أجرى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري الجديد "أحمد الشرع".

جاء في بيان الرئاسة السورية: "خلال الاتصال الهاتفي، أكد الرئيس أحمد الشرع على العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، وعلى انفتاح سوريا على التعاون طالما أنه يخدم مصالح السوريين ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار".

وأضاف البيان: "شدد الرئيس الروسي على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، ووجّه دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة روسيا".

ووفقًا لبيان الكرملين، فقد تناولت المحادثة، التي وُصفت بأنها "بناءة وتركّز على العمل"، قضايا التعاون العملي في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم، وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات لتعزيز التعاون الثنائي.

وجاء في البيان أيضًا: "أكد فلاديمير بوتين التزام روسيا الثابت بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري".

وأشار البيان إلى أن الزعيمين ناقشا عددًا من القضايا ذات الصلة بالتعاون العملي في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم وغيرها، لا سيما في ضوء اللقاءات الأخيرة التي عقدها الوفد الروسي رفيع المستوى في دمشق.

وأكد بوتين على العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا، والتي تقوم على الصداقة والتعاون المتبادل، متمنيًا للرئيس أحمد الشرع النجاح في معالجة التحديات التي تواجه القيادة الجديدة للبلاد بما يخدم مصالح الشعب السوري.

كما شدد البيان على أن الطرفين اتفقا على مواصلة مثل هذه الاتصالات المفيدة بهدف تشكيل جدول أعمال شامل للتعاون الثنائي، وأكد أن المكالمة الهاتفية كانت "بناءة، مهنية، وذات مغزى".

أول تواصل لروسيا بعد الأسد

وجرت هذه المحادثة بعد زيارة وفد روسي رسمي إلى دمشق الشهر الماضي، والتي جاءت عقب الإطاحة برأس النظام السوري بشار الأسد من منصبه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي وطلبه اللجوء في روسيا.

وكانت موسكو من أكبر داعمي الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، حيث ساعدت، من خلال عملياتها العسكرية منذ عام 2015، الحكومة السورية على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد.

وبعد سقوط الأسد، قامت روسيا بنقل قواتها وممتلكاتها العسكرية من مختلف المناطق السورية إلى قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية. ويخطط الكرملين والحكومة السورية المؤقتة لمناقشة مستقبل القاعدة الجوية الروسية في حميميم والمنشأة البحرية في طرطوس.

وقد ألغت القيادة السورية الجديدة العقد المبرم مع شركة روسية لتحديث ميناء طرطوس التجاري، إلا أن هذه الخطوة لم تؤثر بشكل مباشر على المنشأة البحرية الروسية التي تخضع لاتفاق منفصل.

وكان بوتين قد صرح خلال مؤتمره الصحفي السنوي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بأن روسيا عرضت على القادة الجدد في سوريا استخدام قواعدها العسكرية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، كما أنها مستعدة لتقديم حوافز أخرى.

وتُعد هذه المكالمة الهاتفية الأولى بين بوتين والشرع، لكن الزعيم السوري الجديد كان قد أجرى سابقًا محادثات مع ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي.

وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، شنت المعارضة المسلحة هجومًا واسع النطاق على مواقع جيش النظام السوري، وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت قوات المعارضة إلى دمشق، ما دفع بشار الأسد إلى الهروب من سوريا. (İLKHA)