تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ91 على التوالي عدوانها العسكري واسع النطاق على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.

أفادت مصادر محلية في الضفة الغربية بأن قوات الاحتلال تواصل عملياتها العسكرية اليومية في المدينة، حيث تُهدم المنازل بشكل ممنهج، وتُحرق أخرى، فيما تُحوّل بعض الأبنية إلى ثكنات عسكرية. وتُرسل يوميًا تعزيزات جديدة عبر حاجز الجلمة شمال المدينة، مرفقة بصهاريج مياه ووقود، وسط حصار كامل يمنع دخول المدنيين أو خروجهم من المخيم المحاصر.

تدمير شامل وعمليات تهجير قسري

وصرّح رئيس بلدية جنين محمد جرار أن جرافات الاحتلال دمّرت حتى الآن 600 منزل بشكل كامل، بينما أُصيبت مئات المنازل الأخرى بأضرار جسيمة تجعلها غير صالحة للسكن. وعلى الرغم من المخاطر الأمنية، تحاول طواقم البلدية القيام بأعمال ترميم للبنى التحتية في محيط المخيم، إلا أن اعتداءات الاحتلال تعيق هذه الجهود بشكل كبير.

من جانبه، أكد محافظ جنين كمال أبو الرب أن عدد الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم منذ بدء العدوان بلغ أكثر من 21 ألف شخص. ويتوزع هؤلاء على النحو التالي: 6 آلاف في مركز مدينة جنين، 3,200 في سكنات جامعة العرب الأمريكية، و4,181 في بلدة برقين، فيما تشتت البقية في مناطق مختلفة.

كما أعلنت وزارة الأشغال العامة الفلسطينية عن خطة لإقامة مساكن متنقلة في منطقة وادي برقين، حيث سيُخصص في المرحلة الأولى 32 وحدة سكنية قابلة للنقل، صُممت لتأوي كل واحدة منها عائلة مكونة من خمسة أفراد.

شهداء واعتقالات واستهداف للصحفيين

واستشهد أمس الشاب سليمان فواز مناصرة (25 عامًا) قرب مستوطنة "حوميش" المقامة جنوب سيلة الظهر، حيث أطلق عليه جنود الاحتلال النار واحتجزوا جثمانه. كما فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا مشددًا على الطريق الواصل بين نابلس وجنين، وأغلقت مدخل بلدة برقة.

وشهدت بلدات كفر دان ويعبد ويَمون اقتحامات مسلحة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي على المواطنين، إلى جانب اعتقال عدد من الشبان. وامتدت الانتهاكات لتشمل الصحفيين، حيث تعرّض طاقم إعلامي لاعتداء مباشر أثناء تغطيته الميدانية عند مدخل مخيم جنين.

وفي تصعيد آخر، قامت قوات الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية إلى مسجد التوابل بتلال ترابية، بينما تحلق الطائرات المسيّرة (الدرون) بشكل مستمر فوق سماء المدينة والمخيم، ما يضيف حالة من الرعب والتوتر الدائم في أوساط السكان.

39 شهيدًا خلال 91 يومً

وبلغ عدد الشهداء منذ بدء الهجوم على جنين 39 شهيدًا، فيما سُجّل مئات الجرحى، بالإضافة إلى اعتقال العشرات، وسط تصاعد مستمر في حجم الانتهاكات اليومية.

ويذكر أن سكان جنين لا يواجهون فقط القصف والقتل، بل يتعرضون لسياسة "العقاب الجماعي"، حيث تُستهدف مساكنهم ومصادر رزقهم وكرامتهم الإنسانية، في ظل صمت دولي  فاضح. (İLKHA)