عام"

وتوجّه الرئيس أردوغان بالشكر إلى الرئيس سوبيانتو والمسؤولين الإندونيسيين على كرم الضيافة، قائلاً: "نحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، لكن علاقاتنا التاريخية والإنسانية تعود إلى 400 عام مضت، لقد توّجنا هذه العلاقات الوثيقة بإعلاننا الشراكة الاستراتيجية عام 2011، ومن خلال اجتماع المجلس اليوم، قمنا بتعزيز هذه العلاقات بشكل مؤسسي أكثر".

وأوضح الرئيس أردوغان أنه ناقش مع الرئيس الإندونيسي ووفود البلدين العلاقات الثنائية بشكل شامل، مضيفًا: "كما تبادلنا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا".

وأشار إلى أنه تم توقيع 13 مذكرة تفاهم في مجالات متنوعة، بما في ذلك الطاقة، الزراعة، التجارة، الصناعات الدفاعية، الاتصالات، والتعليم.

"نولي أهمية لتنويع علاقاتنا الاقتصادية"

وأفاد الرئيس أردوغان بأنه اعتمد مع الرئيس الإندونيسي بيانًا مشتركًا شاملاً يرسم مستقبل العلاقات الثنائية، مضيفًا: "قمنا بمراجعة المشاريع القائمة في مجال الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى فرص التعاون الإضافية. كما ناقشنا الخطوات التي يمكننا اتخاذها لرفع حجم تجارتنا إلى 10 مليارات دولار وتحقيق توازن في المبادلات التجارية. نولي أهمية لتنويع علاقاتنا الاقتصادية في مجالات الصحة، البناء، الطاقة، الغذاء، والمنتجات الحلال. ونرغب بشكل خاص في أن يكون لشركاتنا الإنشائية، التي حققت نجاحات عالمية، دور في بناء العاصمة الإندونيسية الجديدة، نوسانتارا".

ولفت الرئيس أردوغان إلى أهمية تعزيز التبادل البشري بين تركيا وإندونيسيا، وهما دولتان سياحيتان، قائلاً: "أكدنا ضرورة زيادة عدد الرحلات الجوية بين بلدينا. في العام الماضي، زار 203 آلاف سائح إندونيسي تركيا، بينما زار 50 ألف سائح تركي إندونيسيا. هذه الأرقام مشجعة، لكنها لا تزال دون مستوى إمكاناتنا".

وأشار إلى أن تركيا تلاحظ باهتمام متزايد إقبال الشباب الإندونيسي على الاستفادة من المنح الدراسية التركية، مضيفًا: "لدينا نحو 5 آلاف خريج إندونيسي تلقوا تعليمهم في تركيا، ونحن نعتبرهم سفراء ثقافيين بين بلدينا. سيواصل معهد يونس إمره، ومؤسسة المعارف التركية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) المساهمة في هذا التعاون".

وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا عازمة على تعزيز علاقاتها مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مشددًا على أهمية الدعم الإندونيسي في تعزيز الشراكة التركية مع الرابطة.

"نقدّر موقف إندونيسيا من القضية الفلسطينية"

وأوضح الرئيس أردوغان أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تعزيز التعاون في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، مجموعة العشرين، منتدى ميكتا، مجموعة الثماني الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، مضيفًا: "نقدّر موقف إندونيسيا الثابت تجاه القضية الفلسطينية. وسنواصل العمل معًا في إعادة إعمار غزة ودعم القضية الفلسطينية. أكرر التأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، لا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك. أي اقتراح أو مشروع يتعارض مع ذلك يعتبر غير شرعي بالنسبة لنا، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع والدماء وعدم الاستقرار. لن يكون هناك استقرار في المنطقة ما لم يتحقق السلام في غزة، ولن ينعم الفلسطينيون بالهدوء حتى يتم الاعتراف بحقوقهم المشروعة. الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرًا تقترب من 100 مليار دولار. ولا ننسى أن القاعدة القانونية تنص على تحميل المسؤول عن الضرر تبعاته".

وختم الرئيس أردوغان بالقول: "آمل أن تعود مشاوراتنا والقرارات التي اتخذناها بالخير على بلدينا."

الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو: "عازمون على تعزيز الشراكة بين إندونيسيا وتركيا"

من جانبه، صرّح الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو قائلاً: "لدى إندونيسيا وتركيا علاقات تعود إلى قرون، واستمرت هذه الروابط بقوة منذ العهد العثماني." وذكّر بانعقاد اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

وأضاف الرئيس سوبيانتو: "نحن عازمون على تعزيز الشراكة بين إندونيسيا وتركيا، ناقشنا العديد من القضايا المتعلقة بازدهار الشعبين واستقرارهما".

وأشار إلى أن البلدين عازمان على تحقيق الأهداف المحددة في مجالات التجارة والاقتصاد، مؤكدًا على توازن العلاقات بينهما. وقال: "نرغب في تعزيز التعاون بين إندونيسيا وتركيا في مجال الصناعات الدفاعية".

كما شدّد الرئيس سوبيانتو على استمرار التعاون بين البلدين بشأن القضية الفلسطينية، ودعمهما لحل الدولتين.

الاتفاقيات الموقعة بين تركيا وإندونيسيا

وقّع الرئيسان أردوغان وسوبيانتو عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين، منها:

اتفاقية التعاون في مجالات الصحة والعلوم الطبية، وُقعت بين وزيري خارجية البلدين.

مذكرة تفاهم بشأن الطاقة والموارد الطبيعية، وُقعت بين وزيري الطاقة.

خطاب نوايا حول تعزيز وتسهيل الاستثمارات، وُقع بين وزيري الصناعة والاستثمار.

مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة مشتركة للتعاون الصناعي، وُقعت بين وزيري الصناعة.

مذكرة تفاهم حول التعاون الزراعي، وُقعت بين وزيري الزراعة.

مذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون التجاري، وُقعت بين وزيري التجارة.

مذكرة تفاهم حول التعليم العالي، وُقعت بين رؤساء مجالس التعليم العالي.

اتفاقية التعاون في الخدمات الدينية والتعليم الديني، وُقعت بين رئيسي الشؤون الدينية في البلدين.

اتفاقية التعاون في الصناعات الدفاعية، وُقعت بين مسؤولي الدفاع.

اتفاقية شراكة حول إنتاج طائرات بيرقدار TB3 وأكينجي، وُقعت بين شركات الدفاع.

اتفاقية تعاون بين وكالة الأناضول ووكالة أنباء أنتارا.

مذكرة تفاهم بين هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) والإذاعة العامة الإندونيسية RRI.

بروتوكول تعاون بين TRT والتلفزيون العام الإندونيسي TVRI. (İLKHA)