نظمت جماعات الطلاب في جامعة سيرت برنامجًا بعنوان "الانتفاضة من أجل غزة" لرفع الوعي بالمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أهل غزة ولإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني.

نفذ الطلاب مسيرة في الفعالية التي شهدت مشاركة واسعة، وأصدروا بيانًا صحفيًا، وأقاموا بازارًا ومعرضًا للصور، حيث بدأ البرنامج بتجمع الطلاب أمام كلية الشريعة بجامعة سيرت.

وفي هذا السياق، خاطب رئيس جامعة سيرت الأستاذ الدكتور "نهاد شينداك" الطلاب، مُعَرِّفًا الوحشية في غزة بأنها "ظلم" وليس "حربًا"، واستخدم في كلمته العبارات التالية:

"لا يمكن تفسير هذا الظلم بالحرب"

"نقول إن نظام الاحتلال يظلم، ولا نقول حربًا. لأن الحرب تُخاض بين جيشين. أما هنا، فالأمر يتعلق بالظلم الموجه ضد النساء والأطفال الأبرياء العزل. ليس لديهم حتى صبر على الطفل في بطن أمه؛ إنهم يقتلونهم أيضًا. هذه الحالة لا يمكن تفسيرها بكلمة حرب. يجب أن ينتهي هذا الظلم الآن. أنتم اليوم تتحملون مسؤولية كبيرة وتظهرون حساسية عظيمة. أضعف نقطة في الإيمان هي أن تكره الظلم في قلبك. ولكن أنتم تفعلون أكثر من ذلك بكثير، ترفعون أصواتكم. أسأل الله أن يرضى عنكم جميعًا. اعلموا أن هذه الصرخات التي تطلقونها هنا لا تبقى هنا، بل تجد صدى في جميع أنحاء العالم. الصورة التي تقدمونها هنا تُسهم في توحيد الضمائر في جميع أنحاء العالم وكتابة صفحات جميلة. اجتماعكم بصوت ضميركم ورفعكم لصرخة الظلم في غزة، قولكم "لا للظلم"، هو أمر ذو قيمة كبيرة حقًا. أشكركم جميعًا من أعماق قلبي".

"أنتم الشباب كنتم دائمًا في المقدمة عبر التاريخ"

وبعد كلمة رئيس الجامعة شينداك، تحدث أستاذ تاريخ الإسلام الأستاذ الدكتور "إحسان سريّة سيرما". وفي حديثه، أشار إلى المسؤوليات التي تحملها الشباب عبر التاريخ، وقال العبارات التالية:

"أنتم الشباب كنتم دائمًا في المقدمة عبر التاريخ. عندما ذهب جيش النبي إلى الجهاد، كان الشباب دائمًا في الصفوف الأمامية. اليوم هنا، في سيرت، اجتماعكم معًا، على الأقل بالدعاء لإخواننا الفلسطينيين، سيكون سلاحًا لهم. بنو إسرائيل ظلموا عبر التاريخ. لقد أرسل الله إليهم الأنبياء، لكنهم لم يستمعوا. ثم عندما مكّن الله المؤمنين، أهلك الظالمون وذهبوا. إذا قرأتم القرآن الكريم، سترون أنه يوجد دروس عظيمة في هذا الموضوع. أحيانًا يُسأل: 'لماذا أصبح اليهود أقوياء جدًا في العالم؟' لأن المسلمين نسوا واجبهم. قال الله للمسلمين 'اقْرَأْ'، لكن المسلمين اليوم يقولون 'لا أقرأ'. في العديد من الجامعات في العالم، يجلس اليهود في المقاعد الكبيرة. لقد قاموا بتعليم العلماء ليتمكنوا من استغلال العالم. ولكن إن شاء الله، من خلال أعمالكم أنتم، الشباب المسلم الواعي، سينتهي هذا الظلم. وبإذن الله، سوف يختفون".

"مسيرة انتفاضة ورد فعل على المجازر"

وبعد الكلمات، قام الطلاب بتنظيم مسيرة "انتفاضة" بشعاراتهم ولافتاتهم. حيث عبرت عن إدانة المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة. وقد وجه الطلاب رسالة إلى العالم بحملهم رسائلهم قائلين: "لن نصمت على الظلم".

تصريح صحفي وتلاوة القرآن بأربع لغات

وبعد المسيرة، استمر البرنامج أمام كلية التربية بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم قرأ محمد مصطفى تشوبان أوغلو، باسم جماعات الطلاب، البيان الصحفي. وقد تم تقديم التصريحات بأربع لغات: التركية، الكردية، العربية، والإنجليزية.

محمد مصطفى تشوبان أوغلو، في بيانه قال: "غزة، منذ 18 شهرًا، تعيش تحت حصار قاسٍ وتكافح من أجل البقاء. خلال هذه الفترة، لقي الآلاف من الفلسطينيين حتفهم نتيجة هجمات القتلة إسرائيل، في حين تم تهجير مئات الآلاف. الأطفال الغزاويون، الذين حُرموا من حقوقهم الأساسية في الحياة، واجهوا الموت والدمار والفقر منذ لحظة ولادتهم. ومنذ بداية الحصار، أصبحت النساء في غزة واحدة من رموز المقاومة، حيث خضن نضالًا تاريخيًا لحماية بيوتهن وأطفالهن وحياتهن في وسط الحرب. في مواجهة أقسى أنواع الظلم والضغوط، وقد قدم الشعب الفلسطيني، الذي لم يفقد موقفه الإنساني ومقاومته الشريفة وأمله، درسًا عظيمًا للبشرية، ولا يزال يقدم هذا الدرس.

نعلم أن الموقف الذي تم إبداؤه تجاه ما يحدث في غزة سيظل محفورًا في تاريخ الدول والشعوب. في هذه العملية، لن يُنسى من الذين سكتوا ومن الذين تحدثوا، ومن الذين شاركوا في الظلم. نحن الشباب، ندعو قادتنا للوقوف ضد القتلة إسرائيل، واتخاذ خطوات سياسية ملموسة في هذا الطريق، وإظهار موقف شريف".

"معرض الصور والبازار يلقى اهتمامًا كبيرًا"

وضمن الفعالية، تم تنظيم معرض للصور يروي مجازر الاحتلال في فلسطين. وقد لاقت الصور المعروضة في المعرض اهتمامًا كبيرًا من المشاركين، كما نظم الطلاب أيضًا بازارًا لدعم غزة.

وهذه اللقاءات المعنوية التي تمثل صوت الضمير، ستستمر غدًا عبر فعاليات متنوعة لتقديم رسالة دعم لشعب فلسطين. (İLKHA)