كشف الأسير الفلسطيني، خالد بركات، الذي أمضى 130 يوماً في سجن سديه تيمان، عن التعذيب المنهجي الذي تعرض له، مُسلطاً الضوء على الممارسات اللاإنسانية في سجون الاحتلال الصهيوني.

وثّق المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى شهادة الأسير المحرر، خالد بركات، الذي وصف تجربته في معتقل "سديه تيمان" بأنها "نجاة من الموت" بعد 130 يوماً من الاحتجاز.

في شهادته، تحدث بركات عن أبشع أساليب التعذيب التي تعرض لها هو ورفاقه، مؤكداً أن الاحتجاز في ظروف قاسية كان بمثابة كابوس يومي.

وأوضح بركات أنه خلال فترة احتجازه كان مكبلاً اليدين والقدمين ومعصوب العينين بشكل مستمر، وأنه ورفاقه كانوا يتعرضون لهجمات يومية من الكلاب البوليسية التي كانت تهاجمهم بشكل عشوائي.

وأضاف: "كنا محتجزين في أقفاص حديدية، كل قفص يضم 130 معتقلاً، تحت مراقبة مستمرة، وأي حركة عفوية كانت تعني التعرض للضرب والشتائم".

وأشار إلى أن التعذيب الذي تعرض له في المعتقل أسفر عن كسر أضلاعه وعدد من أضلاع الأسرى الآخرين، إلا أنهم لم يعرضوا على أي طبيب حتى لحظة الإفراج عنهم، ما أدى إلى التئام الكسور بشكل غير سليم.

من أكثر الأمور صعوبة التي ذكرها بركات كانت دورات المياه، حيث كان يسمح لهم باستخدامها لمرة واحدة فقط في اليوم، وفي أفضل الأحوال، فيما كان الأسرى يقضون حاجتهم وهم مكبّلون.

كما أشار إلى أن كاميرات المراقبة كانت في كل مكان، وأن دلوًا كان يُوضع في الساحات لقضاء الحاجة، يُرفض تفريغه إلا بعد أن يتم خروج ما فيه لغرف الأسرى.

وتطرق بركات في شهادته إلى ممارسات التعذيب القاسية أثناء نقله بين المعتقلات، حيث تعرض في معتقل عوفر لضرب مستمر على يد الجنود، الذين كانوا يطلبون من الأسرى الخروج الواحد تلو الآخر لتعذيبهم بالعصي والأدوات الحادة.

كما روى حالة أسير مريض بالسكر تعرض للضرب، مما تسبب في التهاب قدمه وخروج الدود منها قبل أن تُبتر لاحقاً.

وذكر بركات أنه خلال عملية النقل، تعرض الأسرى لـ هجمات الكلاب البوليسية، إضافة إلى صعقات كهربائية تم توجيهها لهم داخل الباصات باستخدام مقابض حديدية.

وفيما يتعلق بالظروف المعيشية في المعتقل، أكد بركات أن إدارة السجن سحبت منهم الفرشات التي كانوا ينامون عليها خلال فصل الشتاء، كما لم يكن بحوزتهم ملابس شتوية، بينما كان العديد من الأسرى يعانون من مرض الجرب.

وأشار بركات إلى أن الصليب الأحمر لم يزرهم طوال فترة اعتقالهم، وأكد أن التهديدات بالقتل كانت تلاحقهم بعد الإفراج عنهم، حيث كان الجنود يرددون "لقد قصفنا بيوتكم وقتلنا عائلاتكم" في تهديدات متواصلة.

هذه الشهادة تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، في ظل انتهاك حقوقهم وتعريضهم لأساليب تعذيب وحشية تتناقض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان. (İLKHA)