أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال كلمته في برنامج "إسطنبول بكل أحيائها" أن معركة مكافحة الفساد لا تُكسب بالصوت العالي أو التهديد، بل بالمحاسبة القانونية.

شارك الرئيس رجب طيب أردوغان في فعالية "إسطنبول بكل أحيائها" التي أُقيمت في مركز إسطنبول للمؤتمرات، حيث ألقى كلمة مطوّلة أمام أنصار حزب العدالة والتنمية وأعضاء التنظيمات الحزبية، شدد فيها على الثوابت التي تحكم مسيرة الحزب، مؤكداً أن "العمل لا الشعارات" هو السبيل لخدمة الشعب وبناء الوطن.

أردوغان افتتح كلمته بالتأكيد على أن حزب العدالة والتنمية حركة نابعة من وجدان الأمة، لا تسعى إلى سلطة أو وجاهة، بل لخدمة المظلومين واحتضان الفقراء واليتامى، موضحاً أن الحزب لم يدخل السياسة لأجل المناصب بل لأجل الوفاء للشعب ومبادئه.

الرئيس أردوغان هاجم بشدة محاولات خصومه لتشويه الحقائق عبر التصعيد الكلامي والتهديدات، قائلاً: "وصمة الفساد لا تزول بالصراخ، وعيب السرقة لا يُمحى بمهاجمة الآخرين، لا يمكنكم إخفاء خزي الأموال الحرام بالتهديدات. لن تهربوا من الحساب أمام القضاء."

وأشار إلى أن قوى المعارضة، وخصوصًا بعض الأطراف في حزب الشعب الجمهوري، تحاول تغطية شبهات الفساد والتلاعب من خلال خلق أجواء من الفوضى والافتراء، منتقدًا ما وصفه بـ"الخطاب السوقي" لبعض الساسة، قائلاً إنهم "أفلسوا سياسيًا ويبحثون عن أمل عبر وسائل الإعلام الغربية والدعاية الخارجية".

كما لفت "أردوغان" إلى أن كل يوم يكشف عن فضائح جديدة لما وصفه بـ"شبكة فساد منظمة" في بلدية إسطنبول، متحدثاً عن شهادات من داخل الفريق المعارض عن "رواتب غير قانونية، وابتزاز مالي، وشبكات نفوذ مشبوهة" تمتد من إسطنبول إلى خارج تركيا.

وفي معرض حديثه عن دور العدالة، شدد الرئيس على أن "القضاء هو من سيكسر الأيادي الممدودة إلى المال العام"، مشيرًا إلى أن مسؤولي الدولة لن يتراجعوا عن مسؤولياتهم في حماية حقوق الشعب تحت مظلة الدستور وسيادة القانون.

وفي ختام كلمته، أكد أردوغان أن "كل شارع وحي في إسطنبول له حكاية معنا، له بصمة من أعمالنا"، مشددًا على دور التنظيمات الحزبية في الأحياء في حمل شعلة العدالة والتنمية، قائلًا: "إسطنبول هي قصتنا... كتبناها وسنواصل كتابتها معًا." (İLKHA)