أجرى الرئيس الأمريكي "ترامب" زيارة رسمية إلى العاصمة السعودية، وذلك في مستهل جولته الخارجية الأولى خلال ولايته الثانية.

حطت طائرة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" صباح الثلاثاء في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، في مستهل جولته الخارجية الأولى خلال ولايته الثانية، والتي تشمل أيضاً الإمارات وقطر.

واستقبل ولي العهد السعودي بن سلمان "ترامب" في مراسم رسمية، بينما وصفت واشنطن الزيارة بأنها "خطوة تاريخية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، إلا أن محللين اعتبروا الزيارة تجاهلاً صارخًا للقضايا الإنسانية والتوترات الإقليمية، متهمين ترامب بتقزيم العلاقات الدولية إلى صفقات تجارية ضخمة، ووصفت بعض الجهات هذه الصفقات بأنها "جزية" فرضها ترامب مقابل الحماية الأمريكية لدول الخليج.

600 مليار دولار في ساعات قليلة

وخلال لقاء جمع ترامب وبن سلمان في قصر اليمامة، تم توقيع حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار، وتشمل الاتفاقيات التزامًا سعوديًا بالاستثمار في قطاعات حيوية داخل الولايات المتحدة، كالتكنولوجيا المتقدمة، الطاقة، الذكاء الاصطناعي، وتطوير البنية التحتية.

وتأتي هذه الاتفاقيات ضمن خطة أمريكية أُعلن عنها في يناير 2025، وتهدف إلى جذب استثمارات بقيمة تريليون دولار خلال أربع سنوات.

كما تم التوقيع على اتفاقيات لشراء أسلحة أمريكية متطورة، استمرارًا لصفقات سابقة تعثرت بسبب عراقيل بيروقراطية منذ عام 2017.

نقل الذكاء الاصطناعي… تحت مجهر الانتقادات

وأبرزت الزيارة أيضًا توقيع مذكرات تفاهم لنقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى السعودية، في خطوة تتماشى مع "رؤية 2030" التي تسعى إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط، غير أن هذا التحرك أثار انتقادات حادة داخل الأوساط السياسية في واشنطن، خصوصًا من الديمقراطيين، الذين عبّروا عن قلقهم من تسليم تقنيات حساسة إلى نظام يُتهم بانتهاك واسع لحقوق الإنسان.

صمتٌ مريب عن أزمات المنطقة

وفي مفارقة لافتة، تجاهل ترامب خلال زيارته قضايا إقليمية شائكة كالهجمات الإسرائيلية على غزة، والتصعيد مع إيران، والأزمة السورية. وقد أثار هذا التجاهل مخاوف من مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.

خلاصة الزيارة

وعلى الرغم من الأرقام الضخمة للاتفاقيات، إلا أن زيارة ترامب الأخيرة أظهرت مرة أخرى نهجه الذي يُقدّم المال على المبادئ. وبينما يزداد حجم المصالح الاقتصادية، تتزايد التساؤلات حول تداعيات هذه الزيارة على استقرار المنطقة وصورة الولايات المتحدة عالميًا. (İLKHA)