قُتل 13 شخصاً في هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مسجد في مدينة الفاشر شمالي السودان.

أسفر هجوم مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مسجد يؤوي عائلات نازحة في مدينة الفاشر المحاصرة شمال دارفور، عن مقتل 13 شخصاً، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وبحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) عن شاهدين عيان، فإن القصف استهدف المسجد من الجهة الشمالية، وأكدوا أن قوات الدعم السريع سيطرت على مخيم أبو شوك للنازحين وأقامت مواقع عسكرية بهدف استعادة السيطرة على المدينة من الجيش السوداني.

وقال أحد سكان المدينة: "إن الهجوم وقع يوم الأربعاء"، وأضاف: "بعد القصف في فترة الظهيرة، انتشلنا 13 جثة من تحت الأنقاض وقمنا بدفنها".

من جانبه، روى أحد الناجين من الهجوم: "بعد دخول قوات الدعم السريع إلى منازلنا، كنا حوالي 70 عائلة نحتمي داخل المسجد. بالأمس سقطت قذائف مدفعية، فقُتل 13 شخصاً وأُصيب 20 آخرون، كما تهدم جزء من المسجد".

ويعد هذا الهجوم الأشد عنفاً الذي تشنه قوات الدعم السريع على الفاشر منذ اندلاع الحرب بينها وبين الجيش السوداني في نيسان/ أبريل 2023. ورغم تضاؤل المساحات التي يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه، لا تزال الفاشر العاصمة الأخيرة الكبرى التي تقع تحت سيطرتهم في شمال دارفور، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أيار/ مايو من العام الماضي.

ووفقاً لتقارير ميدانية، تواصل قوات الدعم السريع قصف المدينة يومياً بالمدفعية والطائرات المسيّرة، كما استولت على مخيمات اللاجئين المحيطة، وقتلت المئات من المدنيين، وتجبر الناجين على دفع مبالغ مالية لقاء ممرات آمنة للهروب.

وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء، قُتل 20 شخصاً في هجمات استهدفت مستشفى الفاشر، أحد آخر المرافق الصحية العاملة في المدينة. وفي الشهر الماضي، أودى هجوم بطائرة مسيّرة على مسجد بحياة ما لا يقل عن 75 شخصاً.

وقد تسبب الصراع في السودان في نزوح ملايين الأشخاص، وترك نحو 25 مليوناً يعانون من الجوع الحاد، في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم حالياً.

وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، إلا أنه لا توجد حصيلة رسمية للضحايا، إذ يُمنع كثير من الجرحى من الوصول إلى المستشفيات، بينما يُضطر الأهالي إلى دفن موتاهم حيثما أمكن.

وقد أدّى حصار الفاشر من قبل قوات الدعم السريع إلى مجاعة جماعية في المدينة، حيث اضطر السكان منذ شهور إلى الاعتماد على علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، حتى أن هذه الإمدادات بدأت تنفد، وبلغ سعر الكيس الواحد مئات الدولارات.

وفي حال سقوط المدينة بيد المليشيات، ستكون قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها على كامل إقليم دارفور، في إطار سعيها لإقامة إدارة موازية للحكم في البلاد. (İLKHA)